
رؤيا بوست: تماما كما كانت ولادة جهاز أمن الطرق عسيرة ومشوهة ومن خاصرة قطاعات غير متجانسة في الدور والمهام، رغم الحماس والجدية التي تحلت بها الدفعة الأولى للجهاز مع وجود شوائب واضحة للعيان بسبب الاكتتاب على أساس المحسوبية لعدد من العناصر ظهرت فضائحهم تباعا.
كما تولدت ذهنية مشوشة بين مهمة الجباية وتنظيم حركة السير لدى عناصر القطاع ، ومع تمدد الجهاز نحو الداخل في بعض الولايات أرتبط ظهور مديرية أمن الطرق في نواذيبو منذ إرهاصاتها الأولى بالعجرفة والخشونة، والفوضوية وسوء التسيير، واستغلال النفوذ، والتمدد على غير هدى ولا أساس قانوني، مع سمعة سيئة الصيت وصدام متكرر مع المواطنين، من خلال افتقار العناصر ومسئوليهم لأبسط متطلبات الخبرة وأدبيات التعاطي مع المواطنين، وغموض وتداخل في ماهية الدور والواجبات، وغرابة في تنفيذ المهام.
وقد كانت نهاية أول مدير لأمن الطرق في نواذيبو قبل أشهر من جنس السمة الغالبة في مديرية أمن الطرق في العاصمة الاقتصادية حيث عثر عليه متلبسا في وضعية مخلة بالآداب مع سيدة متزوجة في منطقة كبانو ليتولى المهمة بديل قتل الأمل في أي تصحيح لوضعية المديرية حيث تولى قيادة مديرية أمن الطرق في المدينة نقيب عسكري من الجيش الوطني لا علم له بقانون المرور، وليس مدرجا أصلا في المناهج والمقررات التي مر بها.
كيف أربك جهاز أمن الطرق سالكي طريق العاصمتين؟
تسبب الارتباك المهني بتفاقم المعاناة بالمديرية ، وبات العجز الفني في إسناد المهام لغير المؤهلين لها على الأقل من الناحية الفنية سمة بارزة.
معاناة فاقم منها التمدد العشوائي والفوضوية التي أتسم بها انتشار وحضور ووضعية قطاع أمن الطرق داخل المدينة، و في نقاط الدخول والمنافذ المختلفة، بشكل أربك المواطنين وزوار المدينة على حد سواء وأعطى الانطباع بأن المدينة تحولت لمنطقة عسكرية مغلقة وأصبح العابرون إليها يختلجهم شعور بوضعية مريبة وغير طبيعية، بسبب تعدد وكثرة وتداخل نقاط التفتيش التي يكتسح أمن الطرق فيها كل مرة موضعا جديدا وبمنطق القوة، مما يطرح أكثر من سؤال حول من يسهل ويُمكن لهذه الفوضى، وهذا التسيب الذي أربك الساكنة والوافدين للمدينة، وسالكي الطريق السيار بين العاصمتين.
كل تلك التجاوزات استدعت بشكل ملح وعاجل المطالبة بتصحيح لوضعية مديرية امن الطرق في نواذيبو.
