ظهر أعضاء حزب الاتحاد من أجل الجمهورية في شجاعة فاقدة للصلاحية، وينطبق عليهم المثل القائل “للنصر ألف أب بينما الهزيمة يتيمة”، لقد اعتلى هؤلاء المنابر ولم “يُشِبهم خوف اللحن”، كما لم يكلفوا انفسهم سوى التغني بالإنجازات، في حين أن رئيس البلاد نفسه يعترف بأن وتيرة تنفيذ المشاريع بطيئة، ويأمر بتشكيل لجان وزارية هدفها الإسراع في تنفيذ تعهداته وفق المعايير المعتمدة.
استخدم حزب الحصان كل شيء حتى الشعارات الدينية من قبيل “لا يصلين أحدكم الظهر إلا في المطار” على رأي وزير الثقافة المختار ولد داهي، وذهب البعض لعدم جواز التخلف إلا بعذر شرعي.
قذف الاتحاد من أجل الجمهورية بفلذة أكباد الحكومة ومديري المؤسسات العمومية نحو ساحة مهرجان المطار القديم، وهبط على المدرج بخيله ورجله، وظهرت خلال التعبئة النزعة القبلية والفئوية التي دعا رئيس الجمهورية لاجتثاثها من الموروث الثقافي فإذا بها تتصدر اللافتات والنشاطات التحضيرية التي يؤطرها “الناخبون الكبار” من التجار وأصحاب السيجار، اللذين يقفزون مثل الضفادع نحو الضفة الأخرى حيث العشب.
هؤلاء أنفسهم من تبرؤوا من “عزيز” في سقوطه المذل، و خرجوا يهنئون الشعب على انزياح هذه الغمة، لكنهم كانوا يجلدون معه المواطن طيلة عشر سنوات دون أن يرف لهم جفن.
لم يسجل لهذا الحزب خلال خرجت المطار سوى تلويث البيئة،و اجترار خطابات رئيس الجمهورية وشرح مضامينها وقد قيل بأن توضيح الواضح يزيده إشكالاً.
ورغم إشادة رئيس الحزب بسياسة “تهجين المعارضة” التي نجحت حتى الساعة في إضفاء طابع الهدوء على المشهد السياسي الوطني، وفشل “المخزنجية” فشلاً ذريعا في شق الصف حولها، بسبب أن رئيس الجمهورية يعتبرها منهجا لا بديل عنه في التعاطي مع المجتمع السياسي، وذلك خلال محاولتهم الاستئثار بالكعكة ودق الأسفين بين الرئيس والمعارضة التي اصبحت حيوانات سياسية أليفة بعد أن دخلت المنطقة الدافئة مع النظام.
لقد تحدث رئيس الحزب خلال إطلالته في المطار القديم عن كل شيء إلا السياسة، واكتفى “السلطان” بتمجيد إنجازات الرئيس والثناء على شخصه، وتوعد من وصفهم بالمشوشين، لكنه للأسف لم يخصص فقرة من خطابه للتضامن مع المواطن في ظل طاحونة الغلاء المعيشي وكذلك فعل المتدخلون من قادة الحزب اللذين لا يفتحون أفواههم إلا عند طبيب الأسنان .
مشاهد عديدة خلفها هذا المهرجان من قبيل “كرش الإبل والروث والدم المسفوح وقناني المياه وفضلات الطعام”، وعلى مريم بكاي المستقلة سياسياً أن تقاضي منظمي هذه التظاهرة بتهمة تلويث الهواء .
حيث تم نحر الجزور وتوزيع المياه المعدنية وبناء السرادقات وتأجير الحافلات و مكبرات الصوت واللافتات، ولنجعها حربا لا خسارة فيها ومائة من الإبل تحمل غلال الخمر، على رأي سيناريو فيلم الرسالة الشهير عندما تبرع أُمية بن خلف أحد صناديد قريش وقال مقولته الشهيرة وهو ثمل.