
رؤيا بوست: ينتظر سجناء التيار السلفي الاستفادة من مقاربة موريتانيا في مجال دمج سجناء التيار اللذين حاوروا العلماء واجروا مراجعات فكرية، ويحاول هؤلاء استنئاف المحاكمات، ومن بينهم السجين محمد الامين ولد امباله الذي يترقب تفعيل الحوار واستئناف قضيته لعل الامر يحمل إليه الفرج بعد السنوات التي قضاها في السجن، والتي يقول مقربون منه بأنها كانت زاد له من اجل رؤية الأشياء على حقيقتها والاستفادة من تجربة السجن التي صقلته وجعلته اكثر تمييزا للأمور.
محمد الامين ولد امباله المراهق الذي شب في السجن لا يريد أن يكبر ابنه وهو في الزنزانة، بعد أن تزوج من أبنة عمه وانجب طفلا في سنته الثالثة.
دخل ولد امباله السجن بتهمة مرافقة كوماندوز إرهابي كان يستهدف تفجير أهداف في العاصمة نواكشوط في 2011، وقد كان ولد امباله حينها مراهقا من مواليد 1990 لا يعي الكثير من الأشياء.
تمكنت عناصر القوات الخاصة الموريتانية أو الحرس الرئاسي من رصد تحركات تلك المجموعة والقبض عليها بعد اشتباكات، حيث تم إيقافها على مشارف نواكشوط قبل تنفيذ مهمتها الدموية.
يقيم هذا الشاب منذ ستة سنوات تقريبا في السجن المدني بنواكشوط، وقد كان متجاوبا مع المحققين وليست لديه أية مشاكل مع حرس السجن حسب عديد المنظمات التي تتابع قضيته، كما أن اسمه لا يرد عادة في قائمة السجناء اللذين يصعدون مع السلطات، حيث رفض غالبا الدخول في الإضراب عن الطعام بحجة أنه ليس وسيلة شرعية.
محمد الامين من بين السجناء اللذين قبلوا الحوار وأعادوا الحسبة في التكفير والقتال.
صدر ضده حكم بالإعدام على خلفية مشاركته مع الخلية التي رصدها الجيش في مدخل نواكشوط وهي تحاول الدخول لتنفيذ عملية هجومية خطيرة، لكن المفارقة أن ولد امباله كان مراهقا حينها حيث لم يتجاوز عمره 20 سنة، وهي الفئة العمرية التي تروق لقادة الحركات المتطرفة من أجل استخدامهم كوقود لعملياتهم الإرهابية.
يتفاءل ولد امباله أن يكون مصيره كالكندي عمر خضر الذي دخل معتقل كوانتانمو طفلا، وحكم عليه ب40 سنة لم يمضى منها سوى ثمانية سنوات، حيث كان مصاباً بجروح بالغة كان فتى في الـ15 من عمره. وهو اليوم شاب في الـ26 قوي البنية طويل القامة ملتحٍ يحمل على وجهه ندوبا عدة.
ويجيد خضر اربع لغات هي الانجليزية والعربية والباشتونية والداري، ولديه ايضاً المام بالفرنسية، رغم انه غادر مقاعد الدراسة في عمر مبكر.
ويصفه احد محاميه بأنه «لطيف عملاق». حتى الادعاء اقر في محاكمته بجاذبيته الطبيعية واتقاد ذهنه.
وفي اثناء محاكمته قال خضر إن «لديه تعطشاً للمعرفة» وإنه يريد ان يصبح طبيباً.
رغم أن خضر أقر بقتل جندي أمريكي، إلا أن محمد الامين لم يثبت أنه قتل أيا كان ولم توجه لهم تهمة بالقتل.
تزوج السجين محمد الامين ولد امباله في السجن من ابنة عمه وانجب طفلا اسماه محمدو ولعله يتمنى أن يربي طفله وهو خارج دهاليز الزنزانة يعيش حياة طبيعية مع اسرته، التي اعتاد على رؤيتها لماما في زيارات متباعدة للسجن المركزي بنواكشوط حيث يقيم هناك منذ سنوات ويأمل في أن يتنسم الحرية، ويحصل على العفو كما غرد عمر خضر خارج اسوار غوانتانمو و معتقل باغرام الرهيب.
فريق تحرير رؤيا بوست