فككت أجهزة الامن الاسبانية خلية “جهادية” ليبية مزعومة كانت تجلب “مقاتلين” جرحى إلى برشلونة لعلاجهم وتتاجر بالنفط الليبي في السوق السوداء، وفق صحيفة “لا فانغوارديا” الكتلانية .
و تفيد الصحيفة بأن التحقيقات التي افضت الى اعتقال أعضاء هذه الخلية بدأت في مارس عام 2021 عندما عثرت الشرطة الاسبانية على مبلغ 139 ألف يورو نقدًا داخل حقيبة طالب ليبي يقيم في برشلونة كان عابرًا من مطار فالنسيا في طريقه إلى اسطنبول. ما لم يكن يعرفه عناصر الشرطة الاسبانية في ذلك الوقت هو أن هذا الشاب ليس الا جزءا من آلية لتمويل الإرهاب “الإسلامي”، وفق قول الصحيفة. لكن بعد نحو عام من ذلك وتحديدا في فبراير الماضي، تم تفكيك هذه الخلية “الجهادية” باعتقال قادتها الثلاثة في إطار عملية أمنية واسعة أطلقت عليها الشرطة اسم “كيتال” لتعقب شبهات حول تهريب النفط واستخدام جوازات سفر مزورة وتحويل أموال الى الملاذات الضريبية ونقل جرحى من المقاتلين الليبيين إلى عيادات خاصة في برشلونة ومدريد للعلاج .
ولم يكن الطالب الليبي الذي تم اعتقاله في فالنسيا الا واحدًا من مجموعة يقودها ليبي اخر تم اعتقاله لاحقًا وكان المسؤول الأول عن عملية نقل هذه الأموال التي تصل من ليبيا لتمويل الإرهاب عن طريق “سعاة بريد” يحملونها معهم نقدا خارج اسبانيا، لكي لا يتم اكتشافها لو انهم قاموا بالتحويل بالطرق الطبيعية عبر البنوك.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على التحقيق أن المعتقلين استخدموا أيضًا شبانًا ليبيين اخرين مقيمين في برشلونة لإرسال أموال عبر تحويلات مصرفية عادية حتى لا تظهر أسماؤهم ويصعب بالتالي تتبع الحوالات.
وتربط التحقيقات الأمنية الأولية الخلية المفككة بمجموعة من المقاتلين من مدينة الزاوية قرب طرابلس الغرب جميع أعضائها ينتمون على الأرجح الى مليشيا مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية (IS) تعمل في المنطقة ويقودها محمد سالم بهرون، الملقب ب- (الجرذ) .
أهداف الخلية العاملة في اسبانيا كانت تتمثل في هدفين رئسيين: من ناحية، المساعدة على إخراج الأموال التي يتم الحصول عليها بشكل غير قانوني في ليبيا ومعظمها يجنى من تهريب النفط، ثم استقبال مقاتلين مرتبطين بداعش، أصيبوا في الحرب، لعلاجهم في اسبانيا قبل إعادتهم إلى الجبهة مرة أخرى.
جزء من هذه الأموال التي وصلت من ليبيا الى إسبانيا خرج إلى تركيا أو تونس وانتهى به المطاف في ملاذ ضريبية، وتحديداً أنتيغوا وبربودا، حيث يتم الاحتفاظ بها هناك لاستخدامها عند الحاجة. ومن هذه الجزر الكاريبية ، تمكن أعضاء الخلية المفككة حتى من الحصول على جوازات سفر لتسهيل نقل الأموال وتجنب اكتشاف التحويلات المالية من قبل السلطات، فيما احتفظوا بجزء منها في اسبانيا لتغطية نفقات المجموعة.
وفي إطار نفس العملية، تم اعتقال سيدة مغربية كانت المسؤولة عن دفع تكاليف التأمين الطبي والعلاج الخاص للمقاتلين الجرحى.
الوافدون إلى برشلونة كانوا على صلة بميليشيات أنصار الشريعة الليبية وشهداء 17 فبراير المقربين من تنظيم القاعدة أو الدولة الإسلامية في سوريا والعراق وليبيا.
أما العيادات المختارة للعلاج فكانت في الأساس مراكز Quirón في برشلونة ومدريد. ونقلت الصحيفة عن مصاد في هذه المراكز الطبية الخاصة أنهم لم يشتبهوا في امر وصول هؤلاء المرضى إلى عياداتهم لأن السفارة الليبية في إسبانيا كانت هي من يتولى الإشراف الإداري على إجراءات دخولهم إليها .
ولتسهيل مهمة تبييض الأموال، أقدمت الخلية على فتح متجر في برشلونة لاستيراد السلع والمنتخبات من الدول العربية ورغم ان مبيعاته كانت شحيحة الا ان حسابه المصرفي شهد حركات مالية ضخمة بما لا يقل عن اربعة مليون يورو، وفي احدى المرات أودع صاحبه مبلغ 600 الف يورو في حسابه دفعة واحدة.
وكالات