
رؤيا بوست: منذ ما يربوا على سنوات اربع تحاول السالكة بنت طينش إبنة شهيد الواجب العسكري مرحب ولد طينش نفض الغبار عن ذاكرة حرب الصحراء برد الاعتبار لأبناء ضحايا الحرب، حيث أسست اتحادا لأبناء شهداء الواجب الوطني.
اصرت على ان تلتقط صورتها وخلفها العلم الوطني الذي يرفرف من بعيد في سارية عملاقة أمام القصر الرئاسي، وزادها اعتزازا كونه ازدان بخطين احمرين يرمزان لتضحيات شهداء الواجب الوطني، وهكذا بدا العلم بعيدا يترائى ليجسد -عن غير قصد- صورة لم تكتمل بعد.
فالاعتبار لم يعد لضحايا حرب الصحراء، رغم ما ابدته من فخر لكون الذاكرة بدأت تنتعش، ويخالجها شعور بالتقصير لا تفتئ تعبر عنه لكون الطرف المجاور يخلد يوم الشهيد، في حين أن موريتانيا لم تقرر رسميا عيدا لشهداء الواجب الوطني من العسكريين في حرب الصحراء .
روت لنا في حوارها مع رؤيا بوست قصصا مفزعة وأليمة خاصة ما حدث لعائلة أهل دلبوح العائلة التي وقعت عليها قذيفة في منطقة تشله الحدودية، وتوفيت والدتهم على الفور، وبتر ذراع الطفلة، وفر طفلان احدهما يحبو هلعا، واصيبا لاحقا بمرض نفسي.
تتحدث عن 2400 قتيل استشهد في سبيل الواجب الوطني، وحكايات مؤلمة لأبناء يسعون لمعرفة حقيقة ما حدث، لعائلات لم تحصل حتى على صور لآبنائها وآبائها العسكريين، عوضا عن معرفة أماكن دفنهم.
يطلق عليها إبنة الجيش المدللة لما يوليه القادة العسكريون من عناية لما تقوم به هذه السيدة من جهود في مؤازرة عائلات ضحايا تلك الحرب، إلا أن هذه العناية لم تتم ترجمتها عمليا، كما لم تلقى صدى من الحكومة حتى الساعة، حيث لا زالت السلطات ترفض ترخيص الاتحاد الذي تأسس من أبناء ضحايا تلك الحقبة، ولم تؤسسه منظمات مدنية أو شخصيات مجتمعية ربما تتحفظ عليها الجهات الرسمية حسب منت طينش.
الجيش الذي وحد الوطن
خلال تتبعها لقصص عائلات ضحايا تلك الحرب، حيث دافع الموريتانيون بكل بسالة عن وحدة ترابهم، وعن وطنهم بمختلف الشرائح والعرقيات، وكان الانتماء للمؤسسة العسكرية حافزا للتضحية من أجل وطن يحاول أن يقف على قدميه حينها تجسدت وحدة أبناء البلاد.
ترى بأن اهتمام الدولة بعائلات شهداء المقاومة، وشهداء الحرب على الإرهاب خلق شرخا في نفوس أبناء ضحايا حرب الصحراء لم يندمل بعد، بل زاد عمقا بسبب التجاهل الذي لم يعد يحتمل السكوت.
تواجه هذه السيدة طمرا لذاكرة الحرب التي دأبت عليها الانظمة المتعاقبة على البلاد، المسئولة قانونيا و سياسيا وأخلاقيا وإنسانيا عن إخفاء معالم ضحاياها المتكلسة في الضمير الجمعي رغم مرارة الحرب بين الأشقاء- إلا أن الجندي والعسكري الذي لبى نداء الواجب و قدم روحه الطاهرة لحماية حوزته الترابية في إطار تشكل الدولة الموريتانية- لم يحظ بحقه من التخليد.
رابط ذات صلة..
اعل ولد اعلاده: كنت اهش على غنمي في شعاب تجگجة فإذا بي امسك بندقية
نجل قائد سلاح الجو الراحل: سنتجاوز الصمت المخزي عن تاريخ حرب الصحراء (مقابلة)
شكرا لكم في رؤيا بوست
واجدد الشكر على تطرقكم لموضوع ابناء الشهداء من القوات المسلحة وقوات الامن .
لم استطع مشاهدة المقابلة مع السدة رئيسة الاتحاد على صفحتكم ان كان ذالك راجع لخلل فني الرجاء مراجعته وان كان غير ذالك اطلبها منكم على بريدي الالكتروني وشكرا مسبقا .