
رؤيا بوست: من المستغرب أن تمتلئ الصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات تحمل بصمات واضحة لمخطط يستهدف التأثير على صورة الشركة الموريتانية للطيران الدولي، ولعلنا لم نتوصل لهذا الاستنتاج عن فراغ، ففي الوقت الذي تمكنت الشركة من مضاعفة عدد ركابها خلال العام الجاري 2022، واستعدادها لافتتاح خطوط جديدة في كل من نواكشوط باريس، نواكشوط نيامي جدة، ونواكشوط أنقرة، ترى هؤلاء الببغاوات يعيدون نشر هذه التدوينات المشوهة والتعليق عليها، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء التحقق ويضربون عرض الحائط بكل توضيحات وبيانات الشركة بالخصوص، في حين يستمتعون بمشاركة أخبار تخص الشركة بعضها من قرابة سنة كما هو حال صورة مصعد الطائرة في مطار بنواذيبو.
لكن مقتضيات التطور والتوسع والتشبث بالحفاظ على النظم الدولية للسلامة، لا تعني التغاضي عن شكاوى بعض الزبناء، بأية حال و عدم تقبل الشركة لضرورة تحسين خدماتها داخل الطائرة و في المطارات، والاستجابة المتواصلة لرفاهية الزبناء وراحتهم، وعدم ضياع الأمتعة.
والسعي لتحسين خدمات الشحن الجويعلى متن طائرات الشركة، للشاحنين الذين يرغبون في الحفاظ على مخزونهم وسلعهم التي قد تتعرض للتلف.
أسباب توقف الطائرات .. (صيانة روتينية.. وأخطاء إدارات سابقة):
.التوقف الذي شهدتهه بعض رحلات الشركة الموريتانية للطيران كان روتينيا أو بدواعي السلامة كما يحصل في كل شركات الطيران الدولية، ويرجع توقف بعض الطائرات عن العمل مؤقتا بسبب عمليات صيانة دورية روتينية، والبعض الأخر بسبب السعي لاقتناء محركات حديثة.
ومن بين أهم تلك الطائرات بوينغ 737- ماكس 8 فخر الأسطول الوطني حيث تم اقتنائها من المصنع بمحرك مستعمل، عوضا عن الأخطاء الصناعية التي طالت هذا الموديل حتى أصدر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قرارا بتوقيفه، وهو ما حذرت منه رؤيا بوست منذ اربع سنوات في هذا التقرير.
لكن ما استغله هؤلاء هو توقف طائرات في أوقات متقاربة واستغلال رواد السوشيل ميديا لاحتياطات السلامة لتأخر بعض الرحلات الجوية من أجل التحامل على الشركة.
أسباب توقف الطائرات في فترة متقاربة:
تتوفر الشركة على ستة طائرات في الخدمة واثنتان خارج الخدمة وهما اللتنا بدأت بهما الشركة عند الافتتاح، لم يتحدث عنهم أي مدون أو صحفي، تم بيع ماكناتهما في فترة المدير السابق ولد بناهي في صفقات غامضة، ولم نرى حملة من قبل المدونين وهما طائرتا بوينغ 737-500، 737-500 كلاسيك.
الطائرة 737 -700 توقفت في فترة المديرة السابقة آمال ولم تقم الإدارية حينها باقتناء محرك أو معالجة المحرك قل خروجه من الخدمة، وحسب المعلومات التي وصلت رؤيا بوست تم اقتناء محرك حديث لهذه الطائرة وستدخل الخدمة قريبا بشكل أفضل تقنيا.
بوينع 737-800 كانت في طريقها للصيانة الدورية التي يتم إجرائها في كل شركات الطيران في العالم .
بوينغ 737 ماكس-8 مشكلة توقفها هو بداية صفقة اقتنائها من الأساس كما أشرنا سابقا في تقرير لرؤيا بوست، حيث تم شراء محرك LEB مستعمل رغم أن الطائرة تم الترويج لها بأنها أول طائرة حديثة من هذا الموديل تحلق في إجواء إفريقيا، إلا أنه من غير الاستراتيجي أن تشتري شركة طيران حديثة أسطولا غير متجانس وطائرات لم يتم تجريبها لتتحمل الأخطاء الفنية المتوقعة وهو ما ثبت بعد.
طائرة بوينغ 700 كانت متوقفة سابقاً وأحد محركاته CLCمتعطل منذ فترة المديرة السابقة آمال بنت مولود، وقد بعثت الإدارة الحالية لتصليح المحرك في شركة متخصصة وسيصل في غضون أسبوعين على أبعد تقدير.
وقد حصل كل هذا مع صيانة دورية اعتيادية لطائرتي بوينغ 737-800 CLE وأمبراير 175 وقد قامت الشركة بتأجير طائرات، وكانت الرحلات تسير بشكل طبيعي، والغريب كذلك أن رواد مواقع التواصل الإجتماعي لم يلحظوا أن الإدارات السابقة لم تقم بتأجير طائرات لنقل الركاب في حالة عطل فني حيث كان زبناء الشركة يمضون أوقات عصيبة في مطارات الدول الأجنبية حتى وصول طائرة نواكشوط وهو ما يكلف الشركة خسارة زبائنها .
إن توقيف طائرات الأسطول دليل واضح على حرص الشركة على الصيانة والسلامة قبل أي شيء، وتأجير طائرات على حساب الشركة لاستمرار الرحلات بشكل اعتيادي.
وقد عملت الإدارة على تحسين ظرف الفنيين والعاملين في الشركة بدل اكتتاب الأقارب وغير المؤهلين حتى يكونوا عبئا على كاهل الشركة كما حصل سابقاً.
من الواضح أن التحامل على الشركة الموريتانية للطيران الدولي يحمل ابعاداً سياسية وشخصية، بعد أن تضررت مصالح لوبي الفساد داخل الشركة وتم ضبطه بتجاوزات تسيير ومخالفات، ليعمل على تسريب كل خبر أو عطل روتيني اعتيادي يحصل في مجمل شركات الطيران للإضرار بسمعة الشركة، والغريب أن عًراب هذه الحملة على الموريتانية للطيران لم نسمع لهم حسا عندما كانت رؤيا بوست تنشر تحقيقات مدققة وبمعلومات موثقة عن أخطاء الشركة ومخالفتها خلال فترة المديرين السابقين، إلا أن السبب يمكن استخلاصه في كوننا نكتب –في كثير من الأحيان- بهدف الإصلاح وليس بدوافع مادية أو سياسية، أو للإثارة والعمالة لجهات منافسة ولوبيات فساد.
ولدينا شواهد عديدة من أبرزها انتقادنا للشركة بعد إبرامها لصفقة طائرة أوكار ماكس 8 والتقرير منشور ، وهو ما أكده تقرير أعده مكتب إيزاس باكر تيللي للدراسات في 2018-01-11 عن انعدام مخطط مشتريات لدى الموريتانية للطيران الدولي، وغياب الموافقة على خطة الإشهار، وعدم الكشف بشكل كاف عن التقرير الخاص بالعقود المبرمة بشكل مباشر”التراضي”..
كما قمنا بطرح الاسئلة المتكررة على أعضاء الحكومة في المؤتمرات الصحفية حول أٍسباب الخلل الذي تعاني منه بعض طائرات الشركة وكان آخره إنزال رئيس الجمهورية السابق من إحدى طائرات الشركة بعد صعوده رفقة الوفد الرئاسية، واستقلاله لطائرة اخرى بعد تعطل طائرات أوكار في بامكو، وقد اجاب الناطق باسم الحكومة حينها بضرورة التستر على ما وصفه بالأخطاء الهامشية التي تحدث في الكثير من المطارات وذلك في 2019-04-11.
إلا أن كل هذه الأحداث لم تثر حفيظة الرأي العام لأنها كانت تحقيقات وأخبار صحفية هدفها النقد البناء وليس تصفية الحسابات والتحامل على مؤسسة وطنية سيادية.
.من الواضح أن الحملة يقودها مستفيدون من شركات طيران دول مجاورة لوبيات فساد داخل الشركة كانت تعرقل افتتاح خطوط طيران جديدة رغم قدرة الشركة على ذلك بسبب علاقات محتملة ب شركات طيران أجنبية .
ومن غير المعقول أن تكون شركة مقبلة على الإفلاس بافتتاح خطوط جديدة وإنما هو دليل واضح على حسن الإدارة وفعالية الاستراتيجية رغم ما ورثته الإدارية الحالية من أخطاء في التسيير والتخطيط.
رؤيا بوست