
قد لا تتطلب المقارنة بين الصالح والفاسد عناء كبيرا، خاصة إذا كان الفرق بين تمثلاتهما باديا للعيان، وماثلا للجميع، فعندما تحدث عزيز عن ثروته، هامسا إلى أن مصدرها هدية من بعض “الموسرين” عبر العالم، تذكرت قوله صلى الله عليه وسلم: ((من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا, فما أخذ بعد ذلك فهو غُلول))، وفي حديثه كحاكم سابق لهذا الشعب، يتحدث عزيز اليوم عن حقه في ممارسة السياسة، وهنا تذكرت حقنا في استرداد أموالنا المنهوبة باسم الجاه والسلطة، والإكراه، وعندما يتحدث عزيز عن أن مصدر أمواله يعرفه بعض أعوانه، تذكرت أنه قد لا يكون من عرق جبينه، بل بسبب تصرفه باسم الشعب، وهنا تذكرت قول رسول العدل: ((…أما بعد فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله, فيأتي فيقول: هذا مالكم, وهذا هدية أهديت لي! أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته؟! …)).
وعندما يكشف الرئيس السابق ذات يوم عن أن مصدر ثروته “هدايا” من “أصدقاء” جمعته بهم “صروف الدهر” يمكننا حينها أن نتذكر هدية قدمها ذات مرة الرئيس الزائيري السابق لأبي الأمة الموريتانية المختار ولد داداه، والتي لم يصرفها في تكسير سروح التعليم ولا في المضاربات بمرافق الشعب، بل صرفها في بناء مدرسة تكوين المعلمين، التي لا زال خيرها جاريا على الأجيال..
فعلا إن الشيء بالشيء يذكر، وبضدها تتميز الأشياء ..