كتابنا

أوصياء الدين وأوصياء السياسة / شيخنا ون

لقد ظهر في بلادنا بالآونة الاخيرة ما يعرف ب”أوصياء” الدين الوصائي التسلطي، من امثال يحظيه ولد داهي ، الذي نصب نفسه مفتيا دينيا في موريتانيا ، حيث يوجد علماء اجلاء من ذوي الخبرة والتريث امثال الشيخ حمدا ولد التاه، والشيخ محمد الحسن ولد الددو، و الشيخ أحمد ولد النيني لا علي الحصر،فإن دل هذا على شيء فإنما يدل على قلة الادب مع العلم والعلماء.

وفي المقابل فإن هناك أوصياء سياسيون متسلطون، نصبوا أنفسهم رؤساء وناطقين باسم فئة ،او جهة أو شريحة بعينها، وكل هؤلاء ما كان لهم ان ينطقوا بكلمة واحدة الا وفق ما اتيح لهم من حريات في العهد الجديد الذي فرضته الظروف السياسية المعاصرة، و نسي أولئك بأنه لا توجد حرية مطلقة ،بل إن كل الحريات لها ضوابطها حتى في الغرب الذي يرفع شعار حرية التعبير المطلقة.

 وكنتيجة لأفكار الأوصياء المتسلطون على الدين ،وأولئك الأوصياء المتسلطون على السياسة، وعن تقييد هذه الحريات ، افادنا احد ائمتنا الكرام في خطبة الجمعة الماضية ، وحث علي تقنينها، ومعروف انه في كل بلد من العالم هناك من يندس تحت راية الحرية لمآربه الشخصية.

وردا علي تصريحات داوود ولد أحمد عيشة فيما يخص بأنه يتحدي أي انسان يؤكد بأنه عنصري ،فانني ارفع تحديه  علي عيون الاشهاد مرددا مقولته التي قال فيها بالحرف: البيظاني هو من يلبس الدراعة، ويدخن امنيجه ، ويستمع لآزوان..، أحرى قولك يا داوود ، وهذه دولة البيظان  وان كان ذلك ردا على افكار وصي سياسي تسلطي آخر يدعي بيرام والله يقول في كتابه العزيز “ولا يجرمنكم شنآن قوم علي الا تعدلوا اعدلو هو اقرب للتقوى”..

ثالثة اخري ان تدليسك للدستور لمغالطة الناس  كان خطئا سيئا بل اكبر عنصرية من سابقيها واعلم بانني لست من اهل القانون ولا احسب على زمرة القانونيين ، لكن لنحتكم في ذلك الي اهل التخصص ،وحينها ستعلم وتتعلم بان المادة  6 لا تنص علي أن اللغة العرببة هي اللغة الوطنية على خلاف ذلك فإن الدستور الموريتاني ، ينص في المادة 6 من القانون على أن اللغات المحلية هي العربية والبولارية، والسنكية ،والولفية. وبهذا المنطق تكون اللغة العربية  تعزى الي طبقة البيظان  ،وانت تقول بأن اللغة العربية لغة القرآن وبعملية التعدي والمنطق فإن البيظان يمثلون الدين والدين يمثلهم ، وهذا افتراء وكذب وتضليل لان الدين لله قال تعالي ” وقاتلهم حتي لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ~ في سورة الانفال ، وقال ايضا “وقاتلهم حتي لا تكون فتنة ويكون الدين لله” في سورة البقرة.

 ومن عنصريتك انك اقصيت البيظانيات من موريتانيتهن بمقولتك المشهورة ونسبت الكوريات  بامتياز لان الكوريات يلبسن الدراعة في حين البيظانيات لا يلبسن الا الملاحف.

 واخير مما يبن عنصريتك هو تنبئك بكلام البرلماني الذي قال بان البيظان والحراطين واحد  وبما ان لديك إلماما باللغة العربية  فمن باب التذكير ،اذكرك بان ذم زيد لا يدل باي حال من الاحوال وفي ضر زيد سوى ذم زيد بعينه.

ولا غرابة في ذالك ،لان هناك مثل في البولارية يقول  بان الطير اذا حلق ،مهما طال الزمن لينزلن، وبما انك لا تفهم البولارية فاترجمها لك خالصة بلغة الضاد اي ان طبع الانسان املك.

  ما اود ان اقوله ياداوود ولم يكن هذا هجوما على شخصك او على من ذكرتهم باسمائهم ، وانما لا دحض به اي عنصري  في وطننا  كموريتاني ، يتحلي بما تسول له نفسه من الناس وبصفة مطلقة غير مقيدة الا بقيد الدين الاسلامي الحنيف.

واخيرا فليعلم كل موريتاني بانني تحليت بزينة القوم لاكتب كلمات ما كان لي ان اكتبها في حياتي لولا سعيي للتبيان، فكلمة  البيظان وكلمة لكور  كاد قلمي الا يجود علي من حبره لثقلهما على نفسي ، ولكن يجب أن نقول للاعرج اعرج، لا للذم بل للوصف اللازم.

 وليعلم الجميع بان السكوت عن الباطل باطل، ولذا نري في القرآن الكريم في قوله تعالي  في الناقة فقال في آية ~فتعاطي فعقر ~ وفي آية اخري قال جل من قائل ~ فعقروا الناقة ~ وقد استنبط بعض العلماء وقال بذلك بعض علمائنا امثال الشيخ محمد ولد سيدي يحيي في احد صوتياته  بأن  الناقة عقرها شخص واحد، وبما ان الاخرون لم يمنعوه من ذلك ،فهم بفعلتهم تلك سواء بسواء، والناقة هنا كناية بالنسبة لي عن الوطن ووحدته لا قدر الله لنا ذلك.

شيخنا ون..باريس

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى