ليس دعوة إلى مقاطعة الوقفة الاحتجاجية، وإنما نريد التحقيق في مسألة وجوب المشاركة :
الذي يظهر والله أعلم أن مسألة المشاركة في الوقفة هي،وسيلة فقط للانكار على هؤلاء الكفار المستهزئين بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وهناك وسائل أخرى غيرها كثيرة ..
وليست هذه الوسيلة وحدها هي المتعينة حتى نقول بأنها واجبة ..
بالنسبة لي اعتقد بأن الموضوع ينبغي أن يتعامل معه بطريقة أخرى..
فهذا الاستهزاء الذي صدر من الرئيس الفرنسي وما تبعه من حملة ؛ ليس المقصود به مجرد الاستهزاء كما في المرات السابقة ..، وإنما المقصود به اليوم وقف المد الإسلامي الذي ينتشر في فرنسا ، ومحاولة خلق أزمة للمسلمين في هذا البلد ؛ من خلال جعل الإسلام دينا معاديا للقومية الفرنسية ..
وبالتالي فإن الذين يتعاطون مع الحدث بردة فعل غاضبة ليس لها من هدف إلا التراشق مع هؤلاء المسيئين قد يخدمون الأجندة الماكرونية من حيث لا يشعرون !
والمقاطعة الاقتصادية لن تكون لها جدوى إلا مع طول الزمن واستمرار الاحتقان ؛ وهذا الجو يستفيد منه ماكرون في محاصرة الإسلام ومنعه من التمدد في فرنسا ..
هل أصبح الأعداء يتحكمون في إثارتنا من خلال الإساءة إلى مقدساتنا ؟
هل أصبحنا كالثيران التي تثار باللون الاحمر امام الجماهير ..؟
هل أصبح الأعداء يحددون الوقت المناسب للمواجهة معنا من خلال الضغط على زر الإساءة إلى المقدسات ؟
ألم نتعلم من صلح الحديبية أن المواجهة قد لا تصلح في كل وقت ؟
بعد كل هذه الإساءات التي تكررت وما زالت تتكرر اما آن لنا أن نبحث في جدوائية هذه الوسائل التقليدية التي نواجه بها الإساءة؛ كالمظاهرات والمقاطعة الاقتصادية ؟
إلى متى تظل صحوتنا الدينية محصورة في ردات الأفعال؟
اما آن لنا أن نبتكر أفكارا جديدة لمواجهة هذه الإساءات المتكررة ؟
ولماذا لا تكون هذه الإساءة فرصة لنا لقلب الطاولة على الأعداء وفتح الكثير من الملفات التي لا يرغبون في فتحها ؟
مثال : إلا يمكن أن تكون هذه الإساءة مبررا لشن حملة من أجل مقاطعة الثقافة لفرنكفونية ؟
إلا يمكن أن تصدر مطالبات بشطب اللغة الفرنسية من مناهج التعليم ؟
إلا يمكن أن تصدر فتاوى تحرم تعليم اللغة الفرنسية ؟
إلا يمكن المطالبة بأن ينص الدستور على قطع العلاقة مع كل دولة يجيز قانونها اهانة المقدسات الإسلامية؟
ام أن الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا تستحق ذلك كله !
هل عرفتم الآن إلى كم نحن غير جادين في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم؟
إلا ينبغي أن نفكر في طريقة نمنع بها الاستهزاء بالمقدسات الإسلامية داخل دول غير اسلامية ؟
كثيرة هي الردود التي يمكن أن نفعلها بصمت دون التهارش مع ماكرون وطائفته لأن ذلك التهارش يخدم أغراضهم ..
وقد تقرر في الفقه أن المسيء يعامل بنقيض مراده .
موجبه: أن ما قاله الشيخ من وجوب المشاركة في الوقفة غير مسلم..لأن هذه الوقفة مجرد وسيلة في نظر البعض !
فلو زعم زاعم مثلا أن تفجير السفارة الفرنسية وسيلة لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم..فهل يحق له أن يقول بأن ذلك واجب ؟
وأما قول الشيخ بأن المشاركة واجبة على الجميع فأعتقد ان فيه مبالغة !
لأنا إذا سلمنا جدلا بأن المشاركة في هذه الوقفة واجبة ..فإن هذا الوجوب على الكفاية لا على العين ؛ لأن المقصود منه التجمع من أجل التعبير عن الاستنكار ؛ ويكفي من ذلك حضور بعض الناس ..بل إن حضور الجميع متعذر !
قال السبكي في “جمع الجوامع” : فرض الكفاية مهم يقصد حصوله من غير نظر بالذات إلى فاعله.
ولو أن الشيخ أطلق الوجوب في حق من أمكنه الوصول او من كان قريبا من مكان الوقفة لكان ذلك أسلم..
ومع هذا كله لا أدعو إلى الغياب عن هذه الوقفة ..وإنما اردت ان ابين أن القول بوجوب الحضور متعذر من الناحية الفقهية .
واخيرا نرجوا من فقهأئنا الذين يعلمون بأن لهم قدرة على تحريك الجماهير والتأثير على الرأي العام أن يتذكروا بأن الله تعالى لم يوجب عليهم نصرة النبي صلى الله عليه وسلم فقط ..
وإنما اوجب عليهم ايضا نصرة المسلمين المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها ..
فلماذا لا يدعون إلى مقاطعة الصين التي شرعت في ابادة المسلمين في تركستان الشرقية ؟
ولماذا لا يدعون إلى مقاطعة الهند التي أعلنت الحرب على المسلمين ؟
ولماذا لا يدعون إلى تحرك الجماهير من أجل التعبير عن رفض ما يتعرض له المسلمون من اضطهاد ؟
ام أن الدعوة إلى نصرة النبي صلى الله عليه وسلم؛ أصبحت مجرد موضة ؟ !!!
وهل ينتظر فقهاؤنا أن يقوم السياسيون بالدعوة إلى التظاهر نصرة لإخواننا المسلمين لكي يصدروا فتاوى بوجوب ذلك؟!!
كتبه :
محمد الامين ولد آقه.