تنفست الصعداء وأنا فى غربتي عنك يا وطني العزيز..
حينما حسم الأمر لصالح الحق .
التصويت على هذا القانون كان فرض كفاية جزى الله من أداه نيابة عن أمة المعروف.. وعن مجتمع التكافل .. مجتمع الشناقطة .. التائه فى غياهب اقداره بحثا عن دولة تجسده بقيمه واخلاقه الفاضلة النبيلة المستقاة من تعاليم دينه الاسلامي الحنيف الناصع..
كنا نريد دولة المجتمع ومن أجلها جاهد وقاوم الآباء والأجداد .. لقد رمت بهم يد المستعمر الغاشم فى السجون والمنفى .. شمالا وجنوبا.
لكنهم رغم كل ذلك أقاموا الحجة وجمعوا الشتات وأظهروا مكانة الحق بالحق .
فقرر المستعمر الفرنسي أن يواجههم بأسلوب آخر.. فبدأ فى إقامة وصناعة مجتمع الدولة على حساب مشروع دولة المجتمع.
لم يكن ذلك فى موريتانيا وحدها بل فى كل الدول الافريقية التي كانت تحت النفوذ الفرنسي المغرور.
واليوم بدأ سحر الغدر يرجع على صاحبه.
وبدأ مجتمع الدولة يشعر بسراب أبهة الساحر الذي جعل من أعماق المحيطات مقابره الجماعية لأبناء دولنا الافريقية المكلومة.
فهل يستيقظ ضميرنا الحضاري ليجسد صورة المجتمع القابعة ببريقها تحت صدإ الدعاية والاتهامات الباطلة والقذف بتجريم المجتمع المسلم والمسالم بخطاب مجتمع الدولة المستلب ؟
إنها لحظة مهيبة لنميز فى وعي الشعب بل وكل الشعوب الافريقية انه يوجد فرق كبير بين ثنائيات متنافرة …بين القبلية المقيتة والقبيلة الفاضلة
وبين الجهوية السخيفة والانتماء لجهة بعينها يشكل التعلق بها وجها من اوجه الوفاء
وبين العنصرية النتنة والانتماء لعنصر بشري بذاته يشكل الاعتزاز به نوعا من اوجه النبل وصفاء الانتماء…
من هذه المشكاة يصدر اعتزازي باقرار قانون حماية المقدسات واستشعر انه اول منصة وطنية ستجمع بين المجتمعين الذين يحملان تاريخا مشتركا ويواجهان واقعا مشتركا ويصنعان مستقبلا مشتركا.
وأختم بالعتب على القائمين على تسيير المنابر العمومية أيا كانت أمنية أو اقتصادية او ثقافية أو سياسية او اعلامية.. لأنهم باختصار شديد فضلوا ان يخصصوا مساحات للأصوات المنكرة والأفعال المشينة على حساب أصحاب القول الحسن والفعل المعتدل .
نعم هذا ماحدث ولا يزال واقعا نعيشه بكل مظاهره فى حياتنا اليومية .
فقد آن الأوان أن تصحو ضمائر من ولاهم الله أمر هذا الشعب النبيل وأن يزنوا الأمر بميزان القسم الذي نصت عليه المادة 29 من الدستور.
وفى ختام هذه الاشارات أحيلكم لرابط تضمن خطابا لاحد شخصيات المجتمع المغيب وبيانه فى اعقاب محاولة اغتيال السلم الاجتماعي على غرار ماحدث فى نهاية الثمانينيات.
إنه نموذج من رزانة المجتمع الذي نشير على تغييب قيمه لقد كان لهذا الامام بتوفيق من الله كل الفضل فى اخماد نار الفتنة والشعب فى ضجيج الانغماس فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة.. وما رافقها من محاولات التشويش على السكينة والاستقرار.
لقد كان القصر الرمادي .. القصر الرئاسي حينها .. أول من اتصل على صاحب البيان ..صاحب التوفيق فى اخماد النيران وهزيمة الشيطان..
لكن يكفي ان الرجل واعوانه هم من اخمدوا الفتنة وعالجوا المصاب وللقصة بقية ياؤلي الألباب .
http://atlasinfo.info/node/23087