كتابنا

عندما يتولى وزراء السيادة سبر آرائهم/ المامي ولد جدو

لم تعد ثورة تقنيات الإعلام -بوسائطها المتعددة وتنوع مجالاتها- تسمح بالانتظار حتى يكون المسؤول -أيا كان- شاهدا على عصر لم يعد فاعلاً فيه، أو يدون مذكراته بين دفتي كتاب بعد أن دق الجرس معلناً خروجه عن أروقة الحكم ودهاليز صنع القرار.
فواجب التحفظ يمنع عليهم التعاطي مع رأي عام مشاكس في اغلبه وغير موضوعي، حيث يتعدى نقد التسيير للنيل من ذوات الأشخاص عوضا عن نقد القطاعات الحكومية.
وقد كانت معيشة الترحال وطبيعة الحياة البدوية والبيئة الصعبة تفرض علينا في هذا المنكب حفظ ما نقوله والاعتزاز بكلامنا، لدرجة الاحتفاظ بكل تلك الأخبار والأشعار في الصدور، ولم تكن طبيعة الحياة تفرض تكلف الكتابة أو تدوين النصوص وما تجود به القرائح في شكل الكتابة الخطية إذن.

فعلينا الكتابة على الأقل عن الآمال وما نعتقد بأنه الصواب، وما نسعى لأن ننجرزه وما تحقق واقعا ملموساً في الأمن وتسهيل سبل العيش المواطن وحفظ بيضة الوطن.
ثم إن غالبية المسؤولين الحكوميين ورؤساء الدول يغردون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ويكتبون ويظهرون بالطريقة التي تناسبهم في إطار التفاعل مع الرأي العام.
وليس بالضرورة أن تعبر كل الأقلام ولا حتى الخرجات التلفزية والإذاعية و ما يتم سبره في مواقع التواصل الاجتماعي والالكتروني عن رأي أعضاء الحكومة ونمط تفكيرهم لسير العمل، وما انجزه النظام في 24 شهراً، ونظرتهم لمقاربته الاستراتيجية للأمن وتوفير العيش الكريم للمواطن الموريتاني، والتي يقودون جهازاً مكلفا بتنفيذها.
إلا أن كتابة وزراء السيادة ربما تقتصر على تشخيص عام للوضع ولقطاعاتهم ومجالاتهم الحساسة، و التي عادة ما تكون السرية طابعها الأعم.

إن كتابة أعضاء الحكومة لتقييم وضعية النظام وما انجز خلال سنتين من مأمورية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني تفتح الباب أمام نمط جديد من التعاطي مع الرأي العام الوطني بدافع إثراء الساحة الإعلامية بمقالات تعبر عن رأي هؤلاء اللذين ربما ليس بإمكانهم الحديث بشكل دائم، ويظهرون بشكل مقتضب على وسائل الإعلام نظرا لطبيعة قطاعاتهم وحساسية مناصبهم.
وقد يقول قائل بأنهم يتشبثون بالبقاء، إلا أن بعضهم على الأقل – لا يرقى إلى ذي بصيرة شك بأنه ركن أصيل من النظام القائم ويعدون فشله فشلاً يتحملون تبعاته جميعاً, ونجاحه نجاحاً لهم، وتنفيذ تعهداته تقع على كاهلهم جمعياً لينالوا تقديراً من المواطن الناخب، بعد أن حصلوا على ثقة الرئيس المنتخب.

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى