رؤيا بوست: عاد تهريب السيارات من المعبر الحدودي گوگي مالي الى گوگي موريتاني بولاية الحوض الغربي بشكل مكثف واكثر وقاحة من ذي قبل، حيث يتم على مرئى ومسمع من الجمارك.
بل إن أفراد الجهاز يحملون المهربين من مقر الجمارك إلى البوابة الأخيرة التي يوجد عندها رجال الشرطة!! .
مراسل رؤيا بوست بالحوض الغربي انتقل إلى أحد أهم المعابر الحدودية بالولاية والبلاد، وسجل مشاهداته من عين المكان حيث يقول:”.. كنت متواجدا يوم 08/10/2016 عند كوكي الزمال عندما فاجئتني سيارة أحد عناصر الجمارك تحمل تاجر سيارات معروف لدى ساكنة المنطقة ورجال الامن والدرك، وعندما سألت عنه أكد لي أنه يأتي اسبوعيا بخمس الى سبع سيارات ويدخلها الى كوكي مالي ويعود بها في نفس اليوم إلى كوكي موريتانيا ويوقفها أمام منتجع كوكي أو إقامة كوكي، وفي المساء يدخلها الى كوبني، ويتم نقلها إلى العاصمة نواكشوط حيث يسلكون طريقا خاصا لايمرون من خلاله على نقاط تفتيش الجمارك الموجودة على طريق الامل، وأحيانا يجرون اتصالات ببعض زملائهم في الشرطة الإقتصادية (كلاصات ) لتمرير المهربين.
لقد أخذني الفضول لمعرفة حقيقة ما قيل لي عن هذا الرجل فانتظرت عند بوابة الشرطة وهي النقطة الأخيرة التي تصطف عندها السيارات التي سترافقها الجمارك الموريتانية لتسليمها الى جمارك مالي.
نزل التاجر من سيارة الجمركي وأصبح هدفي الذي سوف يؤكد حقيقة الشائعات، واخبرني المصدر الموجود في عين المكان انه يمتلك في الطابور ( سكورت)- الموجود في نفس الوقت على البوابة استعدادا لعبور الحدود الى مالي- ثلاث سيارات اثنتان من نوع أفانسيس لون احمر قاني، والثالثة راف4 سوداء.
اثناء استعداد الطابور واكتمال السيارات المرافقة من قبل الجمارك ذهبت الى منتجع كوكي للتأكد من حقيقة أن السيارات المهربة العائدة من مالي تتوقف عنده الى حلول الليل.
وفعلا كانت االمعلومات موثوقة، فقد صادفت سيارة جديدة تحمل لوحة اجنبية حمراء تقف امام المنتجع تنتظر حلول الظلام، وعندما اقتربت منها لاخذ صورة رآني مالكها واخبرته حاسته انني قد اكون صحفيا او جاسوسا كوني اضع لثاما، وارتدي ثيابا انيقة لا تشي بأنني من سكان القرية، واحمل كامرا في يدي فاسرع الي السيارة لنزع اللوحة الاجنبية، لكني أخذت صورة منه وهو يجلس وراءها لينتزع اللوحة (الصورة توضح ذلك).
بعد أخذ الصورة عدت لمرافقة الطابور (سكورت) وبعد دقائق حضرت سيارة الجمارك تحمل عنصرين بيد أحدهما جوازات سفر السائقين ورخص السيارات المرافقة.
وركب تاجر السيارات في إحدى سيارتي آفانسيس المهربتين، وكان برفقته شابان ركب احدهما سيارة اﻵفانسيس الاخرى، والثاني ركب سيارة راف4 وانضما الى الطابور وذهب الجميع باتجاه كوكي مالي وسيارة الجمارك ( تحرسهم ) في الخلف.
وبعد مرور ساعة تقريبا استغليت سيارة واتجهت الى كوكي مالي و في الطريق شاهدة التاجر في سيارة مدنية عائدا الى كوبني بانتظار وصول السيارات الثلاثة.
وعندما وصلت الى كوكي مالي نزلت من السيارة وبدأت ابحث عن السيارات الثلاثة في المكان الذي أخبرني المصدر بأنه معهود لتوقف السيارات التي دفع أصحابها رشى لجمارك مالي وسمح لها بالعودة إلى موريتانيا.
وفعلا وجدت السارات الثلاثة في المكان الذي قيل لي ولكن كان يجلس هناك حرأس من جمهورية مالي سألني ماذا تريد؟ فقلت له انني ابحث عن شخص ولم اتمكن من التقاط صورة للسيارات الثلاثة.
عدت ادراجي إلى كوبني، وفي اليوم التالي صباحا صادفتني سيارة راف4 تتجول في مدينة كوبني بدون لوحة وفيها شاب من اهل المدينة (نتحفظ على اسمه) مهنته الوحيدة ايصال السيارات من قندهار الى مالي مرورا بكوكي الزمال، والغريب في الأمر ان هذا الشاب هو صديق مقرب جدا من قائد فرقة جمارك كوكي وقد كان في نفس الوقت الذي رأيناه فيه يتحدث مع عنصر من الجمارك وهو مايدل على ان الجمركي يتعامل مع هذا الشاب وإلا لتمت مصادرة السيارة التي يستغلها.
ويحمل مهربوا السيارات لوحات ووثائق سيارات أخرى من نفس ماركة السيارات التي يهربونها، وعندما تدخل الأراضي الموريتاتية يضعون عليها اللوحات التي بحوزتهم، ويتم منح الوثائق الشرعية التي تعود في الاصل لسيارة أخرى من فئتها للسائق الذي يستأجرونه لتلك المهمة، حتى يتمكن من اجتياز نقاط تفتيش الأمن والدرك التي ليس من صلاحيتها التأكد من مطابقة الأرقام الموجودة في البطاقة الرمادية مع الرقم التسلسلي للسيارة المهربة، لأن ذلك من اختصاص الجمارك وحدهم.
تتم كل تلك الممارسات في ظل قانون تم سنه مؤخرا يحد من توريد السيارات القديمة الصنع للبلاد، ويبدو في هذه الحالة انه أستثنى رجال الجمارك المفترض منهم السهر على تطبيقه، وما خفي كان أعظم .