بدأت دائرة الإدانة الدولية والإقليمية تتسع ضد استعدادات التدخل التركي في ليبيا، و تؤكد أنقرة أنّ حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل الأمم المتحدة طلبت منها دعما عسكريا “بريا وبحريا وجويا” بغية وضع حد لهجوم الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. وهذا هو الجواب الرسمي الذي تقدمه أنقرة عند السؤال عن هدفها في نشاط عسكري في شمال افريقيا.
التدخل الذي وصفه البرلمان الليبي بالغزو، دانته كل من مصر و الإمارات بشكل سريع، بعد تفويض البرلمان التركي لأردغان من أجل دعم حكومة السراج بما في ذلك إمكانية التدخل العسكري.
ويحظر اتفاق الصخيرات الذي انبثق عنه المجلس الرئاسي توقيع حكومة السراج اتفاقية بدون موافقة البرلمان وإجماع كافة أعضاء المجلس الرئاسي، وهو شيء لم يتحقق.
كما سيطرح تدخل انقرة عسكريا في ليبيا أسئلة من قبيل موقف الدول المغاربية من التدخل التركي، وهل ستتحول ليبيا إلى السيناريو السوري؟
وقد أعلنت وزارة الخارجية المصرية اليوم الإثنين، عن عقد اجتماع تنسيقي وزاري بالقاهرة، الأربعاء المقبل، يضم وزراء خارجية مصر وفرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص.
وقالت الوزارة، في بيان صحفي إن الاجتماع يبحث مُجمل التطورات المُتسارعة على المشهد الليبي مؤخرا، وسُبل دفع جهود التوصل إلى تسوية شاملة تتناول كل أوجه الأزمة الليبية، والتصدي إلى كل ما من شأنه عرقلة تلك الجهود، بالإضافة إلى التباحث حول مُجمل الأوضاع في منطقة شرق البحر المتوسط.
وعلى المستوى البرلماني، تجري استعدادات لعقد جلسة طارئة، لمناقشة خطر التدخل العسكري التركي في ليبيا، ومنح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تفويضًا من أجل مواجهة هذا الخطر.
كما من المحتمل أن يساهم تدخل عسكري تركي في ليبيا في زيادة التوتر مع عواصم أوروبية مثل باريس ولندن وبرلين. جدير بالذكر أن الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون عبر الجمعة عن قلقه من “مخاطر التصعيد” في ليبيا “المرتبطة بتزايد التدخلات العسكرية الأجنبية”، بحسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية غداة سماح برلمان أنقرة بنشر قوات تركية في ليبيا.
وقد أصدر أردوغان تصريحات استفزازية اعتبر خلالها الرئيس التركي في خطاب له أمام حزبه أن ليبيا تعتبر إرثا للعثمانيي، وأن مصطفى كمال اتاتوترك قاتل فيها في مزج مريب بين مؤسس الدولة العلمانية التركية الحديثة، والدولة العثماينة التركية التي استعمرت بلدان شمال إفريقيا تحت يافطة دينية.
الحقيقة أن حكومة السراج تطلب تدخلا تركياً “واسع النطاق” من شأنه “تغيير مسار الحرب” في وقت أنّ قوات الجيش الليبي الموالية للواء خليفة حفتر المدعومة من دولة الإمارات ومصر وربما من موسكو وبعض الدول الغربية، تقف عند أبواب طرابلس. وفي في حالة كهذه، يمكن للدعم أن يأخذ شكل إرسال “لواء عسكري يحوز على مقاتلات “اف-16” وقوات بحرية لحماية طرابلس من الهجمات البحرية، وهذا يعني قوات من نحو 3 آلاف عنصر حسب خبراء عسكريين.
وفي إطار تطورات المشهد الليبيدخلت قوات الجيش الوطني الليبي مساء اليوم مدينة سرت الساحلية دون إطلاق رصاصة واحدة، وهي مدينة ساحلية ذات أهيمة معنوية واستراتيجية، وهو مؤشر على التأييد الشعبي الكبير الذي تحظى به قوات الجيش الوطني الليبي المدعوم من دولة الإمارات ومصر .