كتابنا
بيان من مواطن أمي/ محمد افو

شباب يقودون مبادرات دعم ومساندة .تم نسخهم من منصات ومنابر التسعينات وألصقوا في المشهد السياسي اليوم .
لا شيء يقتل غويث أكثر من شبه إبنه به.
معارضة تعالج الخيبة بعد أن أوقعها مد السلطة في حفر الشاطئ .
تحدث صوتا ومن زعانفها يتطاير بعض الطين ، لكنها لا تمتلك متسعا للبقاء خارج الماء .
سلطة اليوم معارضة الأمس ، وسلطةالأمس معارضة اليوم .
إنها ” كرور متكايطة ” لا تنتهي إلا إذا أرجع من خرجوا وتقاسموا ميدان التداول .
أولعبة شطرنج ، يموت الملك فيها ليعاد لمكانه في دورة ، تأتي معها بالوزير والأحصنة والقلاع والفيلة ، محمية بصف من البيادق القصيرة القامة ( يتحرك البيدق خصوتين مرة واحدة فقط ليفسح الطريق للكبار ) .
أنا مواطن أمي ..
لست مع الفريق الأبيض ولا مع الأسود .
وتراودني جامحة بقلب الطاولة على من عليها .
لا أهتم للموالاة ولا للمعارضة ..
أريد كهرباء وماء وكرسي مدرسة وحبة دواء.
كل خطبكم ونزاعاتكم ، وكل نصوصكم المكتوبة والمنطوقة وحواراتكم ، وأجهزة إعلامكم ، لم تستطع بعد تفسير ” مضامين” هذا السطر .
أنا لست مثاليا ولا أتابع التقارير عن وعي ورفاه الأمم .
ولا أهتم للمحاسبة ولا أمتلك مشاعر سلبية تجاه من يركبون الفاره أو يلبسون الفاخر أو يدفعون أضعاف المهور .
أريدكم فقط أن تدركوا أنني أصبحت أبصق دما وأنبض حنقا ، وتنتابني بعض الأماني الموجعة .
الدبابة ليست سفيرا جيدا لحمل رسائلي للقصر ، ولست أنا من أرسلها هناك .
وبطاقة الناخب كانت تسقط من يدي وأنا أخاتل الأمل سرابا .
لقد بلغت التراقي
وأظلمت خارطة الإنتظار
وتحسست الأصابع الأكف
ولم يعد من حديثكم ما يحقن خدرا ولا يسقي مدرا .
*
في رومانيا سيكون مكان إعدام الرئيس ” تشاوشيسكو ” مزارا للسياح ، مثل قبر مانديلا .
المواطن الأمي – مثلي- في رومانيا وفي جنوب أفريقيا ، لا يهتم أدفع السائح ماله للبصاق على قبرحقير أم لنثر الورود على ضريح عظيم .
هو مثلي يريد الكهرباء والماء وكرسي مدرسة وحبة الدواء.
المواطن الأمي لا يهتم للفلسفة والتاريخ والبرامج والأرقام .
ولا تدخل في قائمة طعامه الموالاة ولا المعارضة ، ولا تمرق في مرجله المنتديات الديمقراطية ولا مبادرات الدعم والمساندة .
المواطن الأمي لا يحلب التعديلات الدستورية ولا عدد المأموريات .
حاولوا أن تفككوا رموز تلك الجملة ريثما أرمي صندوق الإقتراع وأحرق الدبابة ، وأعلف النياشين لحمارة عمي ، أحفر خندقا وأستخلف القبائل على رماد التاريخ .
فأنا مواطن أمي أحس بالألم كما هو ، فلا أبالغ في الصراخ مثل المعارضة ، ولا أعض طرف ” قشابتي ” صامتا مثل الموالاة .
ملاحظة :
كلما اتسعت خارطة المنتمين للمطالب فقدت السلطة قوتها .
وكلما انتصرت الأمة لحاجاتها ، كلما هدأت حناجر الزيف .
إلتفوا حول إرادتكم واستأجروا قويا أمينا .
إلا تفعلوا تكن دولة بين الأغنياء منكم .
علقوا رسالتي هذه على جدرانكم .
وامنحوها حق التجوال بين ضمائركم .
وانفخوها مع الريح في سماوات أجهزتكم .
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
محمد أفو
#المشروع الوطني أملنا