الوزير ولد محم يُغرد من بيرو إلى ولاته

رؤيا بوست: يواصل الوزير سيدي محمد ولد محم التغريد عبر حسابه بموقع تويتر حول مهرجان المدن القديمة بمدينة ولاته التاريخية، التي سميت قديما بيرو .

والاسم بيرو اطلقه عليها الباميرا السودانيون وهو في لغتهم يعني المدخل حيث كانو يقولون بير بافه مدخلا للمدينة، وإذا أضافوا المصر إلى  المكان يقولون بيرو كو أي “ولاته”، وأهم إشارة إلى هذه التسمية ما ذكره السعدي  بشأن ازدهار تنبكتو على حساب بيرو “ولاته” بعد أن كانت هذه هي المزدهرة تجاريا وعمرانيا فكانت عمارة تنبكتو خراب بيرو كما جاء في الرسالة الغلاوية المسماة (مبردة الغليل وشافية الغل) في إشارة لتلك الحقبة التاريخية كما جاء في الرسالة الغلاوية(مبردة الغليل وشافية الغل).

وتطلق بيرو كذلك على حضارة الانكا في أمريكا الجنوبية التي نشأت في القرن الأول الميلادي، بينما تأسست الحضارة الموريتانية  في “بيرو “ولاته” في القرن الأول الهجري حسب بعض المؤرخين .

وبدأ ولد محم تغريدته بالقول:” من مدينة بيرو في القرن الأول الميلادي إلى ولاته”، وكأن وزير الثقافة -في قراءة أخرى للتغريدة- يربط بين “بيرو” موريتانيا، وبيرو امريكا الجنوبية ليقول بين سطور التغريدة أن موريتانيا كانت بها حضارة راسخة ومركز إشعاع علمي قبل مجيء الاستعمار، كما كانت حضارة الانكا في البيرو قبل مجيء الغزو الاسباني.

وقد كانت البيرو في امريكا الجنوبية مركز لامبراطورية كبيرة هي أمبراطورية الانكا حيث كانت تضم خمسة دول من امريكا الجنوبية هي الاكوادور وتشيلي والارجنتني والمكسيك و بيرو، وعاصمة هذه الامبراطورية مدينة (كوزكو) ، غزتها أسبانيا في ستة 1523 م ،ولم تستسلم الامبراطورية للأسبان إلا في سنة 1544 م واستمر الاحتلال الأسباني حتي سنة ( 1820 م ) ، عندما نالت بيرو استقلالها بعد كفاح طويل ضد إسبانيا .

فيما بدأ التوافد على “ولاته” في القرن السادس عشر الميلادي إثر سقوط الأندلس لعوامل الجاذبية الإقتصادية أيامٰ كانت مركزاً مفصلياً على طريق القوافل التجارية الرابطة بين حواضر الشمال المغاربي (كدرعة وسجلماسة وتلمسان.وتواتْ..إلخ) وبين الحواضر الواقعة جنوب الصحراء الكبرى( كأودغست وتمبكتو و كمبي صالح)، ودخلها الاستعمار الفرنسي في سنة 1912م.

وقد زار  ولاتة المؤرخ و الرحالة الشهير ابن بطوطة ودوّن عنها شهادات في محافظة أهلها وتشبثهم بقيم الدين الإسلامي والأخلاق الحميدة، و جاء ذلك في صلب مخطوط رحلته حول العالم القديم.

واستطرد ابن بطوطة في تأصل قيم المحافظة الدينية إذ ذاك بالمدينة والتي توطد حقيقة أن دخول الإسلام إلى شبه المنطقة حصل قبل الهجرات المغاربية /الأندلسية اليها بعدة قرون،

و تفيد الكثير من الآثار التاريخية أن التباشير الأولى للفتح الإسلامي وصلت إلى ولاتة -في نهاية القرن الأول الهجري -بقيادة العاقب أحد أبناء عقبة بن نافع الفهري فاتح افريقية، ويوجد ضريح “العاقب” في صحن مسجد ولاته..

وتهدف مهرجانات المدن القديمة لربط الإنسان الموريتاني مع جذوره الحضارية، بعد أن ضرب زفيف الريح  بين الموريتانيين وحضارتهم الراسخة التي تمثل جسرا للحضارة العربية والإسلامية إلي أفريقيا السوداء، عوضا عن أهداف الأمن والتنمية،والتعريف بالبلاد، وتثبيت السكان والحفاظ على الإرث الحضاري من الاندثار .