فتحنا أعيننا على تراشق وتموقع ، يرفع فيه الموالي رايةالبناء ،ويحمل المعارض معول الهدم ،ويبقى رحى المواجهات بينهما سيد الموقف،و صليل لغط الطرفين يعلو فوق كل الأصواب ، ولا صوت إلا صوته.
لكن وفي أقل من ساعتين تولى القائد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي استحق هذا اللقب بلا منازع ،زمام المبادرة ، ليمسح الطاولة بما كان عليها من مصطلحات ، ومن لغة خشبية سئمناها ، وسئمنا قولها ، والإستماع إليها ، ليصدح بأعلى صوته ، بالحقيقة المرة ، التي طالما كانت حديث ونبض الشارع الو طني الحي، لكن مرارة هذه الحقيقة، تخففها طلاوة وعذوبة قائلها ،وصدق قصده ، لتصبح رغم مرارتها هي الدواء ،الذي سيكون له الفضل في علاج كل الأمراض التي تنهش في جسم هذا البلد منذ الإستقلال.
فموريتانيا دولةفقيرة ،فقيرة بأداء أبنائها ، بتدني القيمة المضافة التي يضيفونها على أي منتج محلي ، إن وجد ، فقيرة باعتزال أبنائها عن القيام بدورهم الريادي في بنا ء بلدهم ، فقيرة بالتقاعس الغريب الذي يبديه الفاعلون السياسيون والطبقة المثقفة عن القيام بمهامهم في سبيل بناء دولتهم.
رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ، بهذا الحديث العفوي الصادق ، سيؤ سس لمرحلة قادمة ستكون فيها الحقيقة هي الكلمةالعليا ،مرحلة، لا مجال فيها للمغالطات ،والمهاترات ،فترة ، سيكون فيها الو طن هو المبتدأ وهو الخبر ،وسيكون الغنى والتقدم والإزدهار واللحمة الوطنية هم العنوان الأبرز، تحت القيادة الرشيدة لفخامته.
الشيخ اباه
ابروكسل/بلجيكا
شكراً جزيلاً جميل جدا