المستعرضكتابنا

الجثث لم تتراكم لكننا لم ننتصر/ المامي ولد جدو

مع بداية انتشار الجائحة حذر الملياردير بيل جيت صاحب اكبر شركة لتطوير نظم المعلوماتية في العالم من كارثة إنسانية في القارة السمراء، وخرجت بعده زوجته لتقول بأن أفريقيا عليها أن تستعد لتراكم الجثث في الشوارع.

في اثناء هذا الوقت ظلت الإصابات والوفيات في أفريقيا نسبية، فيما تراكمت الجثث في مقابر ومستشفيات مدن المال في أوروبا كميلانو عاصمة الموضة والمافيا بإيطاليا، ونييورك عاصمة المال في الولايات المتحدة الأمريكية.

اليوم نتلقى التهاني في موريتانيا بعد انحسار الفيروس، وشفاء الحالات المصابة من الفيروس الذي وصلنا من العالم المتطور ، لكن الريح مرة وقد تعود في أية لحظة، وعلينا تذكر ما قاله وزير الخارجية الفرنسي أوليفيه فيران بأن فرنسا تستعد لشفاء آخر حالة من فيروس كورنا في 25 فبراير، وقال رئيس الدبلوماسية الفرنسية بأن فيروس كورنا لم يعد متواجدا على الأراضي الفرنسية.

واليوم أيضا يقول رئيس الحكومة الفرنسية إدوارد فيليب بأنه على الفرنسيين أن يستعدوا لأنهم لن يعودوا إلى حياتهم الطبيعية قريباً، ما يفيد بأن هذا الفيروس مخادع.

المعطيات العلمية تؤكد بأن العديد من الحالات ” غير الاوتوماتيكية” التي لا تظهر عليها الأعراض يجب أن تظل ماثلة أمام وزارة الصحة واللجنة الوزارية.

هنا في موريتانيا نقوم بإدارة الأزمة بشكل جيد هذا كل ما يمكننا قوله، بعد أن سجلنا حالة وفاة وحيدة مؤسفة، وتعافي ستة مصابين هم جميع الحالات المسجلة لدينا، وهو ما يفيد كذلك بأن السلطات الموريتانية وعلى رأسها رئيس الجمهورية كانت واعية لاتخاذ إجراءا ت سابقة لأوانها كما يقول المثل “ترعاها سابك تلحكك”.

فتم إتخاذ إحراءات قاسية على الاقتصاد الوطني، والحالة المعيشية والاجتماعية للمواطن، كإغلاق المعابر والموانئ الجوية والبحرية والمنافذ البرية وضبط الحدود، وإقرار التباعد الاجتماعي كحالة حظر التجوال، وإغلاق المؤسسات التعليمية و الأسواق، ودعم المواطنين للتخفيف من آثار الأزمة.

شدت موريتانيا المأزر للاعتماد على مواردها الذاتية البسيطة لأن العالم منشغل في نفسه، وبقي الاحتراز والانضباط هو طوق النجاة كما قال رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في خطاب 25 مارس.

هكذا تشبث الرئيس والمرؤوس بطوق النجاة واعتمدنا على التخطيط السليم والانضباط الملزم حتى تمر العاصمة.

لقد اعجزت هذه الجائحة دول العالم المتقدم من التدخل في أفريقيا حسب ما كانت تقرر مثل أزمات سابقة من أجل إزاحة “طاغية” أو درء وباء، مثل ما فعلت أمريكا في ليبيرا إبان أزمة ايبولا حيث أرسلت آلاف الجنود من مشاة البحرية بعد ظهور حالة من أيبولا.

السؤوال الذي نطرحه اليوم هل سنصلي التروايح في رمضان وهل سنجلس على طاولة في رصيف مقهى بعد الحادية عشر ليلا؟

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى