كيف ضحكت الموريتانية على الجمهور الرياضي العربي/ المامي ولد جدو
20 أغسطس، 2016
المامي ولد جدو
لأول مرة في التاريخ المعاصر- كما يقول البعض – تجد المواطنين العرب المولعين بالساحرة المستديرة يبحثون عن “الفريكانس” أو التردد المخصص لقناة الموريتانية على قمر عربسات المملوك بنسبة كبيرة للعربية السعودية، فبعد أن أنطلق وسم # الموريتانية تنقل اليورو بشكل مذهل ووصل للترند الأكثر متابعة على موقع تويتر بدأت التساؤلات بالملايين عن تردد المحطة.
غرد العرب لتهنئة إخوانهم في موريتانيا بعد تجاوزهم – و بشكل سحري – لمعضلة حقوق البث التلفزي الحصري للبطولات الرياضية الكبرى و التي هي اصعب من حقوق الوالدين.
ما إن حل اليوم التالي حتى بدأ المعنيون يتدافععون المسؤولية في التجاوز على حقوق بي أن سبورت التي ارغمت القنوات العربية والأجنبية على التنازل عن بث غالبية البطولات الرياضية – خاصة المناسبات الكبرى – بسبب العروض التي تقدمها لشركات البث، والعقود التي وقعتها بالمليارات.
في الصباح الثاني من اليورو رمى مسؤولو الموريتانية الكرة في ملعب شركة البث، وبدأت تفسيرات قانونية متداخلة لسبب التعدي على حقوق قناة لخليفي، وحاولت قناتنا الموريتانية بث المباراة الثانية بين سويسرا والبانيا -كما وعدت مشاهديها – حيث استمر الاستديو التحليلي لعشرة دقائق دون بث “الماتش” ولم ينقطع حتى مع تسجيل المنتخب السويسري لهدف السبق على نظيره الألباني وفجأة ( هوب ) انقطع البث وبدأت الموريتانية في الاستنجاد بمقدمة النشرة البولارية وكأنه لم يكن هناك مشاهدون ينتظرون على احر من الجمر بث المباراة التالية من اليورو.
المشاهدون العرب واصلوا البحث عن (فريكانس) الموريتانية حسب ما أورد (الشيخ جوجل) في الروابط التي يظهرها حول المناسبة الكروية، إلا أنه غاب عنهم أن القناة نفسها اختفت عن القمر وعادت للبث الأرضي وكشف القائمون عليها أن حقوقهم لا تتجاوز 12 مباراة فقط لكن على الأرض وليس في الفضاء الذي نحتاج سنوات ضوئية للوصول إليه، بعد أن امتلكت قطر قمر سهيل سات ، وتحكمت السعودية ومصر في العربسات والنايلسات وحذفت القنوات الليبية والسورية واللبنانية واليمنية التي لا تتماشى مع سياستها الخارجية، كما فعل ناصر لخليفي وبي أن سبورت مع القناة الموريتانية الثانية التي تحولت من قناة مغمورة إلى مادة للسخرية والتندر .