
رؤيا بوست: بدأت قيادات جماعة الإخوان المسلمين في موريتانيا عملية توظيف المنبر الدعوي لتسويق افكارها وتقديم قادتها السياسيين، في محاولة لتعويض النزيف الذي شهده الحزب مؤخرا خلال الحملة الانتخابية.
وقد بات واضحا استغلال جو الانفتاح الإيجابي من الحكومة الحالية على تيارات المعارضة لتمرير خطاب الجماعة بموريتانيا .
ويبدوا أن عملية التدجين على منبر الجمعة اختير لها قادة سياسيون في التيار والحزب بعناية، يتقدمهم نائب رئيس حزب التجمع الوطني محمد غلام ولد الحاج الشيخ الذي عرف بأنه كان داعية، وبعد انخراطه في العمل السياسي ازيح لقب الداعية وبات يلقبه انصار الحزب وانصار الجماعة بالرئيس.
ماذا يعني انتمائي للإسلام هو عنوان محاضرة تم الترويج لها بكثافة للسيد محمد غلام ولد الحاج الشيخ الذي سبق واعترف بأنه سجد للقذافي رحمه الله في الملعب الأولمبي، حيث قال بأن صلاة الفريضة “المغرب” التي ائم خلالها الزعيم الليبي الراحل المصلين في نواكشوط وكان من بينهم قادة في “الجماعة” كان يمارسها تقية، معترفا بلسانه أنه لم يتوضأ ولم يكبر أو يسلم خلال الصلاة لكنه قام بالتظاهر والعبث بالفريضة والسجود الذي لم يكن لله فلمن؟
وقد أجاب الباحث في شؤون الجماعة محمد عبد الله ولد لوليد على عنوان محاضرة ولد غلام قائلا :” ماذا يعني إلقاء الداعية المفكر محمد غلام محاضرة بعنوان :” ماذا يعني انتمائي للإسلام “؟
يعني أنه يقدم فقرات من كتاب “ماذا يعني انتمائي للإٍسلامي” للمنظر الإخواني فتحي يكن، ويعتبر الكتاب من مراجع الإخوان التي يعتمدون عليها في جذب وتربية الأفراد الجدد.
وهذا يظهر أن فكر الإخوان ينشر علنا في منبر الجمعة”لقاء الإخوان”.
ماذا يعني انتمائي للإسلامي؟ عند قراءة هذا العنوان على غلاف أحد الكتب فأول ما يخطر ببالك هو الدين الإٍسلامي، بشرائعه وتعاليمه، وقصص النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي تستخرج منها العبر والسنن.
ولكن عندما يكون مؤلف الكتاب فتحي يكن –المنظر الحركي للإخوان- ستكتشف أن العنوان الحقيقي هو (ماذا يعني انتمائي للإخواني)، وليس للإسلام.
وعند البحث عن الكتب التي تحصل عليها عناصر الإخوان تجد فتحي يكن متصدرا بعدد الكتب الموضوعة في منهج الجماعة، منها (ماذا يعني انتمائي للإسلام) و(أبجديات التصور للعمل الحركي الإسلامي)، (المتساقطون على طريق الدعوة) وجميعها كتب تحظى باهتمام كبير من قبل أعضاء الإخوان، وأثرت في فكرهم ووعيهم، لذا تجد بمجرد وجودك في صفوف الإخوان أن أول كتاب تحصل عليه –كهدية في بعض الأحيان- هو (ماذا يعني انتمائي للإسلامي).
ويعتمد الكتاب “دس السم في العسل”، فبعد أن يتحدث يكن عن الإٍسلام، وكيف يكون الإنسان مسلما حقا، وعن الإيمان القلبي والعقلي، ينتقل في القسم الثاني من الكتاب لأفكار سيد قطب في أبهى صورها، من تكفير واستعلاء واحتكار للدين، قاصرا الإسلام الحق على أعضاء الجماعة فقط، مبررا ذلك بأن المسلم الذي يكتفي بالعبادات هو مسلم قاعد لا يؤدي الفريضة التي خلق من أجلها، يتخلف عن واجبه كمسلم وهو ما قاله حسن البنا في رسائله عن المسلم القاعد والمسلم المجاهد، وكيف أن ضروب العبادات ليست المرجو من الإسلام يقول ولد لوليد.
ومن الملاحظ أن الجماعمة تستغل المنبر بشكل مكثف لتظهر لاحقا بلبوس سياسي يكون في غالب الأحيان أكثر برغماتية وانبطاحا عند تخفض الجناح للسلطات وتهادنها حتى في القضايا المجمع عليها ومنها قطع العلاقات مع إسرائيل عندما صرح أحد نوابها ورئيسها لاحقا أنهم لن يساءلوا الحكومة بشأن التطبيع في 2009، بعد أن محتهم حق العمل السياسي تحت حزب “تواصل”.
ويتابع ولد لوليد:”..لكن المفارقة العجيبة أن كتب فتحي يدرسها الإخوان منذ عقود، ويجهل من ينتمي إليهم أن فتحي يكن لم يفارق الدنيا حتى خرج من الإخوان، وكان من أشد منتقديهم، عبرت عن ذلك وصيته”.