رؤيا بوست: لقيت مساعي جهة نواكشوط تغيير إسم شارع الزعيم العربي الإفريقي جمال عبد الناصر انتقادات واسعة من المفكرين والكتاب والمدونيبن، والسياسيين، معتبرين بأن تسمية الشارع بشارع الوحدة الوطنية تغيير في غير محله، وهناك بدائل عديدة دون المساس بتسمية تعلق بها وجدان الشعب الموريتاني، ودعاة التحرر خلال حقبة من التاريخ.
كما أن الزعيم جمال عبد الناصر كان رمزا للتحرر وعنوانا لاحتضان الأفارقة ودعم حركات التحرر من الاستعمار .
وقد قال في هذا الصدد:”..إننا لن نستطيع بحال من الأحوال ـ حتى لو أردنا ــ أن نقف بمعزل عن الصراع الدامي المخيف الذي يدور اليوم في أعماق أفريقيا بين خمسة ملايين من البيض ومائتي مليون من الأفريقيين. لا نستطيع لسبب هام وبدهي، هو أننا في أفريقيا. ولسوف تظل شعوب القارة تتطلع إلينا، نحن الذين نحرس الباب الشمالي للقارة، والذين نُعتبر صلتها بالعالم الخارجي كله. ولن نستطيع بحال من الأحوال أن نتخلى عن مسؤوليتنا في المعاونة بكل ما نستطيع على نشر الوعي والحضارة حتى أعماق الغابة العذراء».
ورغم ذلك، ورغم أنّ عبد الناصر انتقل من التنظير إلى التطبيق فساند معظم حركات التحرر الأفريقية مادياً ومعنوياً، إلا أن الحركات المرتبطة بالاستعمار حاولت تشويه هذا التوجه التحريري.
وقد نعاه الرئيس الراحل أنور السادات في خطبة شهيرة قال في مقدمتها” …فقدت الجمهورية العربية المتحدة، وفقدت الأمة العربية، وفقدت الإنسانية كلها، رجلاً من أغلى الرجال، وأشجع الرجال، وأخلص الرجال، هو الرئيس جمال عبد الناصر» “.
وقد كانت من أبرز الانتقادات في هذا المجال ما كتبه جميل منصور الرئيس السابق لحزب نواصل -ذي المرجعية الإخوانية- :”..حتى الآن لم أتوصل لتأكيد من الجهات المعنية عن التوجه لتغيير إسم شارع الرئيس جمال عبد الناصر وتسميته بشارع الوحدة الوطنية مع أنه حدثني من أثق فيه عن اجتماعات لبعض هذه الجهات طرح فيها الموضوع وأود بمناسبة إثارة هذا الموضوع أن أنبه إلى أمور :
1 – ليس من المناسب أن نتعامل مع كل ما ورثناه من تاريخ الدولة الوطنية بعقلية التغيير و التغيير فقط ، هناك أمور ورموز وأسماء تعود الناس عليها وليس من اللائق محو هذه الذاكرة والإساءة للمناسبات التي أفرزتها ، أسماء الشوارع تعبر عن استحضار لحظات تنتمي لوقتها وزخمها وليس واردا محاكمتها خارج سياقها وزمنها.
2 – الرئيس جمال عبد الناصر رحمه الله ليس محل اتفاق وله مؤيدوه ومنتقدوه ، صارع البعض وصارعه البعض ، لم يشتهر حكمه بحماية الحريات وقبول الآخر ، ولكنه مع ذلك كان زعيما وطنيا وتحرريا طبع مرحلة من تاريخ العرب والأفارقة، وليس مناسبا ولا لائقا تغيير اسم شارع حمل اسمه.
3 – تستحق الوحدة الوطنية تسمية شارع بها بل تسمية غيره بها بل تستحق أكثر، ولكن الشوارع كثر والرموز كثر، والاحتفاء بالوحدة الوطنية وإظهار الاعتناء بها مطلوب وملح ويمكن مع ترك شارع جمال عبد الناصر باسمه.
وقد لقيت هذه التدوينة بل هذا الموقف إشادات واسعة من المدونين المحسوبين على التيار القومي.
فيما اعتبر النائب محمد الأمين ولد سيدي مولود أن تغيير شارع شارل ديكول مثلا أولى من تغيير إسم شارع جمال عبد الناصر.
وأطلقت التسمية منذ السبعينات في حكم الرئيس الراحل المختار ولد داداه.