الرئيسية / مقالات مختارة / عفوا هذه الحقيقة الحقَّ.. إلى فخامة رئيس الجمهورية/ أحمد ولد نافع
أحمد ولد نافع

عفوا هذه الحقيقة الحقَّ.. إلى فخامة رئيس الجمهورية/ أحمد ولد نافع

 ( الآن حصحص الحقُّ..) و سقطت ورقة التوت عن الجميع.. في ظل الحديث عن زيارة مرتقبة لكم يا سيادة الرئيس للمناطق الشرقية، أحيطم علما أن هذه المناطق منكوبة و تعيش أوضاعاً مزرية لم تشهدها من قبل و كأنها في جفاف ١٩٨٤، حيث نفقت كل المواشي و عاش أهلها أسوأ كابوس في التاريخ إلا أن الدولة حينها تدخلت في الوقت المناسب و وفت بما وعدت، فقد وفرت المواد الغذائية و الأعلاف بأسعار رمزية و وزعتها بعدل بين المناطق حتى بعد هطول الأمطار المبشرة بالخريف، و هو ما شفع لها لدى الساكنة مع العلم أنها كانت مقصرة في أمور أخرى و لقيت هذه الخطوة الإنسانية ترحيبا واسعا من لدن الجميع و كان لها أثرها البالغ في النفوس.. أما و قد عاد الجفاف مسدلا ستاره على تلك المناطق و هي التي ترزح تحت وطأة الفقر و التهميش و الحرمان أصلا، و إن كانت تلكم تركة ورثتموها عن حكومات و أنظمة سابقة دأب أهلها و تمادوا في هذا النهج غير آبهين بهذه الساكنة من المنتبذ القصي، ساعدهم في ذلك جهل و تجهيل البعض و العيش على ظهورهم من من كانوا يظنونهم ساسةً و أُطراً إنتخبوهم و إنتدبوهم لإيصال أصواتهم و أخذ مطالبهم و حقوقهم بعين الإعتبار، و فرض آرائهم و التحدث عنها في أماكن صنع القرار لكي ينظر لأهلها على أنهم مواطنون لهم حقوق و عليهم واجبات و هي الأكثر لذا وجب التنبيه؛ لكن هؤلاء الساسة للأسف إستكانوا و هانوا و من يهن يسهل الهوان و النتيجة فقر و جهل و تهميش للساكنة و عيش كريم للساسة في عز و ترف و غض للطرف عن أكل المال العام و توظيف و تمويل للمشاريع الوهمية إلى غير ذلك من الأمور التي لا حصر لها و يضيق المقام عن ذكرها.. سيدي الرئيس إن جهل و فقر و تهميش هذه الساكنة و أي ساكنة أخرى على أرض هذا الوطن يعد أمرا غير مقبول، و نحن بلد قليل من حيث السكان و المساكن غني بالموارد الطبيعية من بترول و غاز و معادن نفيسة إلى غير ذلك؛ فقد كانت هذه المظاهر المشينة تعزى لسوء التسيير و الفساد المالي و الإداري و قلة الوطنية من لدن القيمين على الشأن العام عاشتها الدولة لسنين خلت، لكن بعد مجيئكم سيدي الرئيس تفائلنا خيرا و مازلنا ننتظر منكم الكثير و الكثير فقد أعلنتم و أبديتم نية حسنة في محاربة الفساد و المفسدين و أطلقتم حملة واسعة لتطهير الإدارة من هذا اللوبي المتوارث و المتجذر و العصي إستأصاله، لأنه أصبح سرطانا يمخر مفاصل الأمة و عادة تمنح ممتهنيها سمة الرجل الضرب و الفارس الذي لا يبارى..، كما أنكم سيدي الرئيس لقبتم برئيس الفقراء و هم النسبة الكبيرة التي تمثل نصف سكان البلد و هي ما بعث روح الأمل في نفوس البعض و مازالوا يتوقعون الإنصاف و العدل في توزيع الثروات بين المناطق حسب الحاجة الماسة لذلك و أنتم أدرى من غيركم، فقد وقفتم و تابعتم عن قرب مشاكل الساكنة و أقمتم مشاريع تنموية هادفة لكنها مازالت لا ترقى للمستوى المطلوب، كما قطعتم الأراضي السكنية و أهلتموها للسكن و عبدتم الكثير من الطرق بعد أن كان ذلك عصيا أو مستحيلا، هذا بالإضافة لإستحداث مؤسسات و إمتصاص أو إعادة هيكلة أخرى و هو دليل على أنكم ماضون في نهج البناء و التنمية المستديمة للبلد فتلكم حقائق لا يمكن تجاهلها و عدم ذكرها و المقام هنا يطول.. سيدي الرئيس إن المتتبع لأحوال ساكنة المناطق الشرقية المتضررة بفعل الجفاف هذا العام يرى أمورا لا يمكن أن يصدقها العقل من فقر مدقع و ضعف في القوة الشرائية يقابلهما جشع و نهم من لدن التجار المتخصصين في نهب و إستنزاف جيوب الناس و إنتهاز الفرص المواتية و بشكل مخل بالأخلاق و الشرف حيث تساووا فيه للأسف، بالإضافة لتقاعس الحكومة و تجاهلها لهذه الأوضاع التي لم تحتمل التسويف أو التأخير فالأمر أشد و الحالة ملحة و التدخل يجب أن يكون سريعا و جادا عكس ما كان، ففي الأشهر الماضية وزعت الدولة كميات محدودة من الأعلاف و كانت جلها عديمة الفائدة حيث قال البعض أنها منتهية الصلاحية هنا تغيب الرقابة الصحية للإنسان و الحيوان على حد السواء و ينعدم الضمير الإنساني و الأخلاقي، و يتحد الجشع و هوان الناس فيهوي الكل و تُعدم المصلحة العليا للبلد حتى دون علم القيمين على الشأن العام بفعل التواطئ على الكذب و المغالطات و التقارير المفبركة و الضحية هنا المواطن البسيط المغلوب على أمره.. سيدي الرئيس بعد كل ما تقدم أرجو أن تأخذ رسالتي بعين الإعتبار و أن تروا حال المواطن بعين أخيه الصادق الذي لا يريد جزاء و لا شكورا، و أن تتم معاقبة الجناة المقصرين و المتمالئين عليه و عليكم يا سيادة الرئيس في إخفاء الحقيقة التي قد تعصف بساكنة بأكملها، و أهلها ينتظرون منكم الكثير بعد أن دعموكم و صوتوا لكم و أنتسبوا لحزبكم في أصعب الظروف و دون إيعاز من أي أحد و إن تشدق بذلك مدعيا و موهما بأنه هو الريمونت كونترول لكل شيئ، و في الأخير تقبلوا تحياتي يا سيادة الرئيس و لتسمحولي أنتم المعنيون على الحقائق المرة..، ألا هل بلغت ألا هل بلغت.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

دراسة تؤكد بأن تحديد تاريخ الانتخابات البرلمانية في 2018 خرق للدستور

رؤيا بوست: بدأت الحسابات السياسية تربك المسار الانتخابي،فبعد مخاض عسير عرفه الحوار الوطني، تم تحديد تاريخ ...

كريستيان: لست جاسوسا وقد اتخذ إجراءات قضائية ضد مسؤولين موريتانيين(جصري)

رؤيا بوست: نفى السيد كريستيان بروفيزيوناتو رجل الأمن الإيطالي الخاص الذي اعتقل بنواكشوط لأكثر من ...

ظهور صورة وسيرة الوزيرة الجديدة مريم بنت بلال

ظهر تعريف بالوزيرة الجديدة التي تولت حقيبة الشباب والرياضة خلفا للوزير المقال الدكتور محمد ولد ...

error: المحتوى محمي من النسخ