هوس يحيى ابن حامدن بعالم الرياضيات وصل به أن يرفض، ذات مرة، منح أحد طلابه صفرا، لأنه يعتبره “عددا طبيعيا”.
ابن حامدن، الذي رحل عن عالمنا، لم يكن مجرد عالم رياضيات في موريتانيا، بل يعده الناس نابغة في الحساب والأعداد، حتى نال، بفضل تخصصه، شهرة مغاربية وعالمية.
هذه ست معلومات عن قد لا تعرفها عن ابن حامدن.
1ـ درس في مصر ثم فرنسا
في مدينة “أطار”، شمال موريتانيا، ولد واحد من العقول الموريتانية الفذة عام 1947. اسمه يحيى ابن حامدن، ابن المؤرخ والأديب المختار بن حامدن.
ظهر نبوغه عندما أنهى تعليمه الابتدائي في ثلاث سنوات وسافر إلى مصر، ضمن مجموعة من الموريتانيين، ليتفوق في الباكالوريا بمؤسسة عين شمس.
في منتصف السبعينات بدأ العطاء ضمن تخصصه في مادة الرياضيات بفرنسا، وحصل على دكتوراه دولة في الرياضيات عام 1980.
2ـ حل مسألة في نظرية الأعداد المتبادلة
قدمت الأبحاث العلمية للراحل يحيى ولد حامدن حلولا لعدد من المشاكل الرياضية المعقدة على المستوى العالمي، منها: حل الإشكال المعقد الذي واجه عالم الرياضيات الياباني “ترنيس تاوو” حول نظرية الأعداد المتبادلة، ليحصل بعدها على شهرة عالمية، إلى درجة أن العالم “لاس فيرغناس”، قال عنه، بعد حله المسألة الرياضية “إنه واحد من اثنين هما أكبر عارفين بموضوع البحث الأولي وارتباط الرسوم البيانية”.
3ـ رفض الحصول على جنسيات أخرى
استطاع يحيى ابن حامدن ضبط خيوط ورسومات الأعداد والبيانات حتى صنع لنفسه سمعة واسعة على المستوى العالمي بهدوء وصمت، لكن رغم سمعته في الخارج ظل يفتخر بموطنه، الذي يعتز بالانتماء إليه، ورفض الحصول على أية جنسية أخرى.
ويعتبر الكاتب والمؤرخ الموريتاني، الحسين ولد محنض، في حديثه لـ”أصوات مغاربية”، أنه كان يتعين أن يحظى ابن حامدن بأهمية من الدولة الموريتانية كأن يخلد اسمه في جامعة وطنية أو كلية أو تسمية أحد الشوارع باسمه على الأقل، وإدماج ما حققه من جهد في مادة الرياضيات في المقررات الدراسية.
4ـ يشرف تلميذه الفرنسي على جائزة باسمه
“آلان بلان” هو أحد كبار علماء الرياضيات، الذين يدرسون في مدرسة “بوليتكنيك” بفرنسا.
هذا العالم المعروف هو أحد طلاب الراحل يحيى ولد حامدن الأوفياء. يزور موريتانيا سنويا للإشراف على جائزة يحيى ولد حامدن للرياضيات، التي تمنح للمتفوقين في هذا العلم.
5ـ قدم دروسا في أميركا وغيرها
جمعت عالم الرياضيات ولد حامدن علاقة علمية في عدد من الجامعات بدول أوروبية وآسيوية، إذ قدم دروسا في أميركا وإسبانيا وألمانيا واليابان وكندا وفنزويلا، بالإضافة إلى فرنسا، التي عمل فيها أستاذا بشكل دائم منذ أن اعتمدته باحثا من الدرجة الأولى، في تخصص الرياضيات بالمركز الفرنسي للبحث العلمي.
6ـ توفي بسبب تسمم في الدم
أنهى تسمم في الدم حياته، التي نشر خلالها مئة بحث علمي في مجال الرياضيات في كبريات الصحف والمجلات العلمية العالمية.
تمحورت منشوراته حول نظريات في علم الأعداد والاندماج، نشرها المركز الفرنسي للأبحاث العلمية، الذي عينه باحثا من الدرجة الأولى وبصفة دائمة منذ 1981.
المصدر: أصوات مغاربية