الشرق القطرية تحاور الموريتاني ولد امينو رئيس المركز الدولي الأمريكي
2018-02-19
اجرت صحيفة الشرق القطرية الحكومية حوارا مع الحقوقي اسلامة ولد امينو رئيس المركز الامريكي الدولي للسلم وحقوق الإنسان، تركز على الملفات التي تتعلق بقطر، والأوضاع التي تيعشها منطقة الخليج حاليا، والتركيز على ان تعامل الإدارة الامريكية تسيره بوصلة المصالح وليس وفقا للامزجة، واشاد بدور الأمير تميم في إدارته لملف المقاطعة.
وأكد ولد امينو خلال فيديو بثه على حساب الخاص بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أن الآراء الواردة في المقابلة لا تعبر بالضرورة عن رأي شخصي وإنما تعبر عن رأي المركز الذي يترأسه وعن أعضائه.
نص الجزء الأول من الحوار:
تحدث سمو الأمير تميم أمس الأول أمام مؤتمر ميونخ للأمن عن ضرورة الحوار لتجنيب المنطقة الصراعات والاضطرابات.. كيف رأيت كلمة سموه؟
بكل تأكيد، لقد حازت كلمة سموه في مؤتمر ميونيخ للأمن اهتماما أمريكيا كبيرا، وخاصة القضايا التي طرحها، وبالأخص دعوته للحوار والتفاهم.
وفي الحقيقة هذه الدعوة دليل على الثقة بالنفس والحرص على المصلحة العامة للمنطقة، خاصة أن الوضع في الوطن العربي بحاجة إلى الحكمة والتعقل، أكثر من المزايدات والتهور.
قرار الحصار مرتبك
بعد مضي ما يقارب العشرة أشهر على الحصار.. ما رؤيتكم لحصار قطر من منظور حقوقي؟
في الحقيقة، لقد فوجئنا، بقرار فرض الحصار على دولة عربية شقيقة وجارة، وهذا القرار من وجهة نظرنا جاء مربكا ومرتبكا، مربكا لأنه بعد يوم واحد من قمة إسلامية أميركية غير مسبوقة، هي الأولى التي تجمع رئيسا أميركيا أثناء زيارته الأولى مع العالم العربي، وقد خرجت هذه القمة بقرارات مهمة، خاصة على صعيد محاربة الإرهاب والتعاون ضد الأخطار الحقيقية المحدقة بالمنطقة العربية، ودولة قطر هي عنصر محوري وبنَّاء في هذه المنظومة، ومرتبكاً، لأن المبررات التي تلت هذا القرار لم تكن مقنعة حتى للحلفاء قبل الأشقاء، ولا مقنعة لنا كمنظمات حقوقية تدافع عن الحقوق العربية والإسلامية في أميركا والعالم.
وعلى العموم، هذا الحصار بالنسبة لنا مرفوض من حيث المبدأ، لأننا نرفض حصار أي دولة عربية مهما كانت، وبالمناسبة لقد كنا قلقين من القانون الذي كان يستهدف السعودية، والمعروف بقانون (جاستا)، وكنا ولانزال نراه قانونا متحيزا ولايخدم العدالة والسلم، لأنه يحاول ابتزاز مجموعة عربية بجرم مجموعة متطرفة، وكانت قطر في صفنا ضد هذا القانون؛ لذلك لا نرى أي مبرر لحصارها وندعو لرفعه في أقرب وقت ممكن.
برأيك ما دوافع الدول الأربع لفرض هذا الحصار؟
هذا السؤال، هو السؤال الوحيد الذي لم يجد إجابة إلى حد الآن. وأعتقد أنه لو وُجدت إجابة لتم حل المشكلة. لا أخفيك سرا أننا، ومن منطلق اهتمامنا الحقوقي بالتطورات الجارية في المنطقة العربية الملتهبة، في تواصل دائم مع منظمات حقوقية زميلة وشركاء وممثلين لمتابعة كافة المستجدات ذات الصلة بالأزمات العربية، وفي كل مرة نتشاور فيها مع الشركاء في هذا الشأن، أي الأزمة الخليجية، لا نجد جوابا لدى أحد، ونفس الشيء من خلال متابعاتنا لتصريحات المسؤولين الأميركيين والغربيين الذين زاروا المنطقة للوساطة لا نجد كذلك جوابا مقنعا بهذا الشأن.
لكنهم قدموا 13 مطلباً؟
نعم، لقد سمعنا بالمطالب الـ 13، وهي كما يعرف الجميع مطالب تعجيزية؛ لأنها في مجملها تتعلق بقرار دولة مستقلة وذات سيادة، ولا تلمس فيها خلافا مشروعا حول قضية مشتركة.
فليس من حق الدول الكبرى أن تستهدف الدول الأصغر حجما، ولا أن تحاول قلب نجاحات دول أخرى إلى فشل، فمنطق القوة انتهى وحل محله منطق الحق والقانون، فأميركا والغرب في النهاية دول قانون، وللمؤسسات الحقوقية كلمة مسموعة داخلها، وصوت الحق فيها دائما هو المنتصر، لذلك وجدت القضية القطرية صدى واسعا هنا، وقد لا تكونون أنتم في قطر على علم بذلك.
هل تواصلتم مع المنظمات الحقوقية في قطر، أو الجهات الأخرى العاملة في هذا المجال؟
في الحقيقة، هذا عملنا ومبدأنا ورؤيتنا في التعامل مع القضايا الإنسانية بشكل عام، دون التواصل مع الجهات المتضررة، لذلك لم يحدث أي تواصل مع الجهات الحقوقية القطرية، رغم متابعتنا للأنشطة التي تقوم بها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، إلا أننا نقوم بواجبنا تجاه أزمة فوق حدود المنطق من وجهة نظرنا، كان يمكن أن تكون في حدود السياسة لكن لا تنزل إلى مصالح الشعوب.
ونحن في المركز الأميركي ننظر إلى دولة قطر وقيادتها الشابة بإعجاب، ونتابع دعمها للقضايا العادلة بتقدير كذلك، ومهتمون بتجربتها في مجال السلم، ونهجها السياسي القائم على دبلوماسية الوساطات والحوار، ونعتقد أن هذا المنهج داعم ومساند لمبادئ حقوق الإنسان العالمية، وللعمل الحقوقي أيضا، بدل نهج العنف والتعصب، لأننا ندرك أن الوضع الإنساني في المنطقة العربية، في الدرجة الحمراء من درجات الخطر المصنفة دوليا.
أداء قطر
ما تقييمكم لأداء قطر في مواجهة الحصار؟
كما قلت، نحن نتابع الأزمة من جانب حقوقي، ومواقفنا محايدة، وأعتقد أن قطر اتخذت خطوات تستحق الإشادة والتقدير، فلم نسمع أي مواطن سعودي أو بحريني أو إماراتي أو مصري يشكو من قرار تعسفي اتخذته الحكومة القطرية ضده في الأزمة.
كما أن المعلومات التي لدينا تثبت أن قطر عززت حقوق رعايا هذه الدول وغيرها من مواطني الدول الأخرى، المقيمين على أرضها، وكانت أولويتها بعد الأزمة تأمين حياة طبيعية للجميع دون تمييز، وأعتقد أنها نجحت في ذلك، وهذه لعمري سياسة نبيلة وحكمة بالغة.
ما تقييمك لموقف الإدارة الأمريكية من الأزمة الخليجية؟
الإدارة الأمريكية تتعامل مع كل ملفات المنطقة وفق مصالحها، وبكل تأكيد، فهي تدير الأزمة الخليجية بما يخدم مصالحها الاستراتيجية، لكن في المقابل يجب استغلال دعم الجانب الأميركي للوساطة الكويتية، ومنحها المساندة والزخم الذي تستحق، والحل في النهاية سيكون خليجيا- أميركيا.
تأثير قطر
هذا يجعلني أسألك.. كيف ترى السياسة القطرية في تعاملها مع ملفات المنطقة قبل الحصار؟
لقد أثبتت قطر خلال العقدين الأخيرين، أنها دولة مؤثرة داخل الساحة العربية والعالمية، وخصوصا بعد تولي أميرها الشاب الشيخ تميم، الذي حاز إعجاب الجميع، بهدوئه ورزانته وطريقة إدارته للأزمات.
ولست هنا بصدد تقييم شامل للدور القطري قبل اأازمة، غير أن الجميع كان يدرك الأدوار المحورية التي لعبتها قطر على كافة الأصعدة إقليميا وعربيا ودوليا، ففي الشأن الأفريقي سجلنا مع عدد من الحقوقيين بإعجاب دورها في دارفور بدولة السودان، وسجلنا بإعجاب كذلك دورها في لبنان لحل أزمته السياسية عام 2008، وإعادة إعمار جنوبه بعد الحرب الإسرائيلية عليه عام 2006، وكذلك في مختلف مناطق العالم، هناك بصمة إنسانية قطرية، وربما يكون هذا أحد أسباب انزعاج الآخرين من قطر.