رأي
عمال المناولة (دوكيرات) : ضوء في نهاية النفق/محمد ولد شيخنا

بشكل استثنائي ومحصور أخرج على ما كنت أنوي من عدم الخوض ،خلال رمضان، في غير ما يتطابق مع روحانية الشهر الفضيل، لأقدم التهاني للشغيلة الوطنية بمناسبة عيد العمال الموافق لفاتح مايو وعلى الخصوص منهم عمال المناولة (دوكيرات) بميناء انواكشوط المستقل المعروف بميناء الصداقة الذين أحفظ لهم الود لسابق صحبتي وإياهم بعضا من الوقت.
وهؤلاء العمال في الحقيقة هم جنود خفاء لأنهم يكابدون المشقة والسهر عندما يخلد الآخرون للراحة والنوم.
أخيرا يبدو- لحسن الحظ- أن “الكابوس” الذي عايشوه ردحا من الزمان يلامس الانحسار أو بالعبارة الدارجة ، تتراءى أخيرا لسفينة تطلعاتهم آمال الوصول إلى بر الأمان وذلك على ضوء ما جرى من أيام تشاورية حول قضيتهم-خلال فبراير الماضي- بقصر المؤتمرات بتنظيم من الإدارة العامة الحالية لميناء الصداقة بحضور القطاعات الوزارية المعنية(النقل و الشغل…) واتحادية أرباب العمل(الموردون/الشاحنون ،شركات المناولة والناقلون…الخ) وطبعا النقابات ومندوبي العمال بالإضافة لكل المتدخلين الآخرين المعنيين بالنشاط المينائي
ويبدو أن الحلول المجترحة كمخرجات لهذا اللقاء كانت على مستوى التطلعات في التعامل مع ما ظل قدما مطروحا من مشاكل متشعبة ومزمنة ( العدد الفائض مقارنة بطلب العمل المتناقص، النظام القانوني الخاص بالفئة، التكوين وزيادة الدخل و الاستفادة من الخدمات الهامة المختلفة…الخ).
إن التكفل المباشر للسلطة المينائية بالتعامل مع هذه المعضلة الكبرى يعني أن الدولة قررت أخيرا مسك الثور من قرنيه .
وستعني هذه الخطوة أن الطريق أضحى سالكا نحو ما ظل مأمولا من عصرنة القوى العاملة المينائية مما سيكون له دون أدنى شك انعكاسات ايجابية على القدرة التنافسية للميناء في المحيط ومن وراء ذلك حدوث الكثير من التأثيرات الاقتصادية الايجابية المستحثة ، الجوهرية والواسعة النطاق.
وهذا التطور المهم لا يعدو أن يكون ثمرة لإرادة سياسية سامية حازمة حول الموضوع ربما تبدت بشائرها خلال الحملة الرئاسية الماضية ولا سيما خلال مبادرة العمالة المينائية المنظمة يوم 21 مارس2019 بدار الشباب لدعم الرئيس الحالي(المرشح حينها) فخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني و حيث صدرت بالصدد تعهدات مهمة .