أكد رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني أن الدولة تضع صحة المواطنين والحفاظ على البيئة في أولوياتها، وأعلن عن انه سيتم فتح 104000 كلمترا مربعا من المنطقة العسكرية المغلقة أمام المنقبين.
وشدد اليوم الاثنين في ختام الحفل المنظم في مدينة أزويرات لبدء أشغال شركة معادن موريتانيا في تيرس زمور، أن الدولة عهدت إلى شركة معادن موريتانيا بإتباع نهج التشاور مع الجميع وضمان حماية البيئة والحفاظ على صحة المواطنين في مناطق التنقيب.
ونبه رئيس الجمهورية المنقبين بمسؤولياتهم كمواطنين في السهر على أمن البلد واليقظة الدائمة لحمايته واستحضار دورهم دائما في هذا الصدد باعتبار كل واحد منكم عينا ساهرة لحماية الأمن في مناطق التنقيب وغيرها.
وشكر فخامة رئيس الجمهورية في كلمته العاملين في مجال استخراج الذهب السطحي على العمل الجبار الذي يقومون به وعلى التضحيات الجسيمة التي قدموها وهي خطوات مقدرة ولها دورها في الدفع بعجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد، مشيرا إلى أن النشاط الذي يقوم به المنقبون أساسي.
وأضاف أن شعار شركة معادن موريتانيا “لنستخرج معادننا بسواعدنا من أجل تنمية بلدنا” شعار له دلالته و تحمل كل كلمة منه معنى خاصا يشجع أو يوجب على المعنيين تكثيف هذا النشاط لأنه جهد وطني تقوم به مجموعة من الشباب المواطنين والكثير منه شخصي وبوسائل ذاتية.
وبخصوص المستثمرين الذين أشار إليهم المدير العام لمعادن موريتانيا يضيف رئيس الجمهورية هم رجال وطنيون يعملون بوسائلهم على تعزيز الدخل في بلدهم.
و قال رئيس الجمهورية “أريد هنا أن أحثكم على الاستمرار في هذا الدور ومواصلة الجهود والاستمرار في هذه التضحيات”.
وأبدى رئيس الجمهورية بعض الملاحظات مبرزا أنه رغم التضحيات الجبارة ونظرا لأهمية هذا الدور و لكونه مهم وذو مردود إيجابي، إلا أنه أدى للأسف الشديد إلى فقدان بعض المواطنين بسبب نقص الخبرة وانعدام التأطير.
وقال إن شركة معادن موريتانيا التي تم إنشاؤها حديثا ستضطلع بدور أساسي لتقريب الإدارة من المنقبين ولوضع حد للبطء والروتين الذي كان في السابق على مستوى الوزارة المعنية ولتجنيب المنقبين بعض الصعوبات التي قد تظهر.
وتابع رئيس الجمهورية “وعليه فقد رأينا أن نكلف شبه قطاع للمعادن بهذه المهام من أجل تأطير وتوجيه مجال التنقيب التقليدي عن الذهب التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة كما في بعض الدول المجاورة، وهي أنشطة تحتاج لمزيد من التكوين والتأطير والتنظيم وهي مهام موكلة لهذه الشركة الناشئة”.
و أكد رئيس الجمهورية أن على معادن موريتانيا القيام بهذه المهام كاملة وهي ستقوم بذلك، مشيرا إلى أن هذه الشركة قامت بخطوات مهمة جدا في هذا الإطار.
و طلب رئيس الجمهورية من المنقبين الالتزام التام بقوانين البلد وبمقتضيات النصوص ذات الصلة والتعاون بشكل كامل مع قواتهم المسلحة وقوات أمنهم من أجل مصلحة بلدهم.
وقال رئيس الجمهورية بشأن ما تترتب عليه ممارسة التنقيب التقليدي عن الذهب إنه إذا كان هذا النشاط يسهم بشكل جوهري في نمو البلد وازدهاره فإن مخاطر أخرى قد تترتب عليه منها ما هو بيئي ومنها ما هو صحي، إضافة إلى مخاطر أخرى على المراعي والحيوانات ومصادر المياه.
وأكد في هذا الصدد أنه لن يكون هناك تساهل أو تهاون مع أي شيء مهما كان قد يؤدي إلى تضرر صحة أي مواطن أو مصادر شربه أو مراعي حيواناته ولا مساومة على أي شيء من هذا القبيل مهما غلا ثمنه وإن كان ذهبا أو فضة أو أي شيء آخر ثمين.
وطمأن رئيس الجمهورية المواطنين أن عليهم أن يتأكدوا أن الدولة لم ولن تضحي بصحتهم و سلامتهم من أجل أي شيء آخر.
وطلب رئيس الجمهورية من شركة معادن موريتانيا التنسيق التام مع قطاعي الصحة والبيئة والتنمية المستدامة خصوصا في مجالات التكوين المطلوب للمنقبين و الناشطين في مجال معالجة الذهب ومخلفاته.
وبخصوص ما قيل مؤخرا من انزعاج سكان المنطقة ومدينة ازويرات على وجه الخصوص من مخاطر محتملة قد تترتب عن معالجة واستخراج الذهب السطحي، أكد رئيس الجمهورية أن جميع الأمور سيتم الرجوع قبل الدخول فيها إلى التشاور بين جميع المعنيين بالمجال.
وسيكون هذا التشاور مع السكان ومع ممثليهم ومع الجهات المعنية بحماية البيئة ومع الجهات الصحية كذلك.