
رؤيا بوست: تسابق العجوز دوينا كومان الزمن لمحاولة الضغط على الحكومة الايطالية من اجل إطلاق سراح ابنها الموقوف بنواكشوط على خلفية صفقة اجهزة الرقابة والاختراق الغامضة التي كانت الحكومة الموريتانية تسعى لاقتنائها عبر “وسطاء” من شركات متخصصة.
وقد اجرت رؤيا بوست مقابلة مع السيدة كومان التي سارت من ميلانو ومرت بسيينا لمسافة 130 كلم مشيا، ما اجبر انجيلينو ألفانو وزير الخارجية الإيطالي على لقائها، حيث قالت بأنه وعد بالنظر في القضية، لكن حكومة بلدها لا زالت تكرر ذات الكلام حسب السيدة كومان.
ما هو مسار الرحلة التي قمت بها مشيا على الأقدام للمطالبة بحرية ابنك؟
غادرت يوم 20 أبريل من ميلان، و في 21 ابريل وصلت إلى سيينا الجميلة، والغنية بالتاريخ والثقافة. ثم من هناك بدأت رحلتي سيرا على الأقدام، وعلى طول “طريق فرانتشيجينا” إلى روما. سافرت على الأقدام أكثر من 130 كلم، للتعريف بقضية ابني كريستيان. ثم في 25 ابريل،اتصلو بي في وزارة الخارجية، لكنني اكدت لهم أنني لن أذهب إلا بشرط لقاء الوزير الفانو.
في 26 ابريل كان لي هذا اللقاء وقال انه سيفعل كل ما هو ممكن لإعادة كريستيان إلى المنزل لكنه ظل يكرر ذات الكلام والوقت ليس في صالحنا لأن كريسيتان عازم على الإضراب الذي قد يؤثر على صحته كثيرا.
ماهو مستوى الحوار بين الحكومة الموريتانية والإيطالية حول هذه القضية؟ وماذا بخصوص الدعوى التي رفعتم ضد شركة فيجي لارد في محكمة ميلانو؟
الشيء الجيد أعتقد أن القضاء من ميلان قد كيف القضية لكنه يسير ببطء كعادة المحاكم دائما، وقد قال (المدعي) بأن قضية كريستيان سياسية وليست قانونية، وأنه هو معتقل سياسي، الأمر الذي يتطلب تدخل الحكومة لحل هذه المشكلة.
واعتقد أن كلا الحكومتين في إيطاليا وموريتانيا على مسافة واحدة من المسؤولية في قضية ابني.
دعني أقول لك بصراحة أن كريستيان اصبح رهينة في موريتانيا، وتحديدا كرهينة سياسية. قضاة ميلانو يحققون مع الأشخاص اللذين استخدموا كريستيان وسلموه إلى موريتانيا، رغما عنه، وذلك باستخدام الخداع.
آمل أن يقوم الوزير انجيلينو بشيء لحل القضية في أقرب وقت ممكن، لأنه حتى الآن الكل فشل في إثبات أن كريستيان كان شريكا أو على الأقل إدانته، حسب المدعي العام في ميلانو، وكذلك القضاء في موريتانيا.
والآن هو سجين سياسي. لذلك، علينا أن ننتظر لنرى ما هي الخطوات التي من شأن وزير الخارجية والحكومة الإيطالية ان تقوم بها، في وقت قريب.
لقد قلت للوزير أننا لسنا على استعداد للانتظار لفترة أطول. لشخص بريء يدفع ثمن أخطاء الآخرين، وهدد بأنني ذاهبت مشيا إلى موريتانيا في حال استمر الوضع هكذا.
ما مدى استجابة الشارع الإيطالي والمسؤولين مع ما قمت به؟
لقد بدأت القضية تثير ضجة هنا في ايطاليا ولا يمكن إخفائها وعليه أن يعلم أن عائلة كريستيان لن تكون أكثر هدوءا بعد الآن، حتى المفوضية الأوروبية، في اليوم الموالي من لقائي مع الوزير طلبوا من إيطاليا جلب كريستيان إلى منزله، خاصة بعد إعلانه أنه سوف يبدأ إضرابا عن الطعام، واعرف بأن سلطاتنا لا يمكنها تجاهله.
هل ادلت السيدة موجيريني بتصريح حول قضية كريستيان؟
نعم المفوضية الأوروبية ارسلت بيانات تستفسر الحكومة الإيطالية بالخصوص، وقال الوزير إن الأمر سيكون قريبا، ولكنني قلت له أن كريستيان سوف يبدأ إضرابا عن الطعام، قبل وقت طويل. والآن، عرفت سلطاتنا أنه لا يمكن تجاهل القضية لفترة طويلة. الجمهور هو الآن على علم، و يطالب بعدم ترك كريستيان هناك، دون حل هذه المشكلة. خاصة أن المحاكم قالت بأنه سجين سياسي، وهو أمر ليس جيدا لسمعة إيطاليا و موريتانيا، في هذه الحالة.
كيف توصلت لتلك الفكرة بهدف لفت انظار المجتمع المدني والسياسي لقضية ابنك في إيطاليا؟
فكرت طويلا وبشكل شاق لكيفية جذب انتباه المجتمع المدني وخصوصا في المجالات السياسية … ثم توصلت إلى أن أفضل شيء للتعرف أن أقوم شخصيا بالمبادرة، وانه يكفي من هذا الظلم والصمت المطبق. لذلك، أبلغت الصحافة التي أود أن تتابع رحلتي سيرا على الأقدام إلى روما، لزيادة الوعي بهذه القصة المحزنة. وقد أدركت الصحف بأنني جادة، وقامو بكتابة تقارير واخبار عن القضية، وقد حملت اثنين من أعلام إيطاليا، 5 م، والآخر أصغر لرفعهم خلال الرحلة.
كما اشتريت قمصانا طبعت عليها عبارة الحرية لكريستيان يكفي التوقيف ظلما لمدة 20 شهرا، وعبارة “إبني بريء، وقد تم الاتصال بي ومحاولة ثنيي عن تلك الرحلة الشاقة لكنني كنت مصرة عليها.
كصحفي تعلم أن بعض الأمور ليس بالضرورة أن تتطابق مع وجهات نظر السياسيين في السلطة. لكنني سأتوقف و انتظر قليلا ‘من الزمن، وبعد ذلك إذا كانت هناك لن إجراءات ملموسة لإدخال السرور على عائلتنا، وإذا لم يكن فسأقوم بخطوات لاحقة، وأنا لست خائفة من أي شيء أو أي شخص وقضية ابني هي الأهم ومستعدة للتضحية من أجله.
سيدة كومان لماذا برأيك تم إرسال كريستيان كرهية كما تقولين؟ وهل برأيك أنه كان اصلا مستعدا ومهيئا لتلك المغامرة؟
من الواضح أنه تم التغرير به، لأنه لم يوقع على أي سند، وليس مسؤولا هاما بالشركة، هو مجرد رجل حماية خاص، وابني ليست لديه مشاكل مع القضاء، في الواقع.
ولكن ما يهم الآن هو أن كريستيان رهينة سياسية وليس سجينا، فهو لم يقم بجريمة ضد بلدك، وإنما قام أولئك التعساء بالتواطئ ضده.
وبطبيعة الحال من شأنه أن يدفع ثمن ذلك ظلما، وأنا لست سعيدة بهذا الأمر، ولكن هنا يجب أن تأكد من وماذا فعلوا وماذا كان دور كريستيان.
إذا ابني لم يفعل جريمة ضد بلاده، أو بلد آخر، فهل تعتقد أن السلطات في بلدك تبقيه في الثكنات وليس في السجن إذا كان قد فعل جرما؟ وتترك لديه هاتفا، في حال كان جاسوسا، حيث عاش لمدة عامين تقريبا رهن التوقيف خارج إطار القضاء والعدالة.
حاورها المامي ولد جدو