
رؤيا بوست: مما لا شك فيه وكما شاهد الجميع يوم 28 نوفمبر خلال الاستعراض العسكري في حفل الاستقلال بالنعمة أن مربع الجمالة “لكودة” بالحرس الوطني حظي بتصفيقات وتشجيعات حارة عكس ما كان الكل يتوقع، اكثر من باقي التشكيلات العسكرية المتعددة الآليات، وذات الأسلحة النارية الكثيفة والعربات المصفحة.
مربع الجمالة لم يكن له هدير محركات السيارات ولكنه كان يتمثل قول المتنبي:
وكان هَديراً من فُحُولٍ تركتها
مُهَلَّبَةَ الأذناب خُرس الشّقاشِقِ
في ربورتاج أعدته صحيفة غرب فرنسا Ouest- Franceتقول الصحيفة:”…الجمالة بدت رائعة في هذا الحفل، هذه المجموعة تم إنشائها من قبل الجيش الفرنسي عام 1902 في آدرار، تشكيل “الكودة” ليس تشكيلا استعراضيا فلكوريا فحسب، وإنما يتميز بحيوية و جاهز لعمليات التدخل العسكري في أي وقت، مع العلم أن غالبية عناصره التحقت بالثكنات في النعمة.
وينتظر أن يتم إعداد حوالي 100 رجل إضافي كدفعة أولية، فمن الطبيعي أن تكون هناك ثلاثة “ذود” من فرقة الجمال ولكن في الوقت الحالي يوجد “ذود” واحد فقط من الجمالة حوالي 100 رجل، وبتعليمات من اللواء الركن مسقارو ولد سيدي -القائد العام للحرس الوطني- يؤكد العقيد ابراهيم ولد محمد صالح بأنهم سيعودون بقوة وسيكون لديهم ثلاثة فرق جاهزة.

هذه الفرقة العسكرية لها دور كبير في استتباب الأمن وحماية الحوزة الترابية في الحوض الشرقي، ومنذ سنوات عديدة كان الأمن هشا قبل عشرة سنوات تقريبا، حيث بدأت الدولة في “استعادة” “آوكار” وصحاري الحوض الشرقي من النعمة مرورا بولاته وحتى تاكورارت وبشكل كامل رغم ترامي الصحراء ووعورتها.
و سبب إصرار الدولة الموريتانية على بسط السيطرة الكاملة على الحوض الشرقي، هو فقد دولة مالي المجاورة للسيطرة على المناطق الحدودية في إقليم أزواد، و التي باتت تعاني من انتشار الجماعات المسلحة والتنظيمات الخارجة على القانون.
فرقة “لكودة”..العرض العسكري الأكثر تنسيقا بالنعمة
وقد آن الاوان كما قال رئيس الجمهورية-في خطاب ولاته- إلى فك العزلة وتطوير البنى التحتية في القرى البعيدة على الحدود، مع الحفاظ على الهوية الثقافية للمدن القديمة بهويتها العربية الافريقية.
هو تحدي واضح لأن تلك المناطق بحاجة إلى بناء المرافق العمومية، وتوفير المياه الصالحة للشرب، ودعم المنمين، لذلك سيتم بذل جهود على ثلاثة محاور، أولا تثبيت مجموعة من الجمالة في حصن ولاته في “الخوبة” الحصن الفرنسي السابق الذي تم بناءه في سنة 1915، وستتمركز فيه فرقة من الكودة.
وهذه العملية الأولى ستسمح بإعادة استنساخ فرقة حرس الدوائر عام 1921 واستعادة تاريخ الجمالة في تلك المنطقة ، حسب السيد فرانسوا كزافيي رئيس بعثة مشروع للأمن والتنمية في موريتانيا الذي قال كذلك بأن مركز التكوين ودعم الوحدات سيتم إنشاءه ما بين النعمة وولاته.
