رؤيا بوست: أشاد الممثل الخاص للاتحاد الأوربي في الساحل السيد انجيل لوسادا بدور الجيش الموريتاني في مكافحة الإرهاب، وحث على ضرورة تعزيز قدرات وحدة الجمالة التابعة للحرس الوطني المتركز في ولاته، حسب الانطباعات التي سجلها خلال زيارة قام بها ميدنيا للمنطقة التي تُعد لتمركز الكتيبة الموريتانية المشاركة في قوة الساحل المشتركة.
واكد بأن نشر وحدات لحرس الجمالة مهم جدا من أجل تواجد الدولة وربط العلاقة مع سكان هذه المناطق شبه الصحراوية لما لهذه القوات من تدريب يلائم المناخ الصحراوي، كما يشكل إيجاد المياه رهانا كبيرا.
واشاد في ذات الوقت بالعمل المتميز الذي تقوم به القوات المسلحة الموريتانية في مكافحة الإرهاب، وخاصة بفضل وسائل المراقبة الجوية للجيش من نوع ISR والتي لا تتطلب سوى تعزيز الدعم في المجالات الرئيسية التي حددها الاتحاد الأوروبي .
ووعد المسؤول الأوربي -في إطار مقاربة الاتحاد الأوروبي حول الأمن التنمية- بإقامة مشاريع تنموية هامة في مناطق صحراوية مستهدفة من قبل المشروع خلال الزيارة التي قام بها رفقة رئيس بعثة الاتحاد الأوربي في موريتانيا وعدد من المسئولين العسكريين والأمنيين، التقى خلالها بالسكان المحليين، و تأكد له بأن عدم النفاذ إلى الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والمياه الصالحة للشرب يعد عاملا رئيسيا في نزوح السكان الريفيين والبدو في المنطقة المحاذية للحدود مع مالي.
وأضاف في تصريحات إعلامية بأن:” مشروع دعم الأمن والتنمية بموريتانيا يمثل في هذا الإطار وسيلة استراتيجية للمساهمة في متابعة انتشار القوة المشتركة لدول الساحل الخمس في هذه المنطقة،و سيكون مثالا يحتذى به من قبل دول الساحل الأخرى “.
وتابع لوسادا بأن هذا المشروع سيهتم بتشييد مختلف البنى التحتية والأنشطة ذات الأبعاد المتعددة بغية تعزيز تواجد الدولة في هذه المناطق النائية، وترقية الأمن وولوج الساكنة للخدمات الأساسية خاصة المياه الصالحة للشرب والتعليم والصحة بأسلوب متكامل، وتقديم دعم اقتصادي للقطاع الزراعي الريفي.
ومن النشاطات التي ستبدأ قريبا مجموعة أشغال حفر آبار سيتم القيام بها، قبل تثبيت السكان في تلك المناطق.
من بين أهم الإجراءات التي سيتم تنفيذها من قبل المشروع -في تعاون وثيق مع الحرس الوطني، وصندوق التنمية الأوروبي- تمويل إعادة تأهيل للبعثات والوسائل لمجموعة الجمالة “لكودة” التابعة للحرس الوطني، كمركز ثقل في المدينة القديمة والتاريخية ولاته المدرجة في التراث العالمي لليونسكو.
وسوف يعزز التجمع للرحل في نهاية المطاف قدرة السكان على الصمود في سياق مناخي صعب، وتعزيز قدرة كتيبة موريتانيا في القوة المشتركة من G5 الساحل المتمركزة في انبيكة لحواش حسب السيد لوسادا.

مجموعة أصدقاء الساحل
وقد استقبل الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في منطقة واد الشبي من قبل كبار الشخصيات المحلية التقليدية والرسمية، بحضور حاكم ولاته، ومحمد ولد تياه عمدة بلدية تيشيت وآخرين .
ومن المقرر أيضا القيام باستثمارات مهمة في ميدان معدات التنمية في المواقع المستهدفة، بالخصوص في باميرة، وقلب الجمل، وفي ولاية تكانت شرقي تشيت ، وفي مناطق بالحوض الشرقي كأرطان وانبيكت لحواش، وتمويل مستشفى محمول من قبل المشروع بالمشاركة مع مصلحة الصحة للقوات العسكرية وقوات الأمن، وسيباشر المشروع -في القريب العاجل- بحملة المساعدات الطبية للسكان في المنطقة.
وكان أنجيل لوسادا، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في منطقة الساحل، قد قام بزيارة إلى نواكشوط التقى خلالها برئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، خلال الزيارة التي استمرت من 13 وحتى 16 فبراير 2018، تحضيرا للاجتماع الدولي رفيع المستوى المكرس لدعم قوة G5 الساحل الذي انعقد امس في بروكسل (بلجيكا).
وخلال هذه الزيارة، التقى بوزير الشؤون الخارجية والتعاون، إسلكو ولد أحمد إزيد بيه، و وزير الدفاع الوطني ديالو مامادو باثيا، و رئيس الأركان العامة للجيوش الفريق محمد ولد الشيخ محمد أحمد، والأمين الدائم الجديد لG5 ماما صديقو.
كما اتيحت الفرصة لممثلين شباب عن منتدى صوت الساحل للقاء رئيس مشروع الاتحاد الأوروبي في الساحل.
و أشار لوسادا إلى أن “موريتانيا تلعب دور المحرك “في مبادرة القوة المشتركة لدول الساحل الخمس G5.
وقد أدى RSUE-SAHEL زيارة ميدانية لمنطقة عمل برنامج الاتحاد الأوروبي للأمن والتنمية في موريتانيا، للمنطقة العسكرية السابعة بالحوض الشرقي، من أجل الوقوف على الاحتياجات و معرفة النتائج المنتظرة من هذه القوة المشتركة.
وقد أكد الاتحاد الأوروبي عدم قابلية التجزئة لرهانات الأمن والتنمية وهو ما تجلى في الاستراتيجية التي تم تبنيها لمنطقة الساحل والتي اعتمدت عام 2011.
و تنعكس هذه الاستراتيجية في مشروع لدعم الأمن والتنمية بتمويل من صندوق التنمية الأوروبي 10، وتسيير من السلطات الموريتانية بالتنسيق مع مندوبية الاتحاد الأوروبي في موريتانيا، ولها ارتباطات بالقوات المسلحة وقوات الأمن الوطنية.
وتسعى هذه المقاربة لتحسين تواجد الدولة في المناطق النائية على الحدود مع جمهورية مالي، ودعم قدرات القوات الموريتانية، ضمن الاستراتيجية التي تمثل رأس الحربة لهذا النهج السياسي الشامل للاتحاد الأوروبي.
وقد كانت تنقلات الممثل الخاص عبر طائرتين تم استئجارهما من قبل القوات الجوية الموريتانية، مصحوبا برئيس مندوبية الاتحاد الأوروبي في موريتانيا جياكومو دورازو، متوجهين إلى مدينة النعمة عاصمة الحوض الشرقي، نحو المدرج المعد في منطقة بوذيب والذي تم إنشائه في 1920.
وقد قامت الطائرات بطلعات مراقبة لمنطقة انبيكيت لحواش، حيث تمركز الكتيبة الموريتانية التي ستشارك في القوة المشتركة G5 الساحل.
وقد التقى خلال الزيارة الميدانية كل من المقدم الخليل عبد الرحمن، قائد مجموعة الجمالة في الحرس الوطني ، العقيد طالب ولد طالب مكلف من قبل القوات المسلحة بالتنسيق مع المشروع، والعقيد داه ولد سيدي محمد العاقب قائد المنطقة العسكرية الخامسة، وفرانسوا كزافييه بونس رئيس بعثة الدعم التقني لمشروع الأمن والتنمية في موريتانيا.
وخلال اليومين 14 و 15 فبراير كان في استقبال الوفد الأوربي عدد من كبار المسؤولين في القوات المسلحة والأمن الموريتاني. يتقدمهم اللواء محمد ولد بابا أحمد، نائب القائد العام لأركان الحرس الوطني، والعقيد داه ولد سيدي محمد العقيب، قائد المنطقة العسكرية الخامسة، العقيد
أبا بابتي الحاج أحمد، رئيس مكتب العمليات في قيادة الأركان العامة للجيوش، العقيد الطالب ولد الطالب، المنسق بين الجيش و مشروع الأمن والتنمية، العقيد يعقوب ولد بيات، رئيس مكتب الموارد البشرية في قيادة الأركان العامة للحرس الوطني، المقدم الخليل عبد الرحمن، قائد مفرزة الجمالة.
وترافق الوفد الأوربي عناصر خاصة من فصيلة الجمالة في الحرس الوطني، ومفرزة من الجيش المتواجد بالمنطقة، وقد ذهب لوسادا للقاء وجهاء محليين وسكان واد الشبي، و اوجف ، فريكيكة، تاغوراريت، باميرة، واد اينيتي ، قلب الجمل، بئر النصارة، وولاته ،(تيشيت، أغريجيت، تويجينيت) – التي تقع في قلب المنطقة المستهدفة بمشاريع التنمية لصالح سكان المناطقة الحدودية مع مالي.
وقد ركز مشروع الساحل على الاهتمام بالحياة اليومية ، تحت خيمة تقليدية وعاش الوفد معهم حياتهم في بيئة طبيعية، ذات بعد اجتماعي اقتصادي، وهي منطقة شهدت إنتاج فيلم تمبكتو للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيسوقو الذي حاز على جائزة سيزر لأفضل فيلم.

عنصر من كتيبة الحرس الوطني للجمالة
DEVELOPPEMENT EN MAURITANIE: LE RSUE-SAHEL SUR LE TERRAIN (PDF)