الرئيسية / غرافيتي / الحسن ولد سيدي محمد…السياسة الأخلاقية هزمت بعبع “نسبة المشاركة”
الحسن ولد سيدي محمد…السياسة الأخلاقية هزمت بعبع “نسبة المشاركة”
كما سجلت الانتخابات مفاجئات في فرنسا وكندا ومالي والسنغال سجلتها في موريتانيا على نحو مغاير بعض الشيء بعد ظهور فاعلين شباب بدءوا يحجزون مقاعد في الخارطة السياسية، ويصعدون سلم الشهرة بثقة واقتدار…
انتخابات كانت اصعب مراسا، وعجما لعيدان السياسيين، رغم الاختلاف حول طريقة تنظيمها، وفرز النتائج وإعلانها، من حيث أجواء الحملات الدعائية، بالنظر إلى أنها مجرد تغيير “قوانين” وليست صراعا سياسيا للتنافس ما يشكل عاملا لعزوف الناخبين عن صناديق الاقتراع، الشيء الذي جعل بعبع “نسبة المشاركة” هو التحدي الأبرز للحكومة التي طرحت مشروع التعديلات الدستورية.
في كوبني برز الحسن ولد سيدي محمد كقيادي شاب ضمن مبادرة التغيير البناء التي يقودها المهندس باب ولد بوميس في المقاطعة، حيث خاض غمار المنافسة السياسية لأول مرة في حياته، بعد أن افتتحت المبادرة مقرا لها بالمقاطعة لإنعاش الحملات الداعية لتعديل الدستور، وكان الخطاب السائد هو لا منافسة بل تعاون بين السياسيين في المدينة ضمن صفوف الموالاة والمعارضة المحاورة، وتمكن من خلال الخطاب المرن والتأكيد على شعار السياسية الأخلاقية بدون ممارسة “الضرب تحت الحزام”، من ضم فاعلين وناشطين مجتمعين لحملته الانتخابية في المقاطعة وجعلهم يصطفون للإدلاء بأصواتهم في الخامس من اغسطس.
سياسة مكنت من استقطاب بعض المعارضين في المدينة لصفوف المبادرة وإعلانهم دعم التعديلات الدستورية، من ابرزهم الإمام محمد عبد الله ولد البان-واعظ ومؤطر لبعثات حزب تواصل المعارض- الذي قال حرفيا :”… ادعم التعديلات الدستورية لأنني اثق في أخلاق الحسن”.. وعلى عكس السياسيين اللذين يترشحون في الانتخابات و هم يسعون إلى المقاعد البرلمانية، في حالة ولد سيدي محمد كان الناشطون الشباب والفاعلون الجمعويون يسعون وكأنهم وقعوا في غرامه ، فهل هو “حظ” حظي به هذا الشاب، أم أنه نجاح يستحقه يتساءل مراقبون؟.
الحسن سيدي محمد الثلاثيني هو من مواليد مدينة كوبني بولاية الحوض الغربي ولم يتم إنزاله عبر المناطيد ويفرض فرضا على الساكنة التي تخبره جيدا عبر اياديه البيضاء ووجهه البشوش، وصدقه في المعاملة وحنكته في التجارب، وقد بدأ مساره السياسي منذ فترة وجيزة مع مبادرة التغيير البناء التي تأسست في 2009، وهو اليوم يشغل وظيفة مفتش رئيس في الضرائب، وهي الوظيفة التي جعلته دقيقا في لغة الأرقام التي خبرها جيدا، والزمته أن يكون دقيقا في حساباته سواء على المستوى العملي أو السياسي، كما تدعم انتمائاته العرقية المتنوعة حظوظه لخلافة الحيتان السياسية التي بدأ يبتلعها محيط التجاهل و النسيان وتدور عليها عجلة التحديث، بعد انتهاء حقب استخدام المال السياسي الذي تجنيه تلك الطبقة السياسية من الفساد ونهب المال العام واستخدامه في خلق هالة إعلامية من حولها، و”زراعة المناصرين” انتظارا لحصادهم في الانتخابات، وعلى العكس من ذلك كان ولد سيدي محمد نزيها في معاملاته وفيا لالتزاماته صادقا مع مناصريه ما قد يخلق مناخا سياسيا مخالفا لحقب الفساد والاستبداد والتلاعب بخيارات العباد كما يقول انصار السياسي الشاب بكوبني.