ثلاث محطات مزعجة منعت أسرة ولد صلاحي من لقاءه بعد وصوله لنواكشوط
18 أكتوبر، 2016
محمدو ولد صلاحي لحظة دخوله منزل اسرته
رؤيا بوست: التحقيق الروتيني مع الأمن، وانقطاع الكهرباء، ومراسلو المحطات التلفزية والمواقع الألكترونية، إضافة للفضوليين، كلهم حالوا بين أسرة ولد صلاحي ومعانقته عند نزوله من السيارة،.
ثلاثة محطات منعت الأسرة من احتضان ابنها، بعد ان عاشت على اعصابها منذ سماع خبر وصوله لمطار أم التونسي على متن مروحية امريكية.
وتحولت التكبيرات، والزغاريد، الى حالة هيجان وغضب، جعلت بعض الشباب -من اقاربه- يحاول فض الطوق الصحفي، والشعبي، والأمني، المفروض على صاحب الجسد النحيل الذي يتنسم هواء وطنه، ومسقط رأسه لأول مرة منذ 15 عاما.
انقطعت الكهرباء عن منزل اهل صلاحي في حي بوحديدة بنصف ساعة تقريبا قبل وصول محمدو، ولم يشاهد ذووه المقابلة المرئية التي اجرتها معه التلفزة الوطنية، ولم يسمعوا مقابلة إذاعة الخدمة العمومية اللتين احتكرتا بث الكلمات الأولى لآخر المعتقلين في جحيم غوانتانمو السيء الصيت، ولعلها المقايضة الأخيرة مقابل الحرية.
سادت حالة من القلق والتذمر في منزل الأسرة بعد الأنباء التي تم تداولها في المنزل عن بث مقابلة مع ولد صلاحي الذي لم يصل لحضن عائلته التي عاشت لحظات قاسية تعادل في شوقها وقلقها وترقبها سنين المعتقل الرهيب.
لحظات ووصل ولد صلاحي.. رفقة مدير أمن الدولة شخصيا، وما ان وطأت قدماه التراب حتى طوقه المراسلون والفضوليون وأهالي الحي وبقي أهله حيارى أمام الطوفان البشري الذي احاط به من كل حدب وصوب، وقد يقول قائل بأن الأيام قادمة حتى يملو منه، لكن لحظات العناق الأولى لا تقدر بثمن، كما أن غصة تبقى في النفس بعد ان غيب الموت الحضن الدافئ الذي كان ينتظره ولد صلاحي، حيث توفيت أمه منذ ثلاثة سنوات، ورغم كل الآلام ظلت الابتسامة تعلو محيا المهندس المؤمن محمدو ولد صلاحي، الذي لم يتحمل الهالة الإعلامة المحيطة به والأضوا الكاشفة المسلطة عليه فقال لهم :”..الآن أريد أن أرتاح”، وما لبث أن غادر إلى الغرفة التي كانت تقطنها والدته وبكى وتأثر وسأل عن مكان قبرها.