لاشك أن إشراك الشباب في الشأن العام وخاصة السياسي، هو سبيل إلي إكتشاف خبرات جديدة، والضامن لمستقبل البلاد.
لكن المقاربة الأبوية المعتمدة لدى الطيف السياسي موالاة ومعارضة لإحتواء الشباب وللحد من طموحاته وعدم تركه للوصول إلي المكانة اللائقة به كشريحة تمثل اكثر من %70 من المجتمع الموريتاني، وكأنها نوع من الوصاية علي الشباب من الفاعلين السياسيين، لم تعد مناسبة لحاضرنا اليوم، وتعتبر تبني من لم يصب بالعقم اصلا لمن لديه ابوين، خاصة بعدم العناية التي احاطنا بها رئيس الجمهورية محمد ولد عبدالعزيز منذ توليه الحكم كشريحة شابة.
حيث نقف اليوم علي هذه الأرضية الصلبة ونقول أن اشراكنا في استراتيجية وطنية شاملة نجد انفسنا فيها كشريك وليس كمتلق فقط اصبح ضرورة لامفر منها، وهذ ليس بعقوق سياسي أو صراع أجيال، بقدر ما هو تحمل لمسؤولياتنا اتجاه انفسنا ومجتمعنا وبلدنا، وهذ لا يمكن ان يتأتى إلا تحت قبة البرلمان.
وتظل الصعوبات المادية و اللوجستية والإجتماعية والنظرة للشباب كوقود للإنتخابات كمظهر من مظاهر هذه المقاربة تحول دون حصول النخب الشابة علي مقاعد برلمانية في الدوائر الإنتخابية المحلية، مما جعلنا نشارك مشاركة فاعلة ومهمة في الحوار الوطني الشامل الأخير و نطالب فيه بإعتماد لائحة وطنية للشباب نجد أنها ضرورية اللتنمية السياسية في البلاد وذلك من خلال :
١-افراز نخب وطنية شابة لها القدرة علي تقديم عمل تشريعي ورقابي جيد في البرلمان.
٢-توسيع دائرة المشاركة السياسية وتجديد النخب.
٣-ضخ طاقات شابة في المؤسسة البرلمانية تساهم في الرفع من مستوي الأداء التشريعي.
٤-خروج الأداء التشريعي عن الرتابة والجمود الملاحظ عليه في السنوات الأخيرة.
وسيكون هذ كله مدخلا لتجسيد الشعار الذي رفعه رئيس الجمهورية منذ سنوات بتجديد الطبقة السياسية وأكد عليه في كل خطاباته
بعد ذلك.
وقد اقترحنا ان يكون عمر المترشح في هذه اللائحة بين 25 و 35 سنة وان يكون عدد المترشحين 20مترشحا بين الذكور والإناث، و أن تخضع طريقة اختيار المترشحين في اللوائح الوطنية للشباب في ا لأحزاب علي أساس الكفاءة والتجربة وليس علي أساس القبلية والزبونية.
فالمستهدف الأول لما سيتمخض عنه الحوار الوطني الأخير هو المستقبل أي الشباب و هو ايضا آليات تطبيق هذه المخرجات.
إذن تغييبه سوف يكون مهددا لبقاء الدولة والمجتمع.
المهندس: النهاه/باب/خيري.
منهدس في كيمياء المياه والبيئة.
فيس: nahahkhairy