قمة نواكشوط: الافارقة يسعون للحد من التمويل الخارجي البالغ 70% لاتحادهم

رؤيا بوست: تسعى قمة نواكشوط الثلاثين للاتحاد الأفريقي إلى تطبيقات قرارات قمة كيغالي والتي من بينها البحث عن تمويل ذاتي للاتحاد الأفريقي، نظرا لعدم قدرتها علي اتخاذ مواقف موحدة لتمويل برامج ومشروعات التنمية بالقارة, التي تعتمد بنسبة 70% علي الشركاء والمانحين الدوليين, وهمالاتحاد الأوروبي, والولايات المتحدة, بالاضافة إلي كل من المانيا, والسويد, وبريطانيا, والصين, وتركيا… وبعض الدول الكبري التي تراقب عن كثب برامج الاتحاد, وتفرض توجهاتها وسياساتها السياسية,والاقتصادية والاجتماعية.

وقد أعلن وزير الاقتصاد والمالية الموريتاني المختار ولد اجاي أن قطاعه عاكف حاليا بتعليمات من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز على وضع الاجراءات التنظيمية والقانونية الضرورية لتنفيذ قرار قمة كيغالي حول تمويل الاتحاد والقاضي باقتطاع 0,2 بالمئة على الواردات من خارج القارة لتمويل الاتحاد الافريقي.
وقد دفع ذلك القادة الافارقة الي البحث عن مصادر بديلة لتمويل برامج الاتحاد, وضمان عدم التدخل الخارجي في شئونه لذلك وهذا هو أحد الموضوعات المهمه المطروحه علي جدول اعمال قمة الاتحاد الافريقي السادسه والعشرين في اديس ابابا. وكانت قد شكلت لجنة رفيعة المستوي برئاسة الرئيس النيجيري الاسبق اوباسانجو حول مصادر التمويل البديله للاتحاد الافريقي بمشاركة عدد من الدول الافريقية من بينها مصر باعتبارها احد اكبر المساهمين في ميزانية الاتحاد الافريقي اذ تمثل13.3% من اجمالي ميزانيته, بالاضافة الي كل من الجزائر وليبيا, و جنوب افريقيا, ونيجيريا.
كما تقرر تطبيق توصيات أهداف ميزانية الاتحاد الأفريقي للأعوام الثلاثة القادمة, بما في ذلك الميزانية المخصصة لأنشطة السلم والأمن.

و جاء تصريح الوزير جاء خلال افتتاحه اجتماع وزراء مالية الدول الأعضاء في لجنة 15F المنعقد صباح اليوم الأربعاء 27 يوينو 2028 بالمركز الدولي للمؤتمرات المرابطون في نواكشوط بموريتانيا في اطار القمة 31 للاتحاد الافريقي.

وبين الوزير خلال الاجتماع الذي حضره نائب رئيس الاتحاد الافريقي ورئيسة لجنة 15F ووزراء مالية المجموعة أعضاء اللجنة، :”أن هذه القمة وهذا الاجتماع بالذات سيكونان لبنة وحلقة مهمة في تدعيم وتعزيز بناء صرح اتحادنا الافريقي كما تتطلع إلى ذلك شعوب القارة”، مضيفا أن هذا  الاجتماع سيمكن “من الوقوف على آخر التطورات التي أحرزها الاتحاد الأفريقي في مسيرته نحو تنفيذ الإصلاحات المؤسسية وعملية التمويل الذاتي للاتحاد عن طريق ضمان تمويل الدول الافريقية لأنشطة الاتحاد الافريقي وتعزيز أجندته التنموية. كما سيسمح هذا الاجتماع بمناقشة ميزانية الاتحاد لسنة 2019 وإصدار التوصيات اللازمة من أجل ترشيد وتحسين مسطرة اعداد وتنفي٫ ميزانية مختلف هيئات الاتحاد في المرحلة المقبلة”.

وثمن الوزير المختار ولد اجاي الإنجازات الهامة التي حققها الاتحاد الافريقي في الفترة الاخيرة بإطلاق سوق النقل الجوي الإفريقي الموحد، بالإضافة إلى التوقيع على معاهدة منطقة التجارة الحرة الأفريقية القارية والبروتوكول الملحق بمعاهدة تأسيس المجموعة الاقتصادية الأفريقية المتعلق بحرية حركة الأشخاص، وحق الإقامة، وحق التأسيس مما سيساعد على الدفع نحو مزيد من التكامل القاري وتعزيز التجارة الإقليمية والنمو الاقتصادي.

وأشاد الوزير بشكل خاص بالتقدم الملحوظ الذي أحرزه الاتحاد الأفريقي في مسيرته نحو تنفيذ الإصلاحات المؤسسية وعملية التمويل الذاتي لأنشطته بالاعتماد على مصدر قابل للاستمرار ومنصف ومستدام.

مبينا أن الصعوبات العديدة التي تقف في طريق تطوير وترسيخ هذه الالية، ستظل ماثلة في أذهاننا ومن أبرزها حجم التمويلات الضرورية وضخامة الاستثمارات ولا شك ان التحديات التي نواجهها والتي تحتم تكاتف الجهود وتوحيد الطاقات وتعزيز وترشيد الامكانات المتاحة والتسلح بالعزم والحزم من أجل الوصول إلى الأهداف السامية والغايات النبيلة من اجل منظومة اصلاح شاملة بغية إيجاد طرق آمنة وفعالة ومضمونة لتمويل الاتحاد اعتمادا على جهوده الذاتية.