رؤيا بوست: وصفت صحيفة لموند الفرنسية الكتيبة الموريتانية المرابطة في انبيكت لحواش (المغزل الغربي) _ والتي وضعتها موريتانيا ضمن قوة دول الساحل الخمس المشتركة G5- بأنها لا تبدو تابعة لهذه القوة أكثر من كونها توجد لحماية الحدود الموريتانية.
في تقرير مطول للصحيفة الفرنسية الواسعة الانتشار أكد معد التقرير Christophe Châtelot بأن الجيش الموريتاني يحمي الحدود بشكل فعال، وهو مجهز وينصب المدافع نحو الهدف في صحراء صعبة التضاريس.
تحت الخيام في انبيكت لحواش مستقبل قوة FC-G5S لا يبدوا محورا مركزيا لاهتمامات الكتيبة الموريتانية المرابطة هناك.
480-600 عسكريا هم عناصر الكتيبة الموريتانية التي تبدوا مهمتها أكثر في حماية حدودها من كونها مشاركة في قوة إقليمية .
منطق الكولونيل سيدي أحمد ولد امحيميد قائد القوة بسيط:” ما دام مقر القيادة الواقع في بامكو لا يتكفل بمشاكلنا اللوجستية، إذا لا يفترض أن يعطينا الأوامر”.
وأضاف:” نحن نتلقى الأوامر مباشرة من قيادة الأركان في نواكشوط، ولا ننتظر تعليمات G5 من أجل البدء”.
و بمساعد من مشروع دعم الأمن و التنمية في موريتانيا -الممول من الاتحاد الأوربي- من المفترض أن يستفيد المقر في انبيكت لحواش من شبكة مياه، مهبط طائرات نقل C130، ومعدات اتصال، ومستشفى متنقل، ومن المفترض أن تتم هذه الإنشاءات في ظرف سنتين من الآن.

صورة من أهداف مشروع الأمن والتنمية الأوروبي بغرفة المشروع بولاته..هل يبقي المشروع مجرد كتابة على السبورة أم هناك درس آخر؟
ويضيف التقرير…في مقر قيادة G5 الواقع في انبيكت لحواش جنوب شرق موريتانيا (فقط المراحيض مبنيت بالاسمنت المسلح” ، يقول ضابط موريتاني ضاحكا.
عدا ذلك خيام منتشرة في الصحراء، لا نقول بأن الكتيبة الموريتانية “موري بات”- التي جعلتها نواكشوط تحت إمرة قوة الساحل- مرمية في الفيافي.
إنها تتوفر على ترسانة حماية قوية وسيارات رباعية الدفع، ومعدات عسكرية منصوبة نحو الهدف.
الجنود الموريتانيون بدون شك هم الأفضل تدريبا وعتادا في مجموعة دول الساحل الخمس بالإضافة إلى تشاد حسب مراقب فرنسي.
لكن موريتانيا يبدو أنها في حذر تام من الدخول في قوة إقليمية يبدو مؤشر تسارع عملها متأخرا بالنسبة لموريتانيا التي بدأت وضع قدم في هذا المشوار منذ مدة وهذا القدم يتمثل في الجنرال حننا ولد سيدي قائد القوة.
وعود خاوية
بين المجموعات المسلحة ومهربي الحدود واقعيا تم وضع الكتيبة الموريتانية فبراير 2017 من أجل الحد من العصابات المسلحة ومهربي الحدود اللذين ينتشرون في المنطقة.
قوة الساحل منضوية تحت ثلاثة شبكات تشاد من الشرق، مالي وبوركينا فاسو النيجر في الوسط، وموريتانيا في الغرب.
إلى يومنا هذا فقط عمليات مماثلة تمت برمجتها منذ مدة وذات أهداف محدودة تمت على بعد شريط خمسين كلم بين الحدود المشتركة التي تحدد منطقة تحرك القوات الآن.
هنالك محادثات حاليا من أجل توسعة نطاق هذه العمليات من أجل أن يكون لكل جيش من هذه الدول الحق في التدخل ومتابعة عملية ما في أرض الدولة الآخرى من دول المجموعة.
الرئيس الموريتاني ينتقد تعاطي المجتمع الدولي مع هذه القوة الهامة، خاصة أنه يوفر ميزانية سلبية لبعثة الأمم المتحدة في مالي (Minusma) ، مع 13000 رجل وميزانية سنوية تبلغ مليار دولار، (880 مليون يورو)، ويضيف الرئيس عزيز”نحن لا نفهم أن المجتمع الدولي كله لا يزال يقبل أن مليارات الدولارات تحصل عليها Minusma ، دون نتيجة ، وأن البلدان الخمسة G5 ، والتي هي على استعداد لإشراك قواتها لمحاربة الإرهاب وتأمين المنطقة ، لا يمكنها الحصول على عُشر ما يذهب سنويا إلى Minusma. “.
لا هجمات ولا ضربات منذ 2011
منذ 2011 وموريتانيا لم تشهد أية هجمات ولا ضربات وذلك نتيجة لعمقها الاستراتيجي ومساحتها الصحراوية قليلة السكان، وبسيطة المراقبة، نتيجة سياسة واضحة (قمنا بجهود حثيثة من أجل حماية البلد، وذلك بإعادة هيكلة قواتنا المسلحة، حيث تم إنشاء وحدات خاصة قادرة على التحرك في كافة أنحاء الحوزة الترابية يقول الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
ويضيف:” قمنا أيضا بشراء طائرات بدون طيار ستمكننا من تحسين مراقبة الحوزة الترابية، كما قمنا بإنشاء مناطق عسكرية مغلقة في شمال البلاد، والتي كان الإرهابيون ومهربوا المخدرات والسجائر يتحركون فيها بكل أريحية”.
عندما تتجه للكتيبة الموريتانية المرابطة هناك لا يمكن أن تتخيل رغم قسوة الصحراء وصعوبة الولوج إليها، كما يقول المثل الفرنسي”المكان الصعب لا يمكن أن تتحرك به حتى الدراجة النارية”، رغم كل ذلك تجد القوة الموريتانية جاهزة أمامك.
وغير بعيد من ذلك –عشرات الكلمترات- وفي الناحية الجنوبية تجد كتيبة نانبالا التابعة لجيش جمهورية مالي والتي تم الهجوم عليها ثلاث مرات خلال الأشهر الأخيرة.
وفي خريطة تم وضعها على التراب تحت خيمة العقيد سيدي أحمد يعدد المخاطر التي يترقبها، أولا تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وهي في محيط تنبكتو، وميليشيا ماسينا في غابات واغادو على بعد 70 كلم من موريتانيا.
يجب أن نبقى دائما على استعداد يقول هذا الضابط.
موريتانيا في مواجهة المخاطر الأمنية
هذا هو فهرس مقالنا منذ 2011 وموريتانيا بعيدة عن الهجمات الإرهابية بالرغم من أن عنف الجماعات المسلحة لا زال يغزوا مالي المجاورة، والنيجر وبوركينا فاسو.
هذا الاستقرار ينبع بدون شك من سياسة واضحة وضعت من قبل الجنرال السابق والرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز الموجود في الحكم منذ 2008، من أجل إعادة هيكلة وتجهيز الجيش الموريتاني.
هذا التوازن ضعيف كل ما اتجهنا إلى الحدود المالية، وهنالك تواجدت القوات المدعومة من برنامج ممول من الاتحاد الأوروبي، تهدف للحد من التهديدات، وذلك عن طريق مشروع تستفيد منه أساسا القوات المسلحة وكذا السكان القاطنين في تلك المناطق.