
أجرت جريدة صوت الأزهر الناطقة الإعلامية باسم مشيخة الأزهر الشريف في جمهورية مصر العربية حوارا عبر منبرها الإعلامي الواسع الانتشار مع الدكتور/ الشيخ ولد الزين ولد الإمام الأمين العام لمنتدي الفكر الإسلامي وحوار الثقافات، تناول إشكالية الخلاف والتأويل الفقهي، والتطرف العنيف، دور المنتدى في ترسيخ ونشر خطاب السلام.
نص الحوار:
من فترة لآخري يصف البعض الفكر الإسلامي بالجمود كيف تري ذلك ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على النبي الكريم
أريد فى المبتدأ أن أرحب بكم وأن أعبر لكم عن إعتزازي بالحديث والإستضافة فى هذاالمنبر الرائع .ليس هناك فى العالم الإسلاميوخصوصا عند أهل السنة والجماعة منبر أكثر رفعة وسموقا من منبر الأزهر الشريف.
إنه منبر اعتلاه أكابر الأمة ومن خلاله ظلت راية الاسلام السني المعتدل خفاقة عبر العصور.
ونحن فى بلاد شنقيط موريتانيا نعرف لهذا المنبر مكانته ونتشرف بالقادم منه و بالفتوى الصادرة عن مجمعه المعصوم عصمة إجماعالأمة .
ردا على سؤالكم نقول إن المقولة الواصفة للفكر الإسلامي بالجمود فيها بعض الحقيقة وفيها بعض الزيف ..
فأما ما فيها من الحقيقة فهو كون أدوات إنتاج الفقه متقادمة ولم يستجد منها بعد أبي اسحق الشاطبي الشيئ الكثير ..
نحن نعلم أن الشافعي هو الذى وضع القواعد العامة لعلم أصول الفقه أي علم الإستنباط وأن تلك القواعد كانت جوابا لسؤال حضاري ..
ونحن نعلم أن هذه الأدوات قد نضجت مع إمام الحرمين الجويني واحترقت مع أبي حامد الغزالي من خلال كتابه المستصفى
وأن علم الأصول أو تلك القواعد الاستنباطية قد نضجت واحترقت وأن أبى اسحاق الشاطبي قد فتح بابا لم يفتح قبله ولم يغلق حتى الآن ..
الشاهد فى هذا أنه إذا لم تتجدد أدوات الإستنباط الأصولي فلن ننتج إلا فقها مشابها لفقه يصلح لزمان معين قد لا يصلح لضرورات عصرنا ذلك لأن أداة إنتاج اللبن (المول )
لن تنتج الا نوعا واحدا من اللبن
واذا كنا نريد لبنا من نوع آخر فلا بد من تغيير أداة إنتاجه ..
إذن من هذه الناحية هناك ركود ..
وأما من حيث القدرة على التجدد فإن الفقه الاسلامي لأنه التعبير الواقعي عن هذه الشريعة و لأن الشريعة باقية ما بقي الزمان.
فمن هذه الناحية هذه المقولة زائفة ولا بد أن تكون كذلك ..
البعض يصف الخطاب الديني بأنه أصل الأزمات التي تعاني منها الأمة كيف تري هذا وما التحديات التي تقف عائقاأمام نهضتها؟
فى هذا بعض الحقيقة أيضا ذلك أن الفهم والتأويل الخاطئ جرا على الأمة من الفتن ما لا يعلمه الا الله ولقد كان الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم قد حذر من قارئ القرآن المنسلخ من آيات الله نسأل الله السلامة والعافية وحسن الخاتمة.
حيث قال صلى الله عليه فى الحديث الذى رواه ابن حبان في صحيحه قال ( : إن ما أتخوف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رئيت بهجتهعليه وكان ردئا للإسلام غيره إلى ماشاء الله فانسلخ منه ونبذه وراء ظهره وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك، قال قلت يا نبي الله أيهماأولى بالشرك المرمي أم الرامي قال بل الرامي . اهــــ
وقد رواه أبو يعلى بنفس السند بلفظ قريب من هذا، وجود إسناده ابن كثير فذكره فى معرض تفسيره لقوله تعالى : وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيآَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ .. الآية { الأعراف: 175 }.
وقد صحح هذا الحديث الشيخ الألباني .
إذن إشكالية الفهم والتأويل تظل ضمن معيقات البناء الحضاري و هي معضلة عانت منها الأمة فى بداية نشأتها ثم خمدت حقبا وعادتمثل البركان الهائج لتأتي على بنيان الٱمة من قواعده ولقد كان علي كرم الله وجهه قد فطن لهذا الإشكال حيث أوصى ابن عباس عند مجادلته للخوارج قائلا : جادلهم بالسنة ولا تجادلهم بالقرآن لٱنه حمال .
إن غياب معايير ضابطة للفهم هو سبب الارباك الحاصل فى الفكر الاسلامي فعندما يتم تغييب المعايير الحاكمة يصبح الجميع حاله.
وكل يدعي وصلا بليلى
وليلى لا تقر لهم بذاكا
اذا اشتبكت دموع فى جفون
تبين من بكى ممن تباكى
أما عن قصة النهوض فلست ممن يربطها كثيرا بالإلتزام الديني ذلك لأنني أعتبر شروط التقدم الدنيوي ليست بالضرورة مرتبطة بشروطالنجاة فى الآخرة ..
فالبناء الحضاري مرتبط أساسا بأسباب محايدة يستوى فيها المؤمن والكافر ووضعها الله سبحانه وتعالى ليأخذ بها الإنسان حيث كانفالسماء لا تمطر ذهبا ومن جد وجد ومن زرع حصد بغض النظر عن دينه وبغض النظر عن نجاته فى تلك الدار التي هي دار القرار ..
التقدم الحضاري مرتبط بالعلم والعمل فمن أخذ بها تقدم ومن لم يأخذ بها تأخر ولو كان ابراهيم بن أدهم أو الجنيد السالك ..
• أصبح الخلاف الفقهي أحد الأسباب الرئيسية لتفرق الأمة وإحداث الإنشقاقات والإختلافات ؟
الخلاف الفقهي والمذاهب الفقهية ليست سببا أبدا فى انشقاق الأمة بل رحمة بالأمة بل إن محاولة القفز على المذاهب الفقهية وبدعةاللامذهبية هي سبب الفتنة ..
ذلك لأن الخلاف الفقهي رحمة بالأمة وتوسعة وأسبابه موضوعية وليست عن تشه أو عن رغبة فى الخلاف لكن اللغة ودلالات الالفاظ ومناطات الأحكام وسياقات الدليل هي مسوغاته وأسبابه ..
من نظر فى كتاب الميزان الكبرى للشعراني تبين له أن المذاهب الفقهية تتنزل على المكلفين بحسب أحوالهم من السعة والضيق
وأن الخروج من هذا الى هذا لمندوحة وحاجة لا نكير فيه عند العلماء المحققين ..
• كيف ترى سماحتكم التعاون بين المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي؟
تحتاج الأمة مزيدا من التفاعل بين المؤسسات الدينية الحكومية والشعبية وأن يتم تشعيب الرسمية أي تكون أكثر شعبية وقربا من الشعب.
كما نحتاج ترسيم الشعبية أي أن تكون أكثر واقعية ورسمية ..
• كل الشعائر الإسلامية تدعو إلي الوحدة والتعاون والتكامل ولكن علي أرض الواقع لا نجد إلا التمزق والفرقة بينالمجتمعات الإسلامية ؟
قلت مرة إن فى الإسلام شعائر و قيما وأن شعائره تؤدي الى النجاة فى الآخرة لكنها لا تؤدي بالضرورة الى التقدم الدنيوي.
وأن قيم الدين كالمحبة والوفاء والصدق والتعاون هي مرتكزات تقدم الأمة وأظن أن اشكالية الأمة تكمن فى حصول فراغ كبير فى الإلتزام بقيم الدين بالرغم من التوسع فى شعائره فى بعض الاحيان !!
• ما الذي يقدمه منتدي الفكر الاسلامي وحوار الثقافات للتوافق بين الرؤي المختلفة لبيان صحيح الدين الاسلامي فيالمحافل والتجمعات الدولية ؟
نحن نحاول من خلال شتى المنابر بيان الرؤية الصحيحة لهذا الدين ..
اننا نعتبر أن إختطاف الأبرياء باسم الإسلام اختطاف للإسلام نفسه وأن الإعتداء على الآمنين باسم الدين هو إعتداء على الدين نفسه ..
وهناك مشاغل فكرية عديدة نحاول العمل ضمنها كقضايا المرأة والطفل وحقوق الانسان وكذلك نفض الغبار عن بعض المدونات التراثيةالهامة .
وقد عقدنا ندوات دولية و وطنية وشاركنا بحمد الله فى مؤتمرات دولية فى أمريكا والصين والكثير من البلدان العربية والافريقية ضمن هذاالمشغل العلمي .
• ما الذي تقدمونه معاليكم لمعالجة ظواهر التطرف والتشدد والإرهاب الذي بات يعاني منها العالم الآن ؟
كما قلت سابقا فإن الارباك الحاصل فى الأمة له أسباب متعددة وظاهرة التطرف ليست جديدة على الفكر الاسلامي بل إنها ظهرت حتى والقرآن ما زال ينزل .
ألم يأت رجل الى النبي صلى الله وسلم واتهمه بعدم العدل والانصاف حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم
” إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ رَطْبًا ، لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ”
قال الراوي : وَأَظُنُّهُ قَالَ : ” لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ ثَمُودَ ”
وإن أهم ما يجب القيام به هو بيان زيف وبطلان حجج التطرف و الغلو و بيان الفهم الصحيح والتأويل السليم لظواهر وعمومات القرآن الكريمالتى هي مشجب يعلق عليه هؤلاء أقاويلهم ..
• تتبني الجماعات الارهابية الاختلافات الفقهية منهجا لأحداث الفتن والصراعات التي نجدها في كل مكان كيف نواجههذا ؟
الجماعات الإرهابية لم تنبت فى الحقل الفقهي بل نبتت فى حقول معرفية أخرى لعل منها الفلسفة والفكر والسياسة ..
ولإنها خرجت من دائرة بعيدة من الفقه تلقفتها رياح الظاهرية وذهبت بها كل مذهب.
والظاهرية لا يعدون من أهل الفقه وينعقد الإجماع بدونهم كما يقول الآمدي فى الإحكام ..
• كيف نحدد ضوابط إدارة الخلاف الفقهي في كل رأي من الآراء الاجتهادية لإيجاد حلول مشاكل الأمة الإسلامية؟
الخلاف الفقهي مضبوط بضوابط منهجية أولها أنه لا نكير فيه على أحد فإن المختلف فيه لا حسبة فيه بمعنى أن الإختلاف الفقهي توسعةللأمة ورحمة بالمكلفين ..
وكما قال عمر بن الخطاب لكاتبه عندما كتب هذا ما قضى به الله
قال له امح هذا فانك لا تدرى أصاب عمر أم أخطأ بل اكتب هذا ما قضى به عمر ..
منهج العلماء فى الخلاف الفقهي عبر عنه الشافعي بقوله رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.
• أصبحت صورة العالم الإسلامي بسبب هذه الاختلافات الفقهية تستغل من قبل اعداءه للترويج بتشويه الاسلام وبيانه علي غير حقيقته ؟
صحيح أن صورة الإسلام ضبابية يلفها ضباب كثير ..
فالإسلام يعاني معاناة مزدوجة من أعدائه أٱبنائه فأما أعداؤه فيشوهونه بسبب وبدون سبب وأما أبناؤه فيرتكبون الموبيقات باسمه ولا يميزالناس بين الصورة الزائفة والصورة الناصعة لهذا الدين الخاتم !!
• دأبت التيارات المتطرفة علي مهاجمة المؤسسات الدينية والعلماء الثقات حتى يخلو لها الساحة لنشر أفكارها المتطرفةكيف تري ذلك وما تأثير ذلك علي مستقبل الدعوة ؟
تهتم التيارات المتطرفة بنزع الثقة من العلماء و هي إستراتيجية خطيرة تؤدي إلى إنفلات المجتمع من ربقة الدين ..ولقد أدت هذه الحملات الىتصدر مجموعات شوهت الدين ولعبت بالبلدان ومزقت المجتمعات أشد التمزيق .
ولا شك أن إعادة الثقة الى العلماء تعتبر من أولويات أي عمل جاد يعيد للإمة بعض ألفتها ووحدتها ولقد قيل
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم.
ولا سراة إذا جهالهم سادوا
والبيت لا يبتنى إلا له عمد
ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
فإن تجمع أوتاد وأعمدة
لمعشر بلغوا الأمر الذى كادوا
• كيف ندعم التعايش السلمي والحوار لأستقرار بالمجتمعات في ظل هذه الصراعات التي تعج بها الأمة الإسلامية ؟
التعايش السلمي إلتزام إسلامي وسلوك المؤمنين وللتدليل على ذلك نذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى سنوات و هو في مكة يصلىبجوار الكعبة وحوله الأصنام ولم يكسر منها واحدا ولم يؤذ مشركا بل هم الذين آذوا صحبه وعذبوهم ونفوهم ..
وللتدليل على ذلك نذكر بصحيفة المدينة التى كتبها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم تبيانا للعلاقات والواجبات بين طوائف مجتمع المدينةمن يهود و مسلمين ..
التعايش موقف استراتيجي فى المنظومة الإسلامية وليس موقفا تكتيكيا ..
إن إعادة قراءة المنظومة الحاكمة للعلاقات الانسانية من منظور إسلامي تؤكد ما ذهبنا إليه .
إن المسلم يتعايش مع الوالدين الكافرين ويتعايش مع الزوجة المخالفة فى الدين والملة ويتعايش مع الجيران المختلفين فى الدين.
والشواهد على هذا من الكتاب والسنة كثيرة عصية على الحصر و التعداد ..
• الغرب دائما ما يتلاعب بالمصطلحات كالارهاب الاسلامي أو يصف بالجمود لتخويف الناس منه كيف تردون علي هذهالأفتراءات ومن الذي يقف وراء الإسلاموفوبيا وهل هناك ما يسمى بصراع الحضارات ؟
فعلا هناك حرب مصطلحات تحتاج من أهل الشأن الوقوف ضدها و بيان و توضيح زيف بعض الدعايات التى تلتحف بشعارات معينةملهمة للشعوب ..
لا شك أن موجة العداء للإسلام او الإسلامفوبيا تقف وراءها لوبيات يهودية معادية للاسلام.
لكن أيضا يقع المسلمون فى بعض الشراك والحبائل التى توضع لهم فى بعض الاحيان ..
• كيف يتم التنسيق بين الجاليات الإسلامية حول العالم والتي تقدر بالملايين لتوحيد الجهود لأظهار صورة الإسلامالصحيحة ؟
من فضل الله على المسلمين أنه لا يوجد اليوم مكان فى الارض الا وينادى فيه بصوت مرتفع بقول لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله.
وأنه في أغلب بقاع الدنيا لا يجدون مانعا من إظهار دينهم ..هذه نعمة كبرى ..
من واجب الجاليات إظهار قيم الدين فى التسامح والحب والتعاون وبهذا يكون المسلمون قدوة العالم فى كل مكان ..
• وثيقة الأخوة الإنسانية جاءت لتخلص العالم من الصراعات والحروب خصصت الأمم المتحدة يوم 4 فبراير هل سيساعدعلي أعادة اللحمة بين بني البشر من جديد لتتماسك فكيف ترون سبل تطبيقها في كافة المجتمعات ؟
هذه الوثيقة لا أعرفها وان كنت تقصد وثيقة مكة التى صدرت عن رابطة العالم الاسلامي فتلك وثيقة مهمة تستحق أن تدرس وتعمم فى كلالمحافل لما أحتوت عليه من قيم إسلامية سامية.
• كيف ترون دور الأزهر الشريف حول العالم ومعالجته للقضايا ومواقفه للإنسانية وما مدي تعاونكم معه ؟
كما ذكرت سابقا فالأزهر هو عنوان الاسلام السني بل هو عنوان الاسلام وليس فى العالم اليوم والامس مؤسسة عريقة تحظى بإجماعالعلماء وبتزكية الصلحاء مثل ما يحظى به الٱزهر الشريف .
و نحن نقول فيه ما قال احمد شوقي رحمه الله
يا معهدا افنى القرون جداره
وطوى الليالي ركنه والاعصرا
ومشى على يبس المشارق نوره
واضاء ابيض لجها والاحمرا
واتى الزمان عليه يحمى سنة
ويذود عن نسك ويمنع مشعرا
الى ان يقول
ان الذى جعل العتيق مثابة
جعل الكناني المبارك كوثرا
أعتبر أنه من واجب العلماء فى شتى أقطار العالم الإلتفاف على الٱزهر الشريف واعتباره المرجعية الوحيدة لاهل السنة والجماعة .
وأظن أنه من المهم أن يفتح الأزهر لعلماء العالم الاسلامي من خارج مصر للمشاركة فى مجمعه العلمي و مجلسه الافتائي وٱن يضم مجمعالبحوث فى الازهر علماء من كل أنحاء العالم ولا يقتصر على علماء مصر وحدهم وإن كان علماء مصر فيهم بركة قد تغني عن غيرهم ..
• الانترنت ومواقع التواصل الأجتماعي أصبحت بيئة خصبة لانتشار المعلومات الدينية المغلوطة والفتاوي المغلفةبالجهل والمضللة كيف مواجهتها تكنولوجياً ؟
تشكل الفتوى الطائرة إشكالا معاصرا
ذلك لإنه وكما يقول القرافي فى الفروق لا يجوز للمفتى ان يتكلم فى النازلة حتى يعرف عادة المستفتي وواقعه .
وٱما اليوم فالمفتي يتكلم وهو فى مصر أو شنقيط فى نازلة تخص الصين وهكذا متغافلا فى ذلك عن الواقع الذى هو ركن مكين من أركانالفتوى ..
وقد قال النابغة الغلاوي الشنقيطي
فأحذر جمودك على ما فى الكتب
فيما جرى عرف به بل منه تب
لانه الضلال والإضلال
وقد خلت من أهلها الأطلال
• ما الرسائل التي تريد توجيهها ولمن ؟
أريد فى نهاية المقابلة أن أشكركم وأن أدعو لنا ولكم بحسن الخاتمة وقبول الأعمال.
وأريد التأكيد على أنه إذا كان لكل مؤسسة إسلامية علماء يخصونها فإن مؤسسة الأزهر ظلت دائما محل تقدير واحترام من علماء الأقطاركلها .
وأيد أن أسجل هنا أننا ممتنون لمصر لما أنجبته من علماء ولما أسدته للأمة الاسلامية من فضل
وأننا فى بلاد شنقيط لسنا ممن ينكر جميل الأزهر على الأمة فى ساف الدهر وحاضره .
ونسأل المولى عز وجل أن يتواصل عطاء الأزهر الشريف فى نشر الاسلام فى قيمه السمحة وعقيدته الوسطية وسطية هذا الأمة
وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء غلى الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا
ومقام الشهادة يقتضى العدل والانصاف
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي وغلى اله وصحبه أجمعين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
حاوره: مصطفى هنداوي