صالح ولد حننا: الواقعيون سيدعمون ولد ببكر والمثاليون سيدعمون ولد مولود “مقابلة”
6 أبريل، 2019
صالح ولد حننا
رؤيا بوست: اعتبر السيد : صالح ولد حننا رئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني ” حاتم ” بأن المعارضة وفرت لجميع اطيافها حرية اختيار مرشحهم للرئاسيات القادمة ، وأوضح بأن من وصفهم بالمثاليين سيدعمون ترشح رئيس حزب اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود، بينما سيدعم الواقعيون في نظره ترشح سيدي محمد ولد ببكر، كما سينال المرشح بيرام ولد اعبيدي تعاطفا من الشباب اللذين سيجدون فيه ذواتهم.
وقال القيادي المعارض في حوار مع رؤيا بوست بأن المعارضة وجهت للجنة الانتخابات اعتراضات حول جولة المرشح محمد ولد الغزواني في المقاطعات الداخلية ، مطالبا بإيقافها، على اعتبار أنها حملة سابقة لأوانها وتستخدم فيها وسائل الدولة وفق تعبير ولد حننا .
كما قال بأن إعلان الوزير الأول السابق مولاي ولد محمد لغظف تراجعه عن الترشح ودعمه لولد الغزواني مجرد لعبة من استراتيجية مكشوفة كان النظام يراهن عليها على حد وصفه.
حاوره المصطفى الولي… نص المقابلة :
[divider]
ماهي انعكاسات فشل المعارضة في توحيد مرشحها وتبني خيار تعدد المرشحين على قواعدها الشعبية وواقعها السياسي والنضالي ؟
في تقديرنا وهو تقدير أولي على كل حال ، نعتبر أن هذا الخيار انعكس ايجابا بحيث أن الشباب المثالي الذي يسعى إلى المثل سيجد من يدعمه ويجد ذاته في حملة المرشح محمد ولد مولود ، كما أن الواقعيين وأولئك الذين يريدون فعلا خيارا ينافس سيجدون أيضا أنفسهم في المرشح سيدي محمد ولد ببكر ، وهناك أيضا الحقوقي بيرام ولد الداه اعبيدي الذي لاشك أنه سيحظى بتعاطف كبير سيجد فيه الكثير من الشباب الموريتانين ذواتهم ، وعليه فإننا نعتبر أن المعارضة وفرت لأطيافها المختلفة مرشحين تجد فيهم ذواتها ، وهذا مايجعلها تضمن توظيف كل طاقاتها في الشوط الأول ، وعندها بالتأكيد بعد تجاوز الجولة الأولى ستكون قادرة إن شاء الله على جمعها في الجولة الثانية باعتبار أن الخيار الذي سيتجاوز إلى الشوط الثاني هو خيارا وحيدا لا شك أنه سيحمل بصمات مشروع المعارضة الموحد .
ألا ترون بأن اعلان المعارضة عدم توصلها لاتفاق، كان لعبا في الوقت بدل الضائع و نوعا من القفز على تطلعات المناضلين ؟
بالعكس ، نحن نرى أنه استجابة اكثر لتطلعات أطياف مختلفة من المعارضة كل منها متمسك بخيار معين ، ونحن ذهبنا في اتجاه تعدد الترشيحات حتى لانجعل بعض هذه الطموحات تصاب بالإحباط ، لذلك أردنا أن نتيح لكل هذه الطموحات الخيارات التي تناسب مشروعها ورؤيتها وستثير فعلا حماسها ، وهو ماسيجعل الحملة بكل تأكيد حملة ساخنة تنخرط فيها كل مكونات الطيف السياسي ، وهي مقتنعة بالمشروع الذي انخرطت فيه سواء كان المرشح سيدي محمد ولد ببكر ، أو محمد ولد مولود ، أو المرشح بيرام ولد الداه اعبيدي ، وبالتالي فنحن من هذا المنطلق خلقنا لكل الطموحات الأرضية التي تجعلها تنخرط في العمل بكل جدية وحماس ، وهو ماسيجعل الحظوظ أكثر في التجاوز للشوط الثاني بإذن الله .
ماهي الدوافع التي جعلتكم في حاتم من بين أحزاب معارضة أخرى تفضلون دعم مرشح من خارج المعارضة …وهل كان من بين بنود الاتفاق أن لايكون المرشح من خارج الصف المعارض ؟
بالنسبة لموقف حزب ” حاتم ” كان وفق رؤيته وقناعته وقد دافعنا عن ذلك منذ بداية النقاش ، واتفقنا في المرحلة الأولى من النقاش على أن يكون أفضل فرصة لتحقيق التغيير الذي نطمح إليه ، هوأن يكون هناك مرشح من خارج الأحزاب المعارضة التقليدية ، يمكنه أولا أن يشكل فرصة لجمع هذه الأحزاب باعتبار أنه ليس منتميا لحزب منها بذاته ، وبالتالي ستكون كلها في مسافة متساوية منه ، وثانيا كنا نرجوا أن نجد مرشحا يضيف إلينا عمقا انتخابيا جديدا ، لأن ماخرجنا به من الانتخابات الأخيرة جعلنا من منطلق الواقعية نحتاج إلى أعماق واضافات انتخابية جديدة تمكننا من المنافسة الحقيقية . ومن هذا المنطلق كان موقفنا ومنذ البداية أنه على المعارضة أن تبحث عن مرشح من خارج أحزاب المعارضة التقليدية حتى تكون هذه فرصة تستدرج فيها طيفا من الموالاة ومن أولئك الذين في المساحة الوسط ، وتكون هناك رؤية وسطى قادرة على الاستقطاب من الطرفين ، وهذا فعلا هوماشكل لدينا قناعة من خلالها يمكن أن نتصور تغييرا حقيقيا في استحقاقات 2019 . كان هذا موقفنا دائما ومن منطلقه قررنا ترشيح الوزير الأول السابق سيدي محمد ولد ببكر .
هل تمتلك المعارضة الداعمة لولد ببكر من العدة والعدد مايجعلها قادرة على كسب الرهان في المرحلة القادمة ؟
هذا مانتمناه وهو أن تكون هذه المعارضة النواة الصلبة لداعمي والذين تبنو المرشح سيدي محمد ولد ببكر ، ونحن في حاتم وتواصل والمستقبل ، والأحزاب التي التحقت بنا من الموالاة نعتبر أن هذا التحالف يعد حقيقة أكبر تجمع سياسي سيشكل فرصة حقيقية في الفوز، وبالتأكيد أننا بحاجة ونعمل من اجل ذلك على الدخول واختراق البنى التقليدية لأعماق موريتانيا المختلفة ، وأملنا كبير إن شاء الله في الفوز ، لأننا فعلا نمتلك قدرا كبيرا مما يؤهلنا لهذا الفوز ، إذا ما توفرت الفرصة طبعا للموريتانيين في الاختيار الحر ، وهو مالاتبدو بشائره في الأفق من خلال مابدأنا نلمسه من ممارسات السلطة التي تخل بشكل واضح بالشفافية والنزاهة والمصداقية المطلوبة لهذه الانتخابات ، لكننا مع ذلك سنعمل كل ما في وسعنا لفرض هذا التغيير بكل الوسائل المتاحة إن شاء الله .
متى بدأتم التواصل مع ولد ببكر ؟ وهل كان لرجل الأعمال محمد ولد بوعماتو دور في اختياركم له كمرشح رئاسي ؟
المرشح سيدي محمد ولد ببكر بدأ التواصل مع أحزاب المعارضة منذ مايزيد على شهرين ، حيث تواصل مع الرئيس محمد ولد مولود ، أثناء وجوده في فرنسا ، كما تواصل معي هاتفيا قبل أن يصل إلى أرض الوطن ، وأعتقد بأنه تواصل أيضا مع بعض رؤساء الأحزاب الآخرين ، وبالتالي كان تواصله في البداية تواصل عرض ، إذ كنا في البداية أبلغناه أننا مازلنا نسعى لتوحيد الموقف داخل المنتدى الوطني للديموقراطية والوحدة ، والتحالف الانتخابي عموما ، وظل هذا التواصل والنقاش مستمرا حتى توصلنا إلى القناعة بترشحه أوترشيحه ضمن الكتلة الرئيسية من المنتدى وهي : حاتم ، وتواصل ، والمستقبل ، وليس هناك أي دور لرجل الأعمال محمد ولد بوعماتو ، في هذا الموضوع ، فهو لم يتصل بهذه الأحزاب يخطب ودها بخصوص الموضوع ، ولم يبلغها بأي حال من الأحوال أنه يرشح الأخ سيدي محمد ولد ببكر ، وحينئذ لا أرى له أي دور في هذا الموضوع إطلاقا .
المعارضة يصفها خصومها بأنها مفلسة بل وعاجزة عن التوافق فيما بينها وبالتالي فهي غير مؤهلة للحكم في الظرف الحالي كيف تردون ؟
أعتقد أن من يصف المعارضة بأنها مفلسة ، يبتعد كثيرا عن الموضوعية والواقعية ، فالمعارضة رغم ما عايشته من تضييق وخنق بكل الوسائل ترغيبا وترهيبا على مدى عشر سنوات عجاف من حكم محمد ولد عبد العزيز ، استطاعت أن تحبط مشروع المأمورية الثالثة ، وأن تجبر النظام أكثر من مرة على تنظيم حوارات ولو كانت شكلية ، كما استطاعت أيضا أن تجعل النظام بكل تاريخه الحالي يحس بأنه فاقد للشرعية وأنه يبحث لها من خلال مناوراته المختلفة . صحيح أنها لم تغير النظام لكنها كما يقال ” إلعادت ما ازات ش بعد ، أل طيحت ماء اعشاه ” ، وأنا أرى بأننا نحتاج إلى قدر من الموضوعية لنقيم أداء المعارضة في الظرف الذي كانت تنجز فيه عملها خلالها السنوات الماضية ، وأملنا كبير بعد الله سبحانه وتعالى في الشعب الموريتاني على أن تحقق فرصة 2019 ، التغيير المنشود الذي يطمح له كل الموريتانيون على أيادي معارضته التي صمدت رغم كل أنواع الضغوط كما قلت – سابقا – والحصار التي عاشته المعارضة في الفترة الماضية ، كما أنني أعتقد أن من يصف هذه المعارضة بالإفلاس يظلمها ظلما كبيرا وعليه أن يطلب السماح من هذه المعارضة .
ما طبيعة التعديل الذي اقترح وزير الداخلية على المعارضة بخصوص لجنة الانتخابات وكيف كان ردكم ؟
ما عرضه وزير الداخلية تمثل في اضافة عضوين لأحد عشر عضوا الذين يشكلون حكماء اللجنة ، ونحن بطبيعة الحال رفضنا هذا الإقتراح لأنه لا يستجيب لمقتضيات القانون الذي ينص على تشكيل اللجنة مناصفة بين الموالاة والمعارضة مع احتفاظ الموالاة برئاسة اللجنة ، وعلى هذا الأساس فقد رفضنا هذا الإقتراح لأنه لايتوفر على الشرط القانوي ولايستجيب للتوافق ، وقد أبلغنا وزير الداخلية بذلك ، ومازلنا ننتظر عرضا آخرأكثر واقعية وانسجاما مع القوانين التي تنظم هذا المجال .
هل ستكون المقاطعة من بين خياراتكم المطروحة في المنتدى ؟
في حال عدم تجاوب الحكومة مع مطالبنا أو الحد الأدنى منها لضمان الشفافية ، فستكون كل الخيارات مفتوحة سواء كانت مقاطعة أو مشاركة أو رفضا للنتائج ومقاومة للتزوير ، كل هذه الخيارات حتى الآن ستبقى متاحة ، لكن ما نرجوه أن يرجح هؤلاء منطق العقل والعودة إلى القانون وتنظيم هذه الانتخابات في جو يطمئن له الجميع ويكون الكل مستعدا لاحترام نتائجه .
ما الذي يمكن للمعارضة فعله إذا تحرك النظام فعليا لتزوير الانتخابات المقبلةكما تترقبون؟
كل الخيارات متاحة ، حيث يمكن أن يقاوم التزوير ميدانيا ، وفي حال تبين أن مستوى التزوير كبير جدا فسنرفض الإعتراف بالنتائج ونعتبرها مزورة ، وهكذا الحال بالنسبة للاعتراف بالرئيس المنتخب ، وحينئذ نرجع إلى مربع الأزمة الذي كنا نتمنى أن تكون هذه الانتخابات فرصة للخروج منه .
كيف تعلقون على الجولة التي يقوم بها المرشح محمد ولد الغزواني …. وهل تعتبرونها حملة سابقة لأوانها ؟
هذا انتهاك صارخ للقانون لأنها حملة سابقة لأوانها من جهة ، واستخدمت فيها وسائل الدولة من طائرات ومظاهر عسكرية ، وكذلك الحرس الرئاسي ، والرسميون من نواب وعمد موشحين بأوشحتهم الرسمية ، فهي إذا اختراق سافر للمسطرة القانونية التي تنظم هذا الشأن ، ونحن نعتبرها حملة سابقة لأوانها كان على لجنة الانتخابات أن توقفها في أقرب فرصة ممكنة ، وذلك ماتضمنته اعتراضاتنا التي وجهناها لوزارة الداخلية .
تراجع مولاي ولد محمد لقظف عن الترشح ودعمه لغزوواني …هل سيعزز من حظوظ مرشح المعارضة ؟
تراجع الوزير الأول السابق : مولاي ولد محمد لغظف عن الترشح نعتبره جزءا من لعبة النظام التي كان يحضرها للانتخابات ، لأنه جزء أصيل منه ، ولن يترشح إلا في إطار استيراتيجية للنظام ، لكن ما يظهرهو أنه بعد أن كان عزم على ترشحه تبين له أن ذلك سيكون في صالح تعزيز حظوظ المعارضة في الشوط الأول ، ومن ثم سحب النظام ترشيحه ، ولاشك أننا سنستفيد من سحب ترشحه بشكل أو بآخر، خاصة في تلك المناطق التي كان الصراع فيها قويا داخل النظام ، والتي ستجد بعض المجموعات التقليدية فيها والمحلية أمامها طيفا واحدا يلتف حول مرشح نظام ، وهو ما سيدفعها إلى البحث عن مخرج أوملجإ آخر ، وبالتأكيد أن وجهتها في هذه الحالة لن تكون إلا المرشح سيدي محمد ولد ببكر ، الأمر الذي سيشكل لنا استفادة كبيرة خصوصا في المناطق الريفية .
ما هي توقعاتكم حول حظوظ مرشحكم في الحصاد الانتخابي القادم … ومتى سيبدأ جولته داخل البلاد لشرح برنامجه الانتخابي ؟
توقعاتنا في قراءتنا الأولية ، أنه سيكون هناك شوط ثاني بين المرشح سيدي محمد ولد ببكر ، ومرشح السلطة محمد ولد الشيخ محمد احمد الغزواني ، وبالتأكيد أننا في الشوط الثاني بعد ان يلتحق بنا حلفاؤنا من مرشحي المعارضة الآخرين ومايتبع لهم من شعبية واسعة سيكون الفوز ممكنا ومتاحا ، علما أن كل هذا يتوقف على شفافية الانتخابات ونزاهتها واتاحة الفرصة للمواطنين في حسن الاختيار ، وإذا لم يتم ذلك فستكون جولة أخرى من جولات تزوير إرادة الشعب الموريتاني ونحن سنقف في وجهها ونفضحها بكل مايتطلب ذلك . وبخصوص جولة المرشح فإنه لحد الآن لم يتم وضع البرنامج لكننا بصدد تشكيل إدارة الحملة ووضع البرنامج في القريب العاجل بحول الله تعالى .