استقصاءالمستعرض

من هو المستفيد الأبرز من (ترحيل) ثكنة الجيش في تنواگوتين؟

رؤيا بوست: حطت ثكنة الجيش الوطني منذ مطلع سنة 2013  بداية في قرية الحاسي اطويل بمقاطعة باسكنو بالحوص الشرقي في إطار إستراتيجية السلطات الموريتانية خلال الحرب في مالي المجاورة، وبما أن بوابة المگفه وعاصمة بلديته قرية تنواگوتين هي الأكثر ملائمة من حيث تزود الكتيبة بالمؤن وبطلب من المواطنين نقلت الوحدة إلى تنواگوتين في شهر أغسطس من سنة 2013، ولأسباب أمنية كذلك حيث تتمركز جبهة تحرير أزواد (emnla) بالقرب من تنواگوتين، وقامت الوحدة بإنشاء مقر مكون من بيوت و مسجد ومخبزة وتمركزت هناك همها الوحيد مراقبة الحدود حتى شهر أغسطس من السنة الجارية حيث تم تحويلها بشكل مفاجئ في ظل امتعاض متزايد من جهات تتعامل مع عصابات التهريب التي كانت ولازالت تنشط في شراء المسروقات من الميليشيات والعصابات المسلحة بالمنطقة، والتي يقع ضحية لها الموريتانيون إلى جانب الازواديين، والهيئات الاغاثية الناشطة في المنطقة.

وقد انعكس دور الكتيبة إيجابيا على أمن الساكنة بعد توقف عمليات التلصص ونهب الممتلكات من قبل العصابات المسلحة العابرة للحدود،  والتي كانت تبيع مسروقاتها لبعض التجار والسياسيين النافذين في المناطق الموريتانية الحدودية.

و منذ شهرين تم تحويل الثكنة خلال تواجد الفريق حننا ولد سيدي القائد المساعد لأركان الجيوش – صهر عمدة بلدية المكف – في المنطقة حيث كان الفريق حننا في إجازة بمسقط رأسه.

وقد بدأت شكاوى الأهالي تتصاعد بعد تحويل الثكنة خوفا من عودة عمليات النهب والسطو وتجارة المسروقات، التي كانت تحد منها الكتيبة العسكرية الموريتانية بشكل كبير بسبب مراقبتها الدقيقة للحدود.

ويستغرب هؤلاء من تحويل الثكنة إبان تواجد الفريق حننا على الرغم من دورها الريادي في حماية الحدود وحفظ ممتلكات المواطنين وامنهم.

خاصة انها تمركزت في قرية تنواگوتين التابعة لبلدية المگف بباسكنو وهي منطقة استراتيجية حساسة تبعد مسافة 1كلم فقط عن الحدود المالية التي تسيطر عليها الحركات المسلحة من كافة الفصائل، كما انها منطقة حيوية للتبادل التجاري بين تجار البلدين، حيث يقع على مشارف البلدية سوق لرنب وسوق ليرة الماليين.

وقد سبق لمسير المضخة المائية وهو عمدة سابق وحليف سياسي للعمدة الحالي أن منع عناصر الكتيبة  من السقاية من خزانات البلدية المائية وكاد الامر يُحدث توترا حيث هم عناصر الكتيبة أخذ الماء بالقوة لولا تدخل بعض العقلاء، وقد رأى البعض أن  الأمر يدخل في إطار مضايقات بعض (المستفيدين) لعناصر الكتيبة بهدف دفعهم للرحيل او التصرف بشكل عنيف مع المواطنين.

وكان  للكتيبة دور في إنقاذ  حياة مواطنين موريتانيين يعملون في هيئات إغاثية دولية حيث تسلمتهم في 14‏/04‏/2015 بعد ان استولت الحركات المسلحة بالمنطقة على سيارات تلك المنظمات، وذلك في إطار التزام تلك الحركات بعدم دخول الاراضي الموريتانية أو المساس بالمواطنين الموريتانيين وهي الاستراتيجية العسكرية التي اثمرت تأمين الحدود، وأرواح الموريتانيين خلال الحرب بجمهورية مالي، مع الاخذ بعين الاعتبار جاهزية القوات المسلحة الوطنية وتوفرها على العتاد العسكري الذي يمكن من ردع أي معتدي على الحوزة الترابية.

وتبقى اسباب رحيل أو (الترحيل) المفاجئ للكتيبة التي تركت ثكناتها العسكرية عرضة للنهب والخراب، رغم دورها المشهود في تأمين المنطقة من المهربين والعصابات العابرة للحدود امر يستلزم التوضيح بالنسبة للكثير من ساكنة المنطقة التي باتت عرضة لعصابات تنهب مساعدات اللاجئين، و اموال المواطنين الموريتانيين على حد السواء،  وبدأت سوق بيع السيارات المسروقة من قبل العصابات المسلحة تنشط في مجابات الصحراء،  وتقوم ببيعها في سوق معروف ببلدية المگف ، وغرقت  المنطقة مجددا في وحل الفوضى وغياب القانون بعد رحيل الجيش.

 فمن المستفيد الأبرز من رحيل كتيبة تنواگتيم؟ وهل هناك جهات تتعامل مع عصابات التهريب في تلك المنطقة الحدودية؟

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى