
رؤيا بوست: جدد رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني تصميمه على التشاور الوطني الموسع، في خطاب لم يحمل قراءة ما بين السطور أو كلمات مشفرة أو إشارات لتقريب طرف على حساب آخر.
إلا أن أحزابا سياسية تحاولنخلق حالة من التجاذب الحاد بهدف الحصول على مكاسب سياسية وامتيازات، و يصرون على عنونة أي تشاور بالحوار، وتجسيد حالة طرفين متحاورين من أجل الوصول لتلك المكاسب السياسية، في حين أن منهج النظام الحالي جعل من قطبي الموالاة وأكثر اقطاب المعارضة راديكالية يدوران في فلك واحد وقد يصدران من مشكاة واحدة خدمة للصالح العام.
ومن الغريب أن الأحزاب السياسية لم تتفاعل بالسرعة المعتادة سلباً أو إيجاباً -باستثناء ردود ترحيبية من قبل بعض قادة الرأي السياسيين من ابرزهم الرئيس السابق لحزب تواصل محمد جميل ولد منصور وزعيم حركة إيرا النائب بيرام ولد الداه ولد اعبيد-مع الخطاب الأخير لرئيس الجمهورية والذي تناول الخطوط العريضة للتشاور الوطني، واكد خلاله أن لا محاذير ولا استثناءات وأن الباب مفتوح أمام الجميع للمشاركة.
خطاب لم يترك أي التباس أو احتمالية إقصاء أو وضع للمتاريس أمام المتشاورين حول الشأن الوطني من قادة الأحزاب والمجتمع المدني والشخصيات الوطنية.
إلا أن الأحزاب السياسية بدا أنها تعيش في سبات و تتطلع إلى استعادة ثقة المواطنين التي تزعزعت في أذهانهم، وتسعى لإصلاح ذلك في السباق الانتخابي المرتقب للبلديات والنيابيات والمجالس الجهوية.
فقد أكد ولد الغزواني أن التشاور و الاستفادة من خبرات الجميع منهج خلاق، “نعتمده بانتظام في مقاربتنا للشأن العام”.
وتابع ” كما يدل على ذلك التشاور الوطني المرتقب والذي لن يستثني أحدا ولن يحظر فيه موضوع من أجل أن نتوصل معا إلى أمثل الحلول الممكنة في مواجهة مختلف التحديات”.
الموقف الحاسم للرئيس بشأن التشاور الوطني يأتي في إطار تدعيم التهدئة السياسية، والانفتاح على القوى الوطنية، قوبل بصمت مطبق من قبل القوى السياسية، إذا أستثنينا مواقف سريعة أطلقها الرئيس السابق لحزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية المعارض محمد جميل ولد منصور ورئيس حركة إيرا النائب البرلمانى بيرام ولد أعبيدي، و بعض الإعلاميين والمدونين.
لقد وضع الرئيس الكرة في ملعب الأحزاب التي تيعش حالة من الارتباك وعدم وضوح الرؤية، وتسعى لخلق حالة استقطاب حاد و تأزيم غير موجودة على أرض الواقع بفعل السياسة الراشدة للنظام الحالي التي أرست سنت الانفتاح والتشاور.