المستعرضفيستويت

قصتي مع الرشيد ولد صالح…

كتب المدون البشير عبد الرازق على حسابه بالفيس بوك تدوينة عن قصة جمعته مع الوزير الراحل الرشيد ولد صالح جاء فيها:”..في نهاية عام 1994، نظمت التلفزة الموريتانية مسابقة لاكتتاب صحفيين وفنيين متخصصين، وقد حصلت على المركز اﻷول في تلك المسابقة (فئة الصحفيين)،
لكن وزارة الاتصال، التي كان الرشيد ولد صالح، يوجد على رأسها، رفضت اﻹعتراف بنتيجة المسابقة، ﻷسباب بقيت غامضة حتى يومنا هذا،
فقد طبعت الشفافية التامة كل مراحل المسابقة، (الكتابي والشفهي)، التي جرت تحت الإشراف المباشر لمدير الوظيفة العمومية وقتها، الراحل ولد محمد سلطان، الذي يشهد له القاصي والداني بالعدل واﻹستقامة،
ستقوم مجموعة الناجحين في تلك المسابقة، بالتظلم لدى الوزير اﻷول يومها سيدي محمد ولد بوبكر ولدى القضاء، قبل أن تتفرق أيادي سبأ، بعدما أدركت أن كل الطرق مسدودة وكل اﻷبواب موصدة،
تذكرت هذه الحادثة، وأنا أطالع صباح اليوم، نبأ وفاة المغفور له بإذن الله الرشيد ولد صالح، وأشهد الله ثم أشهدكم بأني سامحته من كل قلبي، وأرجو من كل أفراد تلك المجموعة أن يسامحوه،
تغمده الله بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جنانه، وإنا لله وإنا إليه راجعون…

البشير عبد الرازق

وكتب محمد سالم الداه نقيب الصحفيين الموريتانيين في نعي الراحل
:”..آه لرهين الحزن…ماعساك تكتب في حق قامة فكرية وأدبية كالرشيد ولد صالح… من أين ستبدأ..؟ هل ستبدأ من أول لقاء جمعك به في مكتبه بالثانوية العربية..؟ هل ستنثر بعضا من درر ذلك اللقاء الذى جعلك تتشبث بالرجل وأنت طالب بالثانوية العربية حين كلفته جمعيته الوليدة (جمعية غرناطة) ـ التي كنت أحد أعضائها المؤسسين ـ بتوصيل دعوة للأستاذ الرشيد للمشاركة في تلك الندوة المشهورة لجيل الثقافة وسط الثمانينيات..
كم هي الأشياء الجميلة التي تحتفظ بها ذاكرتي عن أستاذي وصديقي الرشيد، عن الأخلاق والعلم والزهد ونظافة اليد واللسان، عن التواضع واللطف والنكات الطريفة، عن الكرم والإيثار، عن الإنتصار للإخوة والأصدقاء فى اللحظات الصعبة..آه ..آه.. آه.. كيف أراكِ عصية أيتها الحروف الشاردة ..هل آذنت برحيلها القيم الجميلة..؟ وهل سيعرف الأخلاء والأهل والأصدقاء أنهم فقدوا رجلا لا كالرجال..؟
وداعا … وداعا … أيها الرشيد…ستذكرك الأجيال يامعلم الأجيال…
لقد تألمتُ كثيرا وأنا أزاحم بين الأهل والأصدقاء لأواري عليك الحصى فى لحظة الوداع الأخيرة… وأنت من يصدق فيك قول الشاعر: و في الليلة الظلماء يفتقد البدر….
..رحمك الله أيها الرشيد..

وكتب الإعلامي اعل ولد البكاي:”..الرشيد ولد صالح سليل المجد والعز التليد؛ أخ كريم وصاحب رأي وقول سديد.
حافظ للعهد والوفاء وبالثقافة عليم؛ يذكرني صرير قلمه ببلاغة وسلاسة
ومعاني وفصاحة قبيلة تميم؛ طموح للمجد بكبريائه ورأيه القويم؛ قلعة شموخ وأنفة هو بها زعيم؛ لا تغريه الموائد العامرة وتلك صفة تحلى بها منذ قديم؛ متزن في رأيه؛ حازم في أمره، واثق في نفسه؛ وهي مزايا لا تتوفر إلافي الزعيم… شخصيته مزجت من الأصالة والمعاصرة لوحة مزركشة بألوان النبل العظيم؛ يتقن القيادة ويحسن التصرف حتى لقبه القوميون المتصوفون بالحكيم؛ يأبي الظلم والحقد والتفاخر لأنه حضن للفقير والبائس واليتيم.
زرع الخير في نفوس كثيرة أحسن إليها لكنها خذلته في الحين؛ وفي الحديث عن هؤلاء يضع من الديباجة والاسترسال ما ينسيك مواقف كل لئيم؛ يمتلك من بليغ القول ما يتجاوز حد السيف الذي إذا هززته هتك وإذا ضربت به بتك.
لا تفجعه الحياة بتقلباتها؛ ولا توجعه حظوظ الآخر والطريق التي إليها سلك؛ لا يضنيه الغم عند المصائب؛ بل يواجهها بالرفق والصبر والتسليم بما صنعته الأقدار؛ بكل خضوع وإيمان لمشيئة الواحد القهار.
مجلسه وارف الظلال يعانقك فيه التاريخ والأدب والأخلاق؛ فلمثله يحن
الجار ويستجار؛ يلاقي الزائرين ببشر وجه تجلل بالمروءة والحياء؛ ونواصيه تنطق بحسن السياسة والدهاء.
إنه جوهرة من “الماس” في صدقه وعفته ونضجه؛ هكذا ظل منذ عرفته عند أول لقاء.
متواضع لا يعرف الاستعلاء؛ الذي يصيب من هم في مستواه من الفرقاء.
كريم منفق بلا من أو أذى لأن سخاءه فطنة غلب عليها الطبع؛ أبحرت مراكبه في كل المناصب؛ فأبى أن يجعلها سببا لتحصيل الكنوز وبناء القصور؛ إذ لا يكدر صفوه ضيق اليد ولا تقلب العصور.
ألم به المرض أخيرا وأقعده عن تصريف المشاغل والأمور؛ ليتعالج متنقلا بين المشافي بلا منصب رسمي ولا زاد من الأجور.
تعيين ” نجله” “معمر” مساء اليوم التفاتة موفقة تثلج الصدور وتبعث السرور؛ وتعطي رسالة قوية لمن في قلبه أدني ذرة من الغرور
أن ” الرئيس” لم ولن ينسي مسيرة وتاريخ هذا الطود الشامخ الوقور
اللهمّ اشفه شفاءً ليس بعده سقمٌ أبداً، واحفظه بعزّك الّذي لا يُضام
وأحرسه بعنايتك في الّليل وفي النّهار، أنت ثقته ورجاؤه، يا كاشف الهمّ،
يا مُفرّج الغم، يا مُجيب دعوة المُضطرّين، اللهمّ ألبسه ثوب الصّحة
والعافية عاجلاً غير آجلٍ، يا أرحم الرّاحمين
اللهم آمين .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى