المستعرضرأي

هل الحزب لإنصاف النافذين فقط… ؟/ الحسين الزين بيان

 سيكون على الحزب الحاكم إثبات حقيقة أنه حزب يساوي بين كافة منتسبيه.

وهو الأمر الذي لا تدعمه تشكيلات جميع هيئاته القيادة التي يتفرد بشغلها نافذون أو أبناء متتفذين أو مقربون لهم يمثلونهم ؟

في حين يجد المواطنون من خارج طبقة المتحكمين في النظام وأركانه ورجال أعماله ومثقفيه أنفسهم ممنوع من المشاركة في شغل وظائف قيادة في الحزب الحاكم لهم ؟!!!

درج الحزب الحاكم على هذه السنة من أول يوم أسسه فيه رئيسه ورئيس النظام السابق .

وحين ورثه النظام الحالي بالطريقة المعروفة عند الجميع ، فقد إلتزم ذات السنة شبرا بشبر.. ؟!

اليوم يعلن الحزب الحاكم بعد شهر من تعيين رئيس جديد له والإبقاء على جميع هيئاته المشكلة في زمن النظام السابق في ظروف لم يرضى عنها في حينه إلا من جيرت لمصالحهم رغم أنف كل الرفض الذي جوبهت به تلك التشكيلات …!

وهذا ماينعكس في علاقتها المبتورة على الإطلاق.. بالشعب الذي لايعرف أغلب الذين باتوا على رأس هذه الهيئات ، كما يكن لها “الإزدراء” للأسباب آنفة الذكر التي صاحبت تشكيلها.

إن إعلان الحزب الحاكم عن قيامه بحملات لزيارة عموم التراب الوطني في هذه الظروف التي تتسم بشح شديد.. في إرتفاع الأسعار ومعانات السكان في العاصمة أنواكشوط مركز القرار من صعوبة في توفير مياه الشرب في بعض الأحياء والإنقطاع المتكرر لها في أخرى ، كذلك الكهرباء مع سوء في الخدمات الصحية في المستشفبات الكبرى والمراكز الصحية !

وإذاكان هذا هو واقع الحال في العاصمة فعليك أيها الحزب الحاكم أن ترجع التفكير مرات ومرات.. في ماستقابل به المواطن في الداخل الذي تغيب عنه أهم خدمة ترتب عليها كافة متطلبات حياته ألا وهي الطريق وما أدراك ما الطريق التي مايزال العجز يحول دون تشيدها ؟!

ثم أنتم هؤلاء المتنفذون في أركان النظام وفي هرم الحزب الحاكم حالتكم توضح مدى الغبن والتفوق للامبرر على أبناء هؤلاء المواطنين الذين ستحاولون إقناعهم “كذبا….”بأن الوطن يساوي ببن أبناءه كيف ؟!

وأبناؤهم بلا عمل ، غير قادرين على الوصول إلى مناصب قيادية مثلكم في الحزب الحاكم لماذا ؟!

وما يغيب عن مبتعثي الحزب الحاكم عن قصد منهم هو أنهم يفضلون أسلوب الغش على الذات مع حزبهم ، بحيث يتناسو عمدا أن الظروف قد تغيرت وان مستوى فهم ووعي المواطن لم يعد في ذات النقطة التي درجوا على مغافلته عندها !

وأن قوة التغيير الذي أحدثته ثورة الإتصالات عندهم أحدثته عن هؤلاء المواطنين مع الفوارق . وأن أي خطاب ليس مصحوبا بالأدلة لم يعد له من أذان متفرغة لسماعه ، لأن خطابات أخرى أقوى تأثيرا في بقاع أخرى من العالم قد باتت في متناول مسامع هؤلاء ويقدمون الإستماع لهاعلى ما سواها ، لأنها أنفع لتوسبع فهمهم لمايصبون إلى تحقيقه من رغيد العيش.

كما أنها تلهمهم وتدلهم على الخطوات التي عليهم إتباعها لتطوير مطالبهم وكذلك تحقيق أحلامهم في الحصول على وطن يساويهم مع غيرهم من المواطنين.

وطن ينجز لهم المدارس والمستشفيات والطرق التي تربطهم بمصادر عيشهم وتجارتهم.

إن زمن إستغباء الشعب قد ولى ……

وإن نجربة بعثات الحزب الحاكم في العام الماضي كفيلة بأن تجعله يفهم الواقع إن كان يريد !

وحين حاول أن يقفز على الحقائق في المناطق المزورة أجبرته قوة..وعي المواطنين على إيقاف بعثاته أمام هيجان التظاهرات والمطالب المحقة .

وإذاكان الحزب الحاكم يصر على تنفيذ خرجته فإنه يقوم بها وهو متحد لمشاعر المواطنين الذين لم يتواصل معهم من قبل متعاطفا في مأساة ألمت بهم لأنه ببساطة ليس موجودا على أرض الواقع لإنعدام هيئات حزبية ذات مصداقية يمكنها التواصل مع الشعب !

و-ربما- يعول المتنفذون في دفة قرار الحزب على بهرجة الصور والسيارات الفاخرات والسهرات المنمقة بمالذ وطاب مع فرق فنية تنثر المديح … وقصائد تمجد السلطان سيقيمها لهم متهمون سابقون وحاليون بالعبث بالمال العام يبحثون هم بدورهم عن أي طريق تكون لهم صلة قربى بالنظام حتى يتوارو عن عيون من يعيرهم !

لكن كل هذا لن يبدل من نظرة المواطن لصورة الغبن التي تجثم على بياض عينه دون الحصول لها على حل يجعله يتساوى مع النافذين الذين ينصفهم حزب الإنصاف ؟!.

– بقلم الحسين الزين بيان

اظهر المزيد

تعليق واحد

  1. العميد المتميز الحسين الزين بيان، انت سيد العارفين، اعتقد أننا في غنى عن تذكيركم أن مشكلة المرجعية التي كانت بداية سياسية لعهد “العهد” عولجت بآليات ومنهجية حتما تنتمي لما قبلها من سياسات سابقة رغم العناوين واليافطات التي أسالت لعاب المتعطشين للتغيير، والأدهى أنها افضت لإعادة إنتاج نفس الرؤوس التي اعتقد الموتورون أنهم أصل البلاء على هذا البلد ويرى بعضهم أن المتغيّب الوحيد منهم هو الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز.
    فما الذي يتوقعه مراقب متميز مثلكم من إنصاف أكثر من إنصاف المدوّرين، وأي عهد تنتظره أكثر معنى -والحال هذه- من سابقه ؟؟.
    حفظ الله البلاد والعباد.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى