المستعرضثقافي

“صراع الإخوة” فلم قصير تم تصويره في المباني المدمرة في سرت الليبية

رؤيا بوست: صراع الإخوة فلم صامت، لا يسمع خلاله سوى حوار أزيز الرصاص وكأنه يعكس واقعا مأساويا عاشته مدينة سرت وسط ليبيا، حيث طغت لغة العنف على العقل وبات الاحتكام للبندقية هو الفيصل.

رؤيا بوست التقت بالمخرج وسام الهمالي، وحمزه سعد أحد ابطال العمل الذي تدور احداثه حول انخراط الشباب في التنظيمات المسلحة ومحاولة لإظهار قساوة العنف وخطأ المنهج وعاقبته الكارثية على البلاد بشكل عام وعلى حياة الشباب الحالم بالمستقبل بشكل خاص.

المخرج وسام يتوسط الطفلين الممثلين بالعمل

و يؤكد وسام الهمالي مخرج وصاحب فكرة الفلم أن “صراع الأخوة” لا يحكي عن الجيزة البحرية  فقط حيث تم اختيارها للتصوير، وإنما هو رسالة قصيرة لكل العرب وليس لليبيا  أو لمدينة سرت لوحدها .

ويضيف:”..صراع الإخوة فيلم قصير معبر عن واقع التفرقة و الشتات بين الإخوة في الدين و الوطن …
شتان كيف كانت أحوالنا و كيف أصبحت في وقت كان فيه الجار للجار و الصديق وقت الضيق، ها نحن نرى في أرجاء وطننا العربي كيف أصبحت الدماء و طرق القتل بين الإخوة عادة يومية في كل بلد عربي سنوات من القتل و الدمار ولا عزاء لنا، مع استمرار نزيف أرواح بريئة من أطفال و شباب و عائلات دون أي سبب مقنع سوى أن هذا معي و ذاك ضدي ….
كفانا قتل كفانا شتات ف الحروب لا تبني الشعوب ولا تنهض بالأمم “.

حمزه سعد

حمزة سعد الممثل هو والمخرج وسام احميد من بين الشباب في الفلم اللذين ينتمون للأحياء المدمرة التي يعاني بعض مساكنها من وجود ألغام في بعض المساكن من مخلافت المعارك، حاورته رؤيا بوست عن العمل الذي ينتظر عرضه خلال ايام قليلة على وسائط التواصل الإجتماعي، وحدثنا عن بعض مشاهد الفيلم وبداية الفكرة.

يقول حمزة لرؤيا بوست:”.. الفلم بدأ من خلال طلاب في جامعة سرت، لدينا زميل محترف تصوير وعرض علينا  الفكرة واقتنعنا بها، ونهدف من خلال العمل البسيط للمساهمة  في تكسير بعض التابوهات ورسم صورة اكثر وضوحا حول الواقع المرير الذي عاشته عائلات سرت، وبالأخص الشباب الليبي المغيب فكرينا، والذي انخرط للأسف في العنف، وانطوى تحت المليشيات المسلحة، ونرجوا أن تصله الفكره ويعي أن الطريق غير صحيح ونهايته الهلاك”.

كما تتعدى الرسالة للشباب العربي في كافة البلدان العربية التي تعيش التوتر من سوريا واليمن وغيرها.

صراع الأخوة فلم قصير شارك في تمثيله هواة من طلبة جامعة التحدي في مدينة سرت مسقط رأس الراحل معمر القذافي، تدور أحداث الفلم حول الإقتتا الشرس بين أبناء البلد الواحد، والدين الواحد، والمذهب الواحد، و الذي جرى في منطقة الزيزة العسكرية، والحي رقم2 حيث البيوت المدمرة من جراء قصف الطيران التابع لحلف الشمال الأطلسي والقصف العنيف للمدافع خلال المعارك، ما تسبب في قتل المئات وتشريد العائلات  التي اضطرت للمغادرة خوفا من موت داهم.

كما شهدت سرت بعد ذلك عدة معارك شرسة لإخراج تنظيم الدولة “داعش” من المدينة بعد سيطرتها عليها  في 2016، عندما أعلن التنظيم الإرهابي فرض سيطرته على المدينة في فبراير 2016 بعد خمسة سنوات من الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي.

وعاد بعض السكان إلى منازلهم في سرت بعد عملية البنيان المرصوص وقتال مرير مع التنظيم دام عدة أشهر، تخلله قصف للقوات الأمريكية.

فلوجة ليبيا التي تم تدميرها اكثر من مرة بشكل شبه كامل، يتجرع شبابها مرارة ذاكرة حية لا زالت ماثلة أمامهم من مشاهد الدمار والقتل والتشريد، ويحاولون التخلص منها بمختلف الطرق عن طريق الوعظ والإرشاد، وباستخدام الدراما، والكاريكاتير، والسينما، لتعود الحياة هادئة ومليئة بالأمل والتعايش السلمي بين مختلف فئات المجتمع الليبي .

 وقد اختار الشباب التصوير في المناطق التي شهدت تغييرا كارثيا في حياة أهالي مدينة سرت وسط ليبيا، يقول “حمزة” معبرا عن الموقف:”.. بالنسبة لي أنا شخصيا ولدت هنا وعشت طفولتي، واعتقد أن هذا العمل سيساهم في توعية الشباب الليبي حول قساوة الأحداث التي مرت بنا وعاشتها البلاد عموما ومدينة سرت كنموذج للدمار”.

الفلم فكرة و إخراج وسام علي وتمثيل أحمد كرواد، حمزه سعد، يوسف مختار، والأطفال علي أحمد احميد، محمد علي احميد.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى