رأي
وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر…..؟! يب حماه الله جدو

تحاول العجوز الستينية المثول راسخة على أقدامها بإرادة خالصة، لكن الأيام والليالي تخونها في ذلك وتمتنع وفي قرارتها نحيب خافت استياء على معاشرة صعلوك واصل قطع طريقها طيلة عقد من الزمن، فسلبها حليها وزينتها وادخرهما تاجا لملك خال أيامه تطول ولا تنقطع.
لكن أيام الرغد والهنى تمر عجالا كلمح بالبصر، و تبقى العجوز الستينية متضررة من ذلك أكثر من الصعلوك الذي سلط سيفه الساطي على جيدها ، اليوم وبعد أن احدودب ظهرها تراوح العطار بين الفينة و الأخرى لعلها تطيب بعطره، فهل يصلح العطار ما أفسد الدهر…؟!
هيهات! هيهات! هيهات!
إن هي إلا الأحلام والأماني وبعض الأماني تضليل، ولكننا بتأويل الأحلام قادرون على أن نزرع الأمل من جديد في قلب العجوز ونجدد لها أحمر الشفاه الذي كانت قد وضعته بعد الخمسين من عمرها…..!
عملية “مسح” خفيفة بمسحاق التجميل قادرة على أن تقوّم ظهر العجوز المحدودب وتزيل بقع الكمد الذي “يبدو على نواصيها”، لكن “الحذر” و “اللطف” لا بد أن تنعم بهما أصابع “يد” “الماسح” وهو “يدوّر” المسحاق حتى لا يشج وجه العجوز أو يسبب لعينيها “عور” فتشتكي أمرها لقاض “عدلٍ سامي”، فتجبره على “مرافعة” لم يكن يحسب لهيئة “دفاعها” قوة.
فحينها لا تنفعه “ماليته” والتي “مردها” حلِيّ العجوز الذي سلب صعلوك “العقد”، ولا “ثقافته” التي استطاع بها أن يقوى على “لسان” العجوز، و إن كانت “الثقافة” و “المال” هن أساس “معادن” “إيراد وتصدير” الأحكام.