رؤيا بوست: قضى الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وقائد الاركان العامة للجيوش الفريق محمد ولد الغزواني وقتا طويلا بعد منتصف الليل البارحة في منزل الشيخ ولد بايه على انفراد، الاجتماع الخاص الذي جاء تحت غطاء عيادة ولد بايه بعد رحلة استشفاء حضره رئيس الحزب الحاكم سيدي محمد ولد محم.
اللقاء الذي استمر لساعات استثنى الوزير الأول يحي ولد حدمين، ما يعني أن الأخير معني أساسا بالوزارات الخدمية ومستثنى من قضايا السيادة، كما أنه من الواضح أن الرباعي يشكل اركان الحكم رئاسة الجمهورية، ومؤسسة الجيش، والمؤسسة التشريعية، والمؤسسة السياسية “الحزب الحاكم”، ما يعني بان الاجتماع لم يكن عفويا وكان من الأهمية بما كان.
وقد شكل حضور ولد الغزواني وبقاءه لساعة متاخرة مع الرئيس عزيز وصديقه ولد بايه أمرا لافتا وغير اعتيادي بالنسبة للفريق الركن الذي كان بعيدا عن الكواليس، وقضى معظم سنوات الخدمة الفارطة في منزله داخل ثكنة قيادة الجيوش.
كما ان الهالة التي حظي بها المليونير ولد بايه عند وصوله، اكدت على المكانة التي يحظى بها الرجل في سيناريو 2019، بعد توليه لمنصب رئيس البرلمان الموريتاني، خاصة ان المرسوم الرئاسي الداعي لانعقاد الجمعية الوطنية تزامن مع وصول ولد بايه من فرنسا في ذات اليوم، والذي كاد يحرق الطبخة بعد تعرضه لحادث سير قد يفقد بموجبه النظام احد لاعبي ومنفذي سيناريوهات ما بعد “عزيز”، أو على الأصح رئيس الظل مستقبلا بعد نهاية مأموريته.
الأهم بالنسبة للرأي العام الوطني ليس من يتولى رئاسة البرلمان القادم، وإنما سؤالين اساسيين يؤرقان الشارع الموريتاني، والمجتمع السياسي بشكل خاص موالاة ومعارضة، أولهما حقيقة قبول ولد الغزواني للترشح لمنصب رئيس الجمهورية بعد نزعه لبذته العسكرية وحصوله على حق التقاعد، والمسألة الأخرى هل سيكون ولد الغزواني رئيسا “بروتوكوليا” بدون سلطات تنفيذية بعد تحويل نظام الحكم لنظام برلماني، بدل النظام الرئاسي الحالي حسب ما يشاع خاصة في ظل إجابة غير شافية من رئيس الجمهورية على هذه القضية حيث أكد في مناسبتين بأن حزب “تواصل” الإخواني هو من طرح هذه القضية.
العارفون بولد الغزواني ينفون هذا السيناريو جملة وتفصيلا، بسبب معرفتهم الدقيقة بشخصية قائد الجيوش الكتوم، وتحفز محيطه الاجتماعي(رجال اعمال) ومناصريه و خاصة من المؤسسة العسكرية وقادة الاركان بالحرس والدرك والامن لمساندته في الوصول لسدة الحكم بطريقة ديمقراطية، وأن يكون رئيسا جمهوريا وليس رئيس صوري.
كما تلوح في الأفق مؤشرات عن دعم دولة خليجية نافذة لتولي ولد الغزواني للسلطة في موريتانيا عوضا عن الدعم الفرنسي الذي يمكن التكهن به من خلال تصريحات مسؤولين ودبلوماسيين فرنسيين اشادوا خلالها بالمؤسسة العسكرية الموريتانية باعتبار الامن يشكل هاجسا عالميا وخاصة لاوربا في منطقة الساحل وترغب تلك الدول في المحافظة على الوضع الحالي الذي وصلت إليه موريتانيا مع استمراره من خلال بقاء ولد الغزواني ولكن هذه المرة كقائد اعلى للقوات المسلحة والأمن .