رؤيا بوست: حصلت على مليون متابع وهي بالحجاب وقررت أن تخلعه، وقالت بأن أكثر ما يمزيها هو حجابها وتمسكها به لكنها قررت “السفور”.
هي الفتاة الموريتانية حنين الاكثر متابعة على موقع التواصل الاجتماعي تيك توك، لكن ما يميز حنين أنها متعلمة، ومتخصصة في الاقتصاد الإسلامي حيث تخرجت سنة 2018 من المعهد العالي للدراسات والبحوث الاسلامية، تقول حنين في مقابلة سابقة مع رؤيا بوست”..دراستي فيه افادتني كثيراً حيث تعمقت في الدين وفي الفقه وعلومه، والحديث وعلومه، وكل ما يتعلق به، وتطورت شخصيتي كثيراً حيث بدأت بالبحث عن الكثير من الامور التي كانت تشغل بالي وتؤرقني، ووجدت أجوبة لها ،وتغيرت حياتي للأحسن والأسهل، ولم أعد بالتشدد الذي كنت به قبل ان ابحث عن الكثير من المواضيع الدينية “.
درست كذلك سنتان جامعيتان في تخصص الفلسفة وعلم الاجتماع وقرأت الكثير من كتب علم النفس والفلسفة والتنمية البشرية، الشيء الذي ساهم في تنمية وتطوير شخصيتها وثقتها بنفسها وسعيها للنجاح ووضع أهداف كبيرة وواضحة أمامها حسب ما تقول لنا.
مؤخرا خلعت الحجاب ونشرت صورا لها وهي بدون غطاء لشعر الرأس، فبدأت حملة تنمر واسعة ضدها بحجج دينية ودعوتها للعودة للحجاب، فترد هي متسائلة: ” شنهو الفرق بين وحدة موخظة نص زقبها ووحدة موخظة زقبها كامل يامتنمرين .. يامتعلمين يابتوع المدارس والدين؟!؟!! “أي ما هو الفرق بين نصف الحجاب والحجاب الكامل؟.
و تعترف في تدوينة أخرى وتقول بأن أجمل ما قيل لها “عزيزتي حنين كنت جميلة ولا زلتني وسأبقى أحبك مهما كانت أخطائك، فأنا أيضا محملة بالأخطاء والجميع مثلنا وسنحاول العبور معاً”.
وعلى ما يبدوا من ردودها أن قرار حنين لم يكن وليد لحظة، فداخلها صراع تواصل لفترة حتى عقدت العزم على خلع الحجاب.
في موريتانيا يعد ارتداء الحجاب أمرا تقليديا لدى بعض الفئات المجتمعية ولا يوحي أبدا بالتزام ديني، وهناك نصف محجبات، بينما هناك شرائح من المجتمع الموريتاني لا ترتدي الحجاب بل لا يوحي مظهر لباسها بالحشمة أبداً لأن ذلك الزي العاري تقليد في شريحة معينة ولا يواجه بأي نقد أو توسم صاحبته بالخطيئة.
إذا لم يتحول الحجاب بموريتانيا إلى ما يشبه الظاهرة كما حصل في تونس مثلا بعد سنة 2011، فقد رفعت القيود السياسية والأمنية التي كانت تمنع النساء من وضعه. وعاش المجتمع التونسي في السنوات الأولى التي تلت الثورة تداخلاً كبيراً في المواقف الأيديولوجية والسياسية والدينية، بخاصة مع سيطرة الأحزاب الدينية والسلفية على المشهد العام في البلاد، وهو ما أدى الى تحول الحجاب الى ما يشبه الموضة في تلك الفترة، بما يحمله من إيحاء ديني وفكري وسياسي، رغم أنه كان حجاباً غريباً في شكله عن غطاء الرأس الذي كانت تضعه نساء تونس قديما كما يقول باحثون.
لكن حنين التي تعيش حاليا في المملكة العربية السعودية قد تكون نتاج مظاهر مشروع الدولة للتحول نحو الاعتدال كما يقول منظروه على قاعدة؛ إن لم تسارع للتغيير ستصطدم مع حتمية التطور في واقعك.