رؤيا بوست: صنف معهد السلام والاقتصاد الدولي الذي يقع مقره في استراليا -وهو مؤسسة دولية معتمدة في مجال السلام والاقتصاد- موريتانيا في مقدمة الدول بالعالم من حيث تجنبها للمخاطر الإرهابية، ووضع المؤشر العالمي GTI موريتانيا في مرحلة افضل من الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا ودول الجوار.
وأوضح العقيد المتقاعد البخاري ولد محمد مؤمل-رئيس مركز أم التونسي للدراسات الاستراتيجية– في محاضرة حول دور الجيش الوطني في التصدي لظاهرة الإرهاب العالمية وابعاد شبحه المقلق عن البلاد، تحت عنوان:” الجيش قصة نجاح اثلجت صدور الموريتانيين” ، قائلا بأن موريتانيا منذ ثمانية سنوات لم تشهد اية عملية ارهابية ويعود الفضل في ذلك للجيش حسب المراقبين اللذين اثار هذا الامر اهتمامهم، ما جعل البعض يتصور انها حالة أمنية شبه نموذجية حسب المحاضر.

جانب من حضور الملحقين العسكريين بالبعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية
وأشار المحاضر إلى أن امريكا توصلت إلى أن كل التعريفات التي حصل عليها الخبراء تنبطق على بلدهم وعلى إسرائيل حسب ما قال دبلوماسي امريكي ولذلك تخلوا عنها.
وأضاف بلغة الأرقام والإحصائيات –خلال ندوة نظمها مركز الأرقم للإعلام والدراسات الإستراتيجية بأن المعهد الدولي للسلام والاقتصاد في استراليا الذي يصدر عنه المؤشر الدولي للإرهاب، وضع موريتانيا في المرتبة 125 عالميا، مبرزا أن الوضعية الأخطر في بلدان سوريا والعراق وأفغانستان وباكستان، مشيرا إلى أن القيمة الإيجابية تنازلية، حيث أن موريتانيا ليست افضل من جارتها السنغال والمغرب فحسب، وإنما تفوق الولايات المتحدة في المركز 89 وفرنسا في المركز 96 على مؤشر السلام الدولي..
وقد اطلعت رؤيا بوست على المؤشر العالمي الخاص بالبلدان المهددة بالعمليات الإرهابية– Global-Terrorism-Index-2017 حبث حازت موريتانيا على تصنيف افضل بكثير و حازت المرتبة 130 ما يؤكد نجاة الاستراتيجية الأمنية وتطور الجيش.

خارطة التهديدات الإرهابية حسب مؤشر Global-Terrorism-Index-2017 الموقع الرسمي للمعهد

المخطط الذ عرضه المحاضر خلال الندوة
وتابع المحاضر وهو محلل عسكري سبق وشارك في بعثات دولية لتقصي الحقائق، بشرح مقاربة شاملة لقهر الإرهاب عن الحدود الموريتانية، مشيرا إلى أن الأرهابيين يعتقدون بأنهم رابحين دائما لأنهم سيقتلون من يعتبرونه عدوا ويلحقون به ضررا بالغا، وفي حالة الموت يعتقدون كذلك بأنهم سيدخلون الجنة ويتمتعون بالحور العين.
وتحدث عن اندماج الرؤية الموريتانية مع الرؤية الإقليمية والدولية لمجموعة G5 ورؤية الاتحاد الأفريقي و رؤية الاتحاد الأوروبي في منطقة الساحل، وكذلك الأمم المتحدة.
وقال بأن هناك القوة الناعمة التي تقوم على تجفيف المنابع الايديولوجية للإرهابيين حتى يصعب عليهم اكتتاب مجندين في صفوفهم، وانتقد تصريح القيادي المعارض محمد المصطفى ولد بدر الدين للجزيرة نت الذي اتهم خلاله موريتانيا بخوض حرب بالوكالة عن الغربيين لاستدرار عطفهم وضمان تعاونهم وفق تعبير ولد بدر الدين.
قائلا بأن من المفروض ان تكون هناك رؤية تفاعلية ايجابية من قبل الفاعلين السياسيين، بعد دخول موريتانيا في الحرب على الارهاب، مبرزا حكمة القرارات الأمنية الموريتانية بهذا الصدد وهو ما اثبتته النتائج والأيام، وأشار إلى أن ردة الفعل يجب أن تكون قوية واقل تكلفة من خلال معاجلة الحادثة ومعالجة الامور حتى اعادتها لمجراها الطبيعي، كما فعلت فرنسا مؤخرا.
كما نبه إلى أن كل القوى العمومية يمكن ان تستخدم مكملا للقوات المسحلة، و بأن منظومة الامن والدفاع في موريتانيا متكاملة بشكل متناسق قانونيا، ودعا لتفعيل المجلس الوطني للأمن والدفاع الذي تم إنشائه منذ 1977 ميدانيا مع وجوده قانونيا.
وقال بأن الجهاديين الذين نشرت مجلة جون آفريك صورا لبعضهم حيث كانوا يقاتلون في صفوف داعش في ليبيا عادوا لمنطقة الساحل ويشكلون تهديدا لبلدان المنطقة.
ودعا إلى التصدي لظاهرة الاسلاموفوبيا ومحاربتها من خلال الوسائط الإعلامية والدبلوماسية ، واستشهد بصورة نشرها صحفي سويسري لمسلمين يصلون وعلق عليها بأن المسلمين اللذين يصلون هم الإرهابيون.
وطالب بتشجيع المجتمع المدني والعلماء من بينهم العلامة عبد الله بن بيه، وصالون الولي ولد محمودن الذي مثله الدكتور الشيخ ولد الزين ولد الامام الذي شارك في الحوار مع السلفيين المتشددين.
وحذر من دفع المال للإرهابيين من اجل افتداء الرهائن، لأن ذلك من شأنه أن يوفر تمويلا لعمليات إرهابية جديدة ربما تكون مؤلمة وخطيرة.
وتطرق لوجود مؤسسات أمنية غير تابعة لوزارة الدفاع منها شركات الامن الخاصة التي تقوم بتأمين المؤسسات العمومية وجلها من المتقاعدين حيث مكنت القوة العسكرية من التفرغ لمهام اخرى.
وتساءل هل من خلال هذا المؤشر تغلبت موريتانيا على الارهاب نهائيا، واجاب.. بالطبع لا ..لا .. لأن الإرهاب ليس عملية حرب تكسبها وتنتهي، وإنما تهديد محتمل في أي وقت، لكن الرؤية الاستراتيجية للأمن والدفاع وتصورها للتهديدات وادواتها له اثببت نجاعة المقاربة الأمنية الموريتانية،
وقد حضر الندوة عدد من المحلقين العسكريين في بالسفارات العربية والأجنبية، كما حضر ممثل من مكتب الملحق العسكري بسفارة الجزائر في نواكشوط نظرا لمرافقة الملحق العسكري للمفتش العام للجيش الشعبي الجزائري الموجود حاليا في زيارة لبلادنا، وانسحب الملحق العسكري الفرنسي بعد تأخر موعد انطلاق الندوة لساعتين عن الموعد المحدد.
وكان رئيس مركز الارقم للإعلام والدراسات السيد عبد الرحمن ولد ازوين قال خلال افتتاحه للندوة بأنها تأتي لتسليط الضوء على نتائج تألق الجيش الوطني خلال عقد من الزمن وفق تعبيره، ولإبراز وتثمين دور الجيش الوطني على المستوى المحلي والدولي.

خارطة الدم..التهديدات الإرهابية