رؤيا بوست: حذر حزب الوطن المعارض من ما اعتبره انفجارا وشيكا للأوضاع في البلاد، وقال بيان صادر عن الحزب اليوم الإثنين بأن موريتانيا اصبحت فريسة منهوبة، والبطالة تسحق مئات آلاف الشباب، والانهيار الاقتصادي والتمزق الاجتماعي والانحطاط القيمي الغير مسبوق في كنف أزمة سياسية خانقة.
ورسم البيان صورة قاتمة جدا للأوضاع السياسية والاقتصادية الأمنية، داعيا المعارضة الوطنية إلى الارتقاء بخطابها السياسي و المجتمعي و الابتعاد عن الارتجالية في المواقف و ردات الفعل الآنية ،خصوصا ما وصفه بالتكتيكات الانفرادية على حساب السعي للتوافق الاستراتيجي الذي كان مبررا لتشكيل قوى المعارضة في مجموعة الثمانية.
واعتبر الحزب أن الأمن انزلق في ظل رواج الاستخدام الفوضوي المشبوه لوسائط التواصل الاجتماعي الحاملة لروح العدائية الشرائحية، و تكثيف و تشجيع دفع الجرائم بالجرائم و الآثام بالآثام لدفع هذا الشعب المغلوب على أمره، المنهوك بالمرض و الأوبئة الممزوجة بالأمية و الخنوع، إلى فاجعة الاقتتال المجتمعي وفق تعبير البيان.
واتهم السلطة بالتواطئ مع اصحاب الخطابات العنصرية في ظل تفشي الرشوة و المحسوبية و الفساد في كافة مرافق الدولة الخدمية و الإدارية ، فضلا عن إغراق البلاد بالمخدرات و إفساد الأحداث و الشباب بها لتعطيل دورهم في التغيير، و التغاضي، حد التواطئ، عن حملة الفكر المتطرف في الدين، واتساع فضاء الزندقة و العقوق و الإلحاد، و كذلك التعامي عن موجات تسونامي المهاجرين إلى بلدنا، الذين قد يتجاوزون قريبا عدد سكان البلاد.
وأضاف البيان:”..كلها عوامل صادرة من أطراف تنموا بطمأنينة مناسبة و في ظل نظام سياسي أقل ما يقال عنه : إنه لم يعد يمتلك القدرة على مواجهة هذا الانهيار الشامل للدولة و المجتمع، بعد ما غض الطرف عن بواكيره ، منذ سنوات، الأمر الذي لم يعد يطاق ، حتى أصبح الشعب يخشى على وجوده و بقاء كيانه السياسي الجامع، و ديمومة منظومته القيمية و الاجتماعية.
إننا في حزب الوطن ، إذ نعبر عن مستوى الارتعاب الذي يعيشه شعبنا هذه الأيام – و هو يواجه واقعا فاجعا اقتصاديا و أنيما ، و صادما سياسيا و مجتمعيا- فإننا :
– نناشد النظام الحاكم ، في أعلى هرمه و كذلك الدائرة الملتفة حوله إلى الإسراع في فتح حوار وطني شامل وجاد بين جميع القوى الوطنية ، كما ندعو المدافعين عن سياسته، و نتضرع للعلماء و المشاييخ ، و نتوسل إلى المؤسسات المؤهلة ، و نهيب بكل ذي حظوة اجتماعية و نفوذ مادي و أدبي في شعبنا إلى تدارك بلادنا قبل أن تدخل في المصير الفاجع الذي آلت إليه أقطار عربية و إفريقية ، باتت اليوم نارا تشتعل بعدما كانت آمنة مطمئنة، فذاقت لباس الجوع و الخوف.. و ذاقت نكال أمرها و كان عاقبة أمرها خسرا.