الرئيسية / المستعرض / نجل قائد سلاح الجو الراحل: سنتجاوز الصمت المخزي عن تاريخ حرب الصحراء (مقابلة)
نجل قائد سلاح الجو الراحل: سنتجاوز الصمت المخزي عن تاريخ حرب الصحراء (مقابلة)
رؤيا بوست: كشف السيد محمد عبد الله ولد عبد القادر عن إرادة كامنة لتجاوز ما اعتبره صمتا مخزيا عن الاعتراف بتضحيات حرب الصحراء التي ضمخت خلالها دماء زكية لجنود بواسل تراب موريتانيا الطاهر.
ودعا نجل قائد سلاح الطيران الحربي الموريتاني الراحل العقيد “كادير” لعدم المساهمة في مسح جزء بالغ الأهمية من تاريخ الشعب الموريتاني.
وابدى اسفه في مقابلة مع رؤيا بوست عن ما وصفه بالصمت الجنائزي عن تاريخ الحرب، متسائلا عن ما كسبته موريتانيا من اتفاقية “الاستسلام” وفق تعبيره.
وشدد على أن هناك طبخة إقليمية ودولية لحل قضية الصحراء، وعلى موريتانيا أن تكون اللاعب الأساسي في أي حل بالمنطقة منتقدا ما اعتبره حيادا سلبيا وغير فعال من القضية .
كما كشف عن دراسة لتأسيس حزب سياسي يجعل من تاريخ حرب الصحراء أحدى ادبياته الأساسية كما هو الحال في قضايا ازواد .
ووعد ولد عبد القادر-رؤيا بوست- في نهاية الحوار باستنطاق مذكرات والده الراحل الكولونيل محمد ولد اب ولد عبد القادر قائد الطيران والضابط الوحيد الذي شارك في جميع معارك حرب الصحراء وكتب عن تفاصيل تلك المعارك، وعن جزئيات دقيقة في “سياسة” مشروع الانقلابات المتعاقبة بعد ذلك.
نص المقابلة
تتهمون النخبة السياسية والأنظمة المتعاقبة على البلاد بالمساهمة في موت الشعور بالاعتزاز للعسكرين في حقبة من التاريخ الموريتاني الحديث لماذا؟
اقدم لكم الشكر في صحيفة رؤيا بوست على اهتمامكم الدائم بهذا التاريخ، ومن اجل التعمق في الاستقصاء والبحث بهدف إنارة الرأي العام حول القضايا المغيبة عنه لأسباب مجهولة لحد الساعة.
استغرب من صمت المسئولين السياسيين حول هذه الأحداث التاريخية التي عرفتها البلاد في منتصف السبعينات، وهي حقبة مضيئة بالتضحيات خاضت موريتانيا خلالها حربا عقابية فرضت علينا من طرف النظام الجزائري نتيجة سياسة الراحل المختار ولد داده وقضيته المقدسة ألا وهي استكمال الوحدة الترابية.
تلك السياسة التي اقتنع بها الشعب الموريتاني بكل مكوناته وشرائحه وفئاته وقدم في سبيلها التضحيات الجسام من الشهداء والأسرى والمفقودين.
فعند تأسيس الجيش لم يكن المقاتلون يصلون ل10.000 وبعد نشوب الحرب تطوع الموريتانيون فرادى وجماعات حتى وصل تعداد الجيش لحوالي 16 ألف بعضهم كان يرعى الغنم في الشعاب ولا يعرف حتى طريقة الامساك بالبندقية ، لكن نداء الوطن دفعه للتضحية بأغلى ما يملك الإنسان نسيان تضحيات هؤلاء امر مشين وعار في جبين الأمة الموريتانية بأكملها.
وهنا اتساءل بدلا عنك هل هذا الصمت اعتراف بهزيمة؟
من المعروف ان تلك الحرب انتهت باتفاقية سلام بعد رحيل الكولونيل المرحوم أحمد ولد بوسيف وتقديم المرحوم العقيد أحمد ولد عبد القادر “كادير” استقالته من الحكومة.
والسؤال الآخر والذي يجب على الشعب الموريتاني معرفته هو ما الذي استفادته موريتانيا من تلك الاتفاقية ومن هذا الصمت المخزي عن تاريخها؟
هل منحتنا البوليزاريو والجزائر اعتذارا عن ما سببوه لنا من مآسي وآلام؟ اعتبر شخصيا بأن تناسي تلك التضحيات الجسام التي قدمها هذا الشعب وجيشه العظيمين تعتبر جريمة نكراء إن لم أقل خيانة كبرى.
ماهي قراءتكم كمتابع للأحداث المتسارعة في الحدود الشمالية لموريتانيا؟
عندما تتحدثون عن الحدود تعنون ما يجري بين المغرب والبوليزاريو أرى أن هذه الأحداث تحمل في طياتها من المخاطر الاستراتيجية ما يخيف ويقلق للغاية، وواهم من يقول بأن هذه القضية لا تعنيا، على العكس فهي تعنينا بنفس المستوى الذي يخص الاطراف المتنازعة مباشرة، لأننا كنا طرفا أساسيا في النزاع وبعد معاهدة “الاستسلام” التي وقعها النظام آنذاك اختارت موريتانيا سياسة الحياد، ذلك الحياد الذي اعتبره حيادا سلبيا اضر موقفها بشكل كبير، لذلك ادعوا النظام الموريتاني لانتهاج سياسة حياد ايجابي فعال يخدم مصالحنا وأمننا القومي في نفس الوقت أن نكون على ذات المسافة من الطرفين لنحافظ على مصداقيتنا لدفع الاطراف في إيجاد حل لهذ القضية الشائكة.
يجري الحديث عن فدرالية بين موريتانيا والبوليزاريو ماهي حقيقة هذا الطرح؟
أولا يجب طرح وتصور معالم هذه الفدرالية وانأ شخصيا لا أجد لها أي تصور ولكن على يقين أن هناك شيئا ما يطبخ على مستوى دولي وإقليمي قد لا نتصوره في الوقت الراهن، ولكن هو شيء موجود وعلى الدولة الموريتانية أن تعي ذلك، وبالنسبة لنا مشكلة الصحراء لا يمكن حلها دون نواكشوط وفي نواكشوط، وعلى الدولة الموريتانية أن تعرف أنه بات عليها صنع التاريخ والذهاب إلى ابعد الحدود في ذلك لخدمة مصالحاها الجيوستراتيجية والأمنية.
فالحياد الذي تريد موريتانيا ان تستمر فيه -أو كما هو الحال الآن- لا يخدم المصالح الوطنية، ولا يمكن ابدا إرضاء كافة الأطراف فهي لعبة سياسية اثبتت فشلها في نظري.
ربما ما يعيق الحل أن هناك كرسيا شاغرا ينتظر وجود طرف ثالث أو رابع وهو موريتانيا.
وأرى أن القضية باتت مشكلة حدود بين الاطراف المتنازعة، فالمغرب عادت للاتحاد الافريقي وجلست إلى جانب البوليزاريو، والصحراء تتحدث عن مناطق محررة كما أن الشعب هناك سئم من هذا الوضع، فهناك اجيال من الشعب الصحراوي خاصة الشباب يعيش وضعية كارثة وبات عرضت للإرهاب، في حين يرى إخوانه ينعمون بالعيش الكريم في المملكة ، ومن جهة أخرى لم يعد الشعب الجزائري يقبل بأن تعيش بداخله دولة ويتبنى قضية لا تعنيه بدرجة اساسية، وباتت نخبته تتساءل هل النفط موجود في الجزائر أم في المغرب؟
وقبل هذا وذاك يجب على موريتانيا أن تتساءل هل الاطراف كلها صريحة معها؟ وهل هي على علم بما يطبخ في الخفاء ؟
وفي كلتا الحالتين يجب أن لا يكون الحل على حسابنا، في حال قامت دولة أم لم تقم فالأمر يعنينا بشكل أساسي.
هل ترى بأن طريق تيندوف والحديث مؤخرا في الجزائر عن طرق تنمية المناطق الحدودية مع موريتانيا تدخل ضمن هذه الطرح؟
دائما اتساءل منذ الإعلان عن هذا الطريق، و عن سبب فتح الحدود البرية رسميا، وفي هذا الوقت بالذات الذي يشهد احداثا متسارعة حول قضية الصحراء، مع العلم أن الطريق استراتيجي لموريتانيا بشكل كبير.
كيف تقيمون أداء المجتمع السياسي والمدني الموريتاني مع قضية استراتيجية كهذه القضية؟
تعاطي النخبة دون المستوى المطلوب وتحت الصفر، فليست هناك سياسة بُعد نظر، هناك فقط مساءل آنية تتعلق بالصراع على السلطة والإعلام أنصاع بشكل ببغاوي وراء هذا النقاش بين المعارضة والموالاة، وياسهم في إهمال تاريخ موريتانيا بعد الاستقلال، فمن غير المعقول أن نقول فقط سيدي ولد مولاي الزين قتل كبولاني وانتهى التاريخ.
هناك نخبة من الجيش قادت معارك بطولية وقدم ابناء موريتانيا وجنود جيشها البواسل تضحيات جسيمة، ولنا تاريخ نفتخر به، ونحن لسنا دعاة حرب ولكن هذا تاريخ ماثل امامنا، فحتى المانيا تحتفل مع فرسنا بإنزال النمورمادي.
لماذا لا تسعون لـتأسيس حزب سياسي أو تنظيم مدني يتبنى هذه القضية، ويدافع عن ضحايا الصمت وضحايا الحرب؟
مشروع الحزب السياسي هو الفكرة الأساسية التي نتدارسها فلنا استنتاجات بعد دراسة للوضع السياسي والاجتماعي للبلد ونتقاسم هذا الطرح مع فئات عريضة من الشعب الموريتاني خاصة في الأعماق، ونعتبر بأن الخطاب السياسي بمجمله فقير لمصطلحات الاستراتيجيات السياسية التي تتجاوز البعد المحلي، وهو خطاب ضعيف و سلبي يؤثر على الشباب، لذلك يجب أن يتغير هذا الخطاب ويتغير السياسيون كذلك، فالشباب بحاجة لأمل في المستقبل بدل الصورة القاتمة التي يساهم السياسيون في رسمها حالي، والتي تقول بأن موريتانيا تنحدر نحو الهواية فمنذ متى وهم يكررون هذا الخطاب.
الحزب السياسي سيكون للمعقد الشاعر بين اقطاب الساحة حاليا، وما نسعى إليه هو أن يكون المواطن الموريتاني على دراية بما يحدث على الحدود سواء في الشمال أو منطقة ازواد التي تعتبرا عمقا استراتيجيا لمجمع البيظان .
ما دمت تتحدث عن السياسة كيف تنظر للمعارضة الخارجية التي تثير الجدل منذ مدة؟
تقصد بوعماتو لم نعهد الرجل مناضلا سياسيا بل رجل أعمال متميز و ناجح دعم جميع الانطمة السابقة.
ان كان معارضا فذلك لأسباب شخصية لا علاقة لها بقناعات و رؤى سياسية تعنى بالشأن العام.