تلقى الفرنسيون بحزن نبأ وفاة الضابط الفرنسي الذي قايض نفسه برهينة خلال الهجوم الذي نفذه فرنسي من أصل مغربي الجمعة في جنوب فرنسا، قتل فيه لاحقا.
حزن لا يقل عن حزنهم على الضحايا الثلاث الآخرين الذين لقوا حتفهم في ذات الحادثة، لكن ما قام به أرنو بلترام “يستحق أن يحظى باحترام الأمة وحبها. لقد برهن بسالة وتفان لا مثيل لهما، لقد مات بطلا” هذا ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وبوفاة بلترام، يرتفع إلى أربعة عدد قتلى الهجمات التي خلفت كذلك 15 جريحا إصابات بعهضهم خطيرة.
رضوان لقديم الذي نفذ الهجوم فرنسي من أصل مغربي في الـ25 من عمره، تصرف بمفرده رغم ادعائه الانتماء إلى داعش.
كان يحمل سلاحا ناريا وسكينا ونفذ هجماته على ثلاث مراحل، بدأها بسرقة سيارة في منطقة كاركاسون بعد قتل راكب وإصابة السائق بجروح خطيرة. ثم في مكان غير بعيد أطلق النار على شرطي خارج دوام عمله وأصابه بجروح.
بعد ذلك دخل متجرا في تريب على بعد نحو 10 كلم من كاركاسون حيث احتجز نحو 50 رهينة، قتل منهم شخصين.
ومع وصول الشرطة عرض الضابط بلترام أن يأخذه رهينة مقابل الإفراج عن إحدى الرهائن وترك هاتفه مفتوحا على طاولة، ما أتاح لزملائه معرفة ما يجري في داخل المتجر.
وأثناء دخوله المتجر، فتح لقديم النار عليه وطعنه عدة طعنات فأصابه بجروح خطيرة توفي على أثرها لاحقا.
عندها، تدخلت وحدة من النخبة واقتحمت المتجر، وقتلت المهاجم. وأصيب عسكريان بجروح خلال المداهمة.
وكتب وزير الداخلية الفرنسي كولومب على حسابه على تويتر السبت، “لقد غادرنا المقدم أرنو بلترام. لقد مات في سبيل وطنه. فرنسا لن تنسى أبدا بسالته. أعبر بقلب يغمره الأسى عن وقوف البلد بأجمعه مع عائلته وأقربائه وزملائه” الدركيين.
من هو الضابط الشجاع؟
توفي بلترام عن 45 عاما وكان متزوجا وليس لديه أبناء، فيما كانت له مسيرة مهنية حافلة بالإنجاز والعطاء في الشرطة العسكرية الفرنسية.
شارك في حرب العراق عام 2005 وحصل على جائزة الشجاعة عام 2007. وكان قائدا في الحرس الجمهوري الذي يوفر الأمن في قصر الإليزيه.
وفي عام 2012 حاز على وسام جوقة الشرف الفرنسية المرموقة.
تم تعيين بلترام نائبا لقائد شرطة مكافحة الإرهاب في منطقة أود في العام الماضي.
ووفقا لصحيفة La Depeche du Midi الفرنسية، فقد قاد بلترام في كانون ثاني/ ديسمبر الماضي سيناريو محاكاة لهجوم إرهابي على سوبر ماركت بغرض التدريب، وهو يشبه إلى حد كبير الهجوم الذي وقع يوم الجمعة وفقد فيه حياته.
وقال ماكرون السبت إن مهاراته القيادية واستعداده والتزامه الراسخ كان موضع تقدير من الجميع، وخاصة في تطوير قدرة شرطة مكافحة الإرهاب بمنطقة أود.
وحيا ماكرون “مهنية” قوات الأمن. وقال “لقد دفعنا منذ سنوات ثمن الدم لمعرفة خطورة التهديد الإرهابي”، معربا عن “تصميم مطلق” على مكافحة الإرهاب الذي كلف فرنسا 241 قتيلا ومئات الجرحى في سنتي 2015 و2016.
واعتداءات تريب هي الأولى في فرنسا منذ تلك التي نفذت في الأول من تشرين الأول/أكتوبر الماضي في محطة سان شارل دو مارساي في الجنوب، وخلفت قتيلين.
alhurra