غرافيتي

الطالب ولد لحبيب الدبلوماسي الذي “غمطته” الخارجية حقه

الطالب ولد احبيب هو شخصية تعمل في صمت تبتعد عن الأضواء وتقترب من القلوب، لقد جسد ذلك خلال قرابة عشرين سنة من العمل في الدبلوماسية تخللتها العديد من الأحداث والحروب التي تصقل معدن الرجال وتكون الدبولماسية فيها بموازاة السلاح وعاملا حاسما في النجاة وإنقاذ الأرواح والممتلكات، ولقد كان آخر المغادرين من العاصمة الليبية طرابلس التي تعرضت لقصف شديد من حلف شمال الأطلسي خاصة قرب الحي الذي توجد به سفارة الجمهورية الإسلامية الموريتانية، لقد غادر بعد أن اطمأن على آخر موريتاني يريد العودة لبلده حتى يقوم بتسهيل الإجراءات.

وقبل ذلك في ليبيا اقتحم عشرات الطلاب الموريتانيين الزنوج مباني السفارة الموريتانية -ليس من أجل الاحتجاج- وإنما من أجل الوصول إلى الطالب ولد لحبيب والتعبير عن شكرهم وامتنانهم له في رسالة قل نظيرها.

لقد واصل بعد ذلك من تونس وشهدت له الجالية السعي الدائم و التفاني بخدمتها بعد أن غامر الشباب الموريتاني نحو بؤر الصراع بحثا عن لقمة العيش في الحدود الليبية التشادية، حيث المليشيات هي سيدة الموقف هناك، وتميز العديد منهم بعدم الانضباط وعرض حياته للخطر الداهم حيث اختطف عشرات الموريتانيين خلال السنوات الماضية لكن الدبولماسي الطالب كان حضرا للتوسط من أجل إنقاذ هؤلاء واستخدم علاقته الودية والمتشعبة مع الليبيين من أجل إطلاق سراح المختطفين الموريتانيين في حوادث عديدة يضيق المقام عن ذكرها.

اليوم تضع الخارجية الموريتانية كل هذه الخبرات المتراكمة، والعمل الدؤوب في المرآب، كما أنه لم يحظى بأي توشيح أو ترقية تناسب خدماته الجليلة للمغتربين،  عوضا عن أن تستفيد الحكومة من هذا الدبلوماسي الحاذق الذي يتمتع بمعرفة مستفيضة بأعراف وأصول العمل الدبلوماسي، ولما يتميز به صفات وثقافة مكنته من الاطلاع  على عادات وتقاليد وتاريخ الشعوب التي عمل في دولها.

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى