ولد اصنيب: الوزير الأول “مرابط” شرب القدح كاملا وأخذني بخلافاته مع الجنرال (مقابلة)

رؤيا بوست: تحدث الكاتب ابراهيم ولد بكار  ولد اصنيب عن أسباب عدم تجديد مأموريته في السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية، ووصف الوزير الأول يحي ولد حدمين بأنه “مرابط ” “احتسى كامل القدح”، بدل أن يقرأ فيه “لحجاب” أو البركة، في إشارة إلى أنه كان ينتظر إسناد وظيفة أو إبقاءه في مكانه الذي عبر سابقا للوزير الأول عن ثقل كاهله من القيود التي توضع عليه في ممارسة العمل السياسي أو التعبير عن آرائه ككاتب” وقال:” ما سمعني الفالي”.

لكن الأمر بات جليا –حسب ولد اصنيب- حيث اعتمد الوزير الأول اسلوبه المفضل في التصفية، وكان هو ضحية لخلافات ولد حدمين مع بعض قادة الجيش وخاصة الجنرال مسغارو ولد اغويزي.

واكد ابراهيم ولد بكار بصراحته المعهودة دون مواربة أن تصاعد نتائج انصار الفريق مسغارو بالعيون وتراجع شعبية المتحالفين الجدد مع الوزير الأول دفع بالأخير للانتقام بطريقة “ما تبان بل التركيبة”، أو كتلة ما توجع” حسب اعراف البيظان في مقابلة اجرتها معه رؤيا بوست.

تظهر الصور وداعا حميما مع عمال الهابا HAPA وانتم وصفتم الهيئة بالعصابة Le gang في مقالة نشرت أول أمس على موقع كريدم؟

ذلك كان خطئا في الترجمة، ما عنيته هو gangue أي الستار أو الحاجز، وليس Le gang وهو أنني تحررت من القيود المفروضة بسبب اليمين القانونية، هذا كل شيء، لدي علاقات جيدة مع كامل عمال السلطة العليا من الغفير وحتى المدير، وخاصة رئيس السلطة الذي احترمه كثيرا، واقدر ما يقوم به عمل.

بدأت بمقولة أن الشياخة “ما تكربع.. تراشف” ، من القائل؟ وما هو المغزى من هذه المقولة؟

المقولة هي لأحد السادة وأمراء موريتانيا أحمد ولد امحيميد وهي  تعبير ونصيحة لمن وصل لسدة الحكم، يجب عليه أن يرحم بالناس ويعلم بأن الحكم زائل، ولا يستخدم السلطة دفعة واحدة.

كيف كانت مسيرتك بعد انتهاء مشوارك مع الجيش الوطني كضابط سابق؟

2004 عانيت من ظلم زمرة من الضباط الجهلة الحاقدين وبعد خروجي من الجيش قمت بإنشاء مؤسسة أمن خصوصي، وأسست جريدة الديوان ، ولم أزل حتى جاءت زمرة اخرى من الضباط واقترحت مؤسسة أمن خصوصي MSP موحدة، واعطت زمامها للضابط المتقاعد الشيخ ولد بايه، ورفضت الاشتراك وعانيت من العنف الرمزي .

بدلا من أن كان لي دخل مهم، عدت للصفر واعيش على الكفاف.

وبعد سنين استدعاني رفيق في السلاح فخامة رئيس الجمهورية و كرمني 2014.

وطلب مني اختيار منصب، واخترت السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية، ظنا مني أنني سأجد فيها نفسي بوصفي كاتب.

في سبتمبر 2017 التقيت بالوزير الأول ولد حدمين كيف كان اللقاء؟

سبتمبر 2017 التقيت بيحي ولد حدمين الذي تربطه بي كثير من العلاقات الاجتماعية التقليدية، وابديت له استعدادي في مد يد العون في إطار المشاريع الاستراتيجية للرئيس محمد ولد عبد العزيز بالرغم من أن بينه وبين أخي الفريق مسغارو خلاف حاد، ويعلم علاقتي الجيدة بالفريق مسغارو ولد سيدي.

عبر عن ترحيبه والتزم لي بأن يقدم طلبا لرئيس الجمهورية في منحي تعيينا جديدا.

إلا أنني فوجئت باستبدالي بدون مقدمات وجرت العادة في أن أعضاء السلطة العليا يتم التجديد لهم لمأموريتين، حفظ الموجود أولى من طلب المفقود.

وهكذا اعتبر بأنه لم يبذل مجهودا في ما طلبت منه آنفا، وتربص بي حتى استبدلت بصفة مفاجئة.

هل انت متأكد بأن الخلافات التي تتحدث عنها بين الوزير الأول واللواء مسغارو كانت سببا في عدم التجديد لك؟

 بدأت اتساءل -في ظل ظرفية غير ملائمة- عن السبب في طرد إطار كان يخدم مصالح الدولة،  وارجع ذلك للصراع المحتدم في لعيون بين أنصار الفريق مسغارو الذي اظهرانصاره تفوقا في الساحة في مواجهة، المتحالفين مع الوزير يحي ولد حدمين الجدد.

رغم لقائي بالوزير الأول الذي كان وديا إلا أنه القى بي للشارع لاحقا ما أكد لي المقولة الشائعة حول أنه يطيح بخصومه –رغم أنني لست منهم- مستغلا المكانة التي منحها له رئيس الجمهورية، وعادت بي الذاكرة لرفضه عمل اخي امحماده ولد اصنيب كمحاسب عندما أرسلته إدارة اسنيم لمدير “سافا” وكان حينها هو يحي وحدمين في الثمانينات.

يبدو انك تُحمل الوزير الأول كافة المسؤولية وتتهمه بالتآمر؟

لقد أقال ولد حدمين الوزير السابق المشهود له بالاستقامة سيدي ولد احمد دي -الذي تربطه به علاقة مصاهرة- اقاله من المأمورية الأولى من رئاسة مجلس إدارة شركة النقل العمومي STP  رغم أن العادة جرت بأن يحظى رؤساء مجالس الإدارة بمأموريتين، ما أبان عن استهداف واضح.

كما قام باضطهاد وزير الداخلية السابق محمد ولد ارزيزيم عندما طلب استبداله من سفير في أديس ابابا فأعيد و لم يتم تعيينه بسبب العراقل التي يضعها الوزير الأول ويمنع لقاءه مع رئيس الجمهورية، فحالته تشبه حالتي حيث تأكد بأن الوزير الأول يحاسبه على علاقته الوطيدة بالسيد محمد الامين ولد خطري صديقه بسبب خلافات الأخير مع الوزير الأول.

وأرى أن تدخل ولد حدمين في شؤون لعيون السياسية وبين الجماعات  التقليدية يؤجج المشاعر والنعرات القبلية اكثر من أن يفيد انسجام الحزب الحاكم وتنصيب وحداته القاعدية.

قلت أنه من باب أولى حفظ الموجود بدل البحث عن وظيفة اخرى ألست انت من طلب استبدالك؟

بغض النظر عن ذلك ليس الشارع بديلا، وأنا حاليا سأعود للعمل الثقافي وإكمال بعض المؤلفات وليس بالضرورة أن يتم تعييني في وظيفة، ما دامت الأمور تسير على هذا النحو .