
رؤيا بوست: كشفت وثيقة حصلت عليها رؤيا بوست عن استفادت حرم مدير إدارة الرقابة المصرفية في البنك المركزي الموريتاني سابقاً والمدير العام الحالي لمصرف موريتانيا الجديد NBM السيد جينك آدما بوبو من قرض ميسر من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي FADES.
وقد قامت لجنة القروض في البنك المركزي الموريتاني المشرفة على انتقاء ملفات المشاريع المدرة للدخل في مجالات التنمية الحيوانية والزراعة والصيد بتحويل المبلغ لحساب شخصي، في أحد المصارف وهو ما يطرح عديد علامات الاستفهام.
حيث استفادت السيدة ديفولب بوب دينج وهي إبنة رئيس مجلس الشيوخ الراحل جينك بوب فاربا من امتيازات خاصة بقرض يقارب 60 مليون أوقية قديمة في ظل تولي زوجها لإدارة هامة في البنك المركزي المعني بالنقاش مع الصندوق العربي في إطار خط التمويل الذي أعلن عنه الصندوق لصالح المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
ويتساءل مختصون في الشأن المالي عن سبب منح زوجة مدير الرقابة المصرفية هذا القرض في ظل انهيار عدد من البنوك الخصوصية حيث يتم التغاضي عن المؤشرات وعدم تحيين المعلومات، الشيء الذي قد يوحي بالتحضير ل(التقاعد المريح) .
وتظهر الوثيقة ان السيدة ديفولب استفادت بصفة شخصية رغم أن التمويل موجه أساسا للمشاريع الزراعية أو الرعوية، أو في مجال الصيد، حيث أن المبلغ تم تحويله لحساب خاص بالسيدة المذكورة في بنك موريتانيا الجديد الذي تولى زوجها إدارته لاحقاً بقرار من الجهة الوصية.
وذلك بعد أن بدأ الضغط على مصرف موريتانيا الجديد NBM حيث بدأ يجد صعوبة في سداد التزامات الزبناء عن طريق المقاصة، واستفحلت الأزمة وغاب البنك لعدة مرات عن جلسة المقاصة اليومية بين المصارف في البنك المركزي.
وقد تم انتداب إدارة من جهة الرقابة بعد أن اختفت 13 مليار أوقية قديمة من بنك موريتانيا الجديد تعود لعدد من المؤسسات العمومية تم تجميد ارصدتها من بينها برنامج أمل، وصوملك وعدد من المشاريع الحكومية.
الأمر الذي حدا بالبنك المركزي للبحث عن مسير لبنك موريتانيا الجديد غير إدارته السابقة، إلا أن البنك لا يزال يعاني من المشاكل رغم انتداب إدارة جديدة.
وقد استفادت حرم السيد جنك الإداري في البنك المركزي حينها من الحصول على قرض من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي الذي منح خطا للتمويل يستهدف الانشطة المدرة للدخل في مجال الزراعة الصيد التنمية الحيوانية بامتيازات منها معدل فائدة لا يتعدى 7% وفترة سماح معتبرة .
وكان الصندوق قد اعتذر لموريتانيا في رسالة صادرة في الرابع من مايو الحالي 2020 بسبب تعاقدات وصفها بالمخالفة لخطاب التفاهم بين الصندوق ووزارة المياه والصرف الصحي، في إطار مشروع إعداد الدراسات في قطاع المياه والصرف الصحي في موريتانيا التي يدعمها صندوق “فاديس”، وقد تمت تلك التعاقدات إبان تولي الحكومة السابقة.
رؤيا بوست أجرت اتصالات بالسيد جنك المدير المنتدب حالياً لبنك موريتانيا الجديد وأوضح بأن حرمه عضو في تعاونية نسائية –تضم 52 سيدة- بولاية لبراكنة تقدمت منذ سنوات للحصول على القرض الميسر من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وقد انتظرت التعاونية سنة كاملة لقبول القرض كسائر المواطنين وفق تعبيره.
وكان هو آنذاك يشغل منصب مدير ادارة مراقبة البنوك في البنك المركزي الموريتاني المعني بتحويل هذه القروض.
أما القرض فتمنحه اللجنة العليا المكلفة بالقروض بعضوية مدير القروض وهو ليس عضوا فيها وهي تابعة مباشرة للمحافظ، وبعد الموافقة على القرض ترسل لأحد البنوك الأولية التي تتابع مع المستفيدين تطور المشروع وتمنح الموافقة حسب تقدم أشغال المشروع على الأرض خطوة بخطوة وفق ما قال.
ويضيف السيد جينك:”..لقد وضعت التعاونية تحت المراقبة وكانت من حصة مصرف موريتانيا الجديد NBM في ذلك الوقت قبل اربع سنوات والبنك في اوج ازدهاره ومنذ ذلك الحين حتى اليوم لم يتأخر سداد قسط واحد رغم أن البنك زاد ربوحاته على القرض بنسبة 49%خلافا لتعليمات البنك المركزي التي تسميها قروضا ميسرة بنسبة7% “.
وأكد بأن أصولات التسديد موجودة حتى الشهر الماضي ولم يتبقى إلا القليل من القرض.
ومن الجدير بالتنويه أن الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والإجتماعي اعتذر مؤخرا عن تمويل الدراسات التحضيرية لمشروعي المياه والصرف الصحي واللامركزية وتنمية المدن الوسيطة في ولايتي الحوض الشرقي والحوض الغربي، ويبلغ الغلاف المالي لها 750 ألف دولار أمريكي أي ما يعادل حوالي 27.350.000 أوقية جديد.
المؤكد هنا أن السيدة ديفولب بوب دينج حصلت على مبلغ قرض يناهز 60 مليون أوقية قديمة من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي ما يثير شبهات كونها حصلت على امتيازات وتسهيلات من البنك المركزي في ظل تولي زوجها المدير الحالي لبنك موريتانيا الجديد والمدير السابق لإدارة الرقابة المصرفية في البنك المركزي.
رؤيا بوست